نظم منتدى الإصلاح والتغير محاضرة حوارية بعنوان “سوريا بعد الأسد وصياغة عقد اجتماعي جديد”، مساء يوم الجمعة الموافق 14 نوفمبر 2025، في مقر المنتدى بمدينة قامشلو.
ألقت المحاضرة الدكتورة ميديا محمود، بحضور نخبة من المثقفين، وشخصيات سياسية من الأحزاب الكوردية، وممثلين عن منظمات نسائية وشبابية. واستُهِلَّت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الكورد وكوردستان.
استهلت الدكتورة محمود محاضرتها بالحديث عن طبيعة المرحلة الانتقالية التي تعيشها سوريا، معتبرةً أن إعادة بناء الدولة يتطلب أساساً متيناً يقوم على “عقد اجتماعي جديد” يُعد الركيزة الأساسية لإعادة إعمار ما دمرته السنوات الماضية. وأوضحت أن هذا العقد يهدف إلى إعادة تعريف العلاقة بين الدولة والمواطن، وتأسيس شرعية سياسية تستند إلى الإرادة الشعبية الحرة وتصون حقوق جميع السوريين.
وتطرقت المحاضرة إلى التعريف الفلسفي والسياسي للعقد الاجتماعي، مشيرة إلى أنه “اتفاق ضمني أو صريح بين أفراد المجتمع والدولة، يحدد حقوق وواجبات كل طرف”. وشرحت أن المواطنين، بموجب هذا العقد، يمنحون الدولة الشرطة لممارسة السلطة مقابل قيامها بضمان الأمن، وتحقيق العدالة، وتمكين المشاركة السياسية للجميع. كما استعرضت التطور التاريخي لهذا المفهوم في الفكر السياسي الأوروبي، مستشهدةً بآراء فلاسفة مثل توماس هوبز، وجون لوك، وجان جاك روسو، الذين شكلت أفكارهم نواة الدول الوطنية الحديثة.
لم تغفل المحاضرة التحديات الكبيرة التي تواجه هذه العملية، حيث أبرزت معوقين رئيسيين، هما: “انعدام الثقة بين مكونات النسيج الاجتماعي السوري”، و”ضعف المؤسسات الوسيطة القادرة على قيادة حوار وطني شامل”. وفي المقابل، أعربت عن التفاؤل بوجود “إرادة جمعية للتغيير لدى مختلف مكونات الشعب السوري”، معتبرةً ذلك عاملاً محورياً يبعث على الأمل في تجاوز العقبات.
اختتمت الفعالية بجلسة حوارية شهدت مداخلات ثرية من قبل الحضور، قدموا خلالها ملاحظاتهم واستفساراتهم، مما أضاف أبعاداً جديدة أثرت النقاش حول موضوع المحاضرة.
إعلام المجلس الوطني الكوردي في سوريا – قامشلو
إعداد: سامية حسين