تشهد مدينة الحسكة خلال الأيام الأخيرة حالةً صحية مقلقة، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في أعداد الأطفال المصابين بأعراض تنفسية حادة، تترافق مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة، الأمر الذي دفع الكوادر الطبية إلى دق ناقوس الخطر، في ظل ضغط متزايد على المشافي والمراكز الصحية.
وبحسب مصادر طبية محلية، تشهد أقسام الأطفال في مشافي الحسكة ازدحاماً كبيراً بحالات تعاني من أعراض تشبه مرض الكريب أو الزكام الحاد، فيما تشير المعطيات الأولية إلى أن المرض لا يقتصر على الأطفال فقط، بل انتقلت العدوى إلى عدد من البالغين أيضاً.
وقال طبيب الأطفال الدكتور (م.س) إن “المرض المنتشر حالياً يتسم بارتفاع شديد في درجة الحرارة قد يتجاوز 40 درجة مئوية، إضافة إلى التهابات حادة في الجهاز التنفسي”، موضحاً أن “الحالات الخطيرة تستدعي تدخلاً إسعافياً سريعاً لتجنّب الاختلاجات أو المضاعفات الصحية الخطيرة”.
وأشار الطبيب إلى أن الكوادر الطبية تعتمد في العلاج على خفض الحرارة، ومضادات الالتهاب، وتقديم السوائل الوريدية، لافتاً إلى أن “طبيعة الفيروس لم تُحدَّد بشكل قاطع حتى الآن، إلا أن أعراضه قريبة من الفيروسات التنفسية التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة”.
وفي هذا السياق، دعا مختصون صحيون الجهات المعنية في الحسكة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار المرض، أبرزها تعليق الدوام المدرسي مؤقتاً، وتعقيم المدارس والمؤسسات التعليمية، وإطلاق حملات توعية صحية، إضافة إلى التشديد على ارتداء الكمامات داخل الأماكن العامة والمؤسسات الخدمية.
من جهتها، تداولت وسائل إعلام محلية أنباء عن تسجيل حالات وفاة بين الأطفال في مدينة الحسكة نتيجة مضاعفات المرض، ما زاد من مخاوف الأهالي ودفعهم إلى المطالبة بتدخل صحي عاجل وفعّال.
ويرجّح أطباء أن يكون لتلوّث الهواء دورٌ أساسي في تفشّي هذه الحالات، في ظل الانتشار الكثيف لمولدات الكهرباء وأدخنة المركبات، إلى جانب استخدام وقود رديء يفتقر إلى أدنى معايير السلامة البيئية، فضلاً عن الجفاف وقلة المساحات الخضراء داخل المدينة.
كما حذّر مختصون من لجوء بعض الأهالي إلى شراء الأدوية من الصيدليات دون استشارة طبية، الأمر الذي قد يؤدي إلى إطالة فترة المرض أو حدوث مضاعفات خطيرة نتيجة الاستخدام الخاطئ للعلاجات.
وتأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه مدينة الحسكة، كما باقي المناطق الكوردية في سوريا، من ضعف في البنية الصحية وغياب برامج التوعية الطبية، ما يجعل السيطرة على أي تفشٍّ مرضي مهمةً أكثر تعقيداً في ظل الظروف الراهنة.
إعلام المجلس الوطني الكوردي
حسكة


