الديمقراطي الكردستاني: لدينا مشروع قومي ولن نسلم قضيتنا لأحد
دمشق – سلام حسن
المدن:23/11/2025
يؤكد رئيس المجلس الوطني الكردي، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد اسماعيل، أن الأكراد سوريون يهتمون لقضايا وطنهم، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن المجلس الوطني الكردي في سوريا لديه مشروع قومي كردي ولن يسلم قضيته لأحد.
المدن” حاورت اسماعيل، في مواضيع حول العلاقة مع الإدارة الذاتية والحكومة السورية وتركيا، بالإضافة إلى مواضيع تتعلق بواقع المهجرين الأكراد من قراهم وبلداتهم وشؤونهم التعليمية.
كيف تقيّمون الإدارة الذاتية وطبيعة علاقتكم بها؟
في اجتماعاتنا مع حزب الاتحاد الديمقراطي كان الأخ مظلوم عبدي هو الضامن، فقد كنّا نتناقش معه ليقوم بنقل وجهة نظرنا إليهم. وقد جرى الاتفاق على وثيقة تم اعتمادها تتضمن رؤية الكرد حول مستقبل سوريا ومطالب الشعب الكردي. ولكن بقيت قضايا عالقة أطلقنا عليها مسمى “قضايا خلافية”. في المجال السياسي والإداري اتفقنا على ست نقاط من أصل ثمانية، وبقيت خمس نقاط خلافية. إحدى هذه النقاط كانت الخدمة الإلزامية، والنقطة الثانية تتعلق بالتعليم، والثالثة تتعلق بالعقد الاجتماعي، أما الرابعة فحول فصل حزب الاتحاد عن حزب العمال الكردستاني، والنقطة الأخيرة والمصيرية أن نعرف مصير معتقلينا. في ذلك الوقت توافقنا على أنه إذا لم نحسم هذه النقاط لن نوقّع على أي اتفاق. بعد سقوط النظام بشهر ركّزنا على الرؤية المشتركة والوفد المشترك، ولكن في الحقيقة أن هذه النقاط هي مسائل حساسة وقضايا خلافية بيننا وبين حزب الاتحاد الديمقراطي، ولم نتفق عليها لأنهم لا يريدون الاتفاق.
ماذا عن مناهج التعليم (مناهج الإدارة الذاتية) وغياب الاعتراف الحكومي والدولي؟
يعيش الأكراد أوضاعاً صعبة في ما يتعلق بمستقبل أبنائهم. فالإدارة الذاتية التي تسير بسياسة الحزب الواحد تحاول أن ترهن العملية التعليمية، للمساومة عليها مع الحكومة المركزية في دمشق. وكان لنا لقاءات حول هذه المسألة خصوصاً أن عائلات كثيرة هاجرت من مناطق الإدارة الذاتية إلى حلب ودمشق من أجل تأمين الدراسة لأبنائها. ومن المقترحات التي قدمناها خلال تلك اللقاءات أن يُترك الطلاب لمتابعة دراستهم إلى حين الاتفاق أو اعتماد منهاج الأمم المتحدة، لكن ما حدث هو أنه يتم استخدام الطلاب في سبيل الضغط من أجل الاعتراف بالشهادات الجامعية، ونحن غير راضين عن هذا لأنه ليس من مصلحة شعبنا ولا من مصلحة سوريا ككل. فمثلاً إقليم كردستان العراق مستقل ولكن هناك مناهج باللغة العربية ومناهج للأمم المتحدة والناس حرة في اختيارها للمناهج التي ترغب أن يدرس بها أبناؤها. نحن مع ابعاد العملية التعليمية عن الخلافات السياسية.
هل من إمكانية لعودة بيشمركة روج وإدماجهم في مشروع وطني سوري مثل وزارة الدفاع السورية؟ هل بالإمكان تعريف هذه القوات؟
تحدثنا عن بيشمركة روج، وقلنا إن التحالف الدولي الذي درب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هو نفسه الذي درب بيشمركة روج، وخصص ميزانية لذلك. وبرأيي بيشمركة “روج” (هي قوات تم تدريبها وتنظيمها في إقليم كردستان العراق، وخاضت معارك ضد تنظيم “داعش” في العراق، وتم تدريبها من قبل قوات التحالف الدولي وبتمويل منه، وبحسب بعض التقديرات يتجاوز عددهم سبعة آلاف مقاتل، ولا بد من الإشارة إلى أن عناصر وقادة هذه القوات من الجنود والضباط الأكراد السوريين الذين انشقوا عن قوات النظام المخلوع هم أبناء سوريا وفي النهاية سيعودون إليها.
ماذا عن العلاقة مع باقي المكونات السورية؟
نحن سوريون وتهمنا مصلحة وطننا، ولكن من الممكن أننا نولي جل اهتمامنا لشعبنا نظراً إلى المظالم التي تعرض لها. وربما انشغلنا عن إصدار بيانات بخصوص المناطق السورية الأخرى، وما تعرض له أبناء تلك المناطق من صعوبات، لكن هم أيضاً تغافلوا عما تعرضنا له وانشغلوا بمناطقهم ولم ينتبهوا لما وقع علينا من مظالم، لكننا نؤكد أننا سوريون بقدر ما نحن قوميون كرد، ولن نشكّل قلقاً لدول الجوار، ولكن المجلس الوطني الكردي في سوريا له مشروع قومي كردي، ولن يسلم قضيته لأحد، ولن نعمل مع أحد. نحن نتعامل مع الكل ولكننا نحن أصحاب قضيتنا ونحن مسؤولون عنها، وسنحقق آمال ومطالب شعبنا لأنهم قدّموا الكثير من التضحيات.
كيف تقيّمون عمل الحكومة السورية الجديدة منذ السقوط وطبيعة العلاقة معها؟
في ما يتعلق بالحكومة الانتقالية الحالية فقد سمعنا منهم في البداية تصريحات تدعو للتفاؤل وكان موقفنا إيجابياً تجاه تلك التصريحات، لكنهم الآن يماطلون بسبب أمور تقنية ولم يتم مناقشة حقوق الشعب الكردي حتى الآن، وهذا يثير قلقاً لدى الشعب الكردي، ولكننا لن نبقى مكتوفي الأيدي، ولدينا خيارات، ولدينا شعب عريق لم يسحقه ممارسات النظام البائد، ونحن كنا المعارضة الوحيدة التي كانت في الداخل مع شعبها، وكنا نموذجاً للمعارضة السورية التي تحدت النظام البائد. ومن هنا نستطيع أن نقول إن شعبنا لن يعود للوراء وقضيتنا الكردية لن تمحى بل أصبح الكرد واقعاً في سوريا.
واليوم نحن لسنا معارضة، ويدنا ممدودة للحوار والتفاوض ومطالبنا واضحة. قسم من شعبنا التابع لـ”قسد” هم من المعارضين ولا نتفق معهم حول تعاملهم مع الدروز في السويداء والعلويين في الساحل وبعض المسائل الأخرى. نحن مع الحوار والتفاوض ولم نعلن أنفسنا كمعارضة وإذا أصبحنا كذلك فسنعمل لأجل قضية شعبنا الكردي ليس لأجل الدروز.. مع احترامنا الشديد لأهلنا الدروز وتضحياتهم.
ماذا عن تدويل القضية الكردية؟
أوصلنا صوت شعبنا ضمن المعارضة وشرحنا قضيتنا أمام الرأي العالمي والدول التي تلعب دوراً في الوضع السوري ومراكز الأبحاث التي تهتم بالمسائل السياسية. توالت أربع إدارات على الشعب الكردي في البداية إدارة الحكومة السورية (النظام البائد) وبعدها إدارة حكومة الإنقاذ ومن ثم إدارة الحكومة المؤقتة والإدارة الذاتية. الحكومة الحالية مقبولة مقارنة بالإدارات الأخرى، التي كانت تمارس الفساد. لكن يمكن القول إن تجربة الحكومة الحالية أفضل من تجارب الإدارات الأخرى.
هل سيعود مهجرو عفرين ورأس العين وتل أبيض؟
بالنسبة إلى الوضع في عفرين فإنه أفضل الآن. هناك تقدُّم ملحوظ والمهجرون يعودون إلى قراهم، أما بما يتعلق برأس العين وتل أبيض فإن الوضع مختلف، وعلى سبيل المقال في رأس العين بقي من أصل ستين ألف شخص أربعون كردياً. هناك من دخل بيوت المهجرين واستولى على محلاتهم وبالتالي فإن المشكلة هنا أن عودتهم رهينة للتجاذبات والمساومات لأنه هناك توترات بين تركيا و”قسد”. نحن ككرد نرحّب أن يكون موقفنا موحداً، ونحن منفتحون على التفاوض، وعبّرنا عن عدم رضانا عن التوتر. ونحن نثق أنه بالتفاوض سنصل إلى حل، ولكن تركيا لم تخطُ أية خطوة بهذا الاتجاه. كذلك فإن عملية السلام بين تركيا وعبد الله أوجلان تسير ببطء، فلو كانت هناك خطوات بخصوص عملية السلام لانعكست على وضع الكرد في سوريا وهي بالمجمل مسألة دولية ستحل ولكن بوتيرة بطيئة ، ومن المؤكد أن ذلك سينعكس على الشعب الكردي في سوريا.



