نظمت جمعية “خطوات نسائية”، يوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025، محاضرة بعنوان “جسور المواطنة: معاً نعبر الكراهية ونبني السلم الأهلي”، وذلك في حديقة القراءة بمدينة قامشلو.
شهدت الفعالية حضوراً متنوعاً ضم محامين وشخصيات مستقلة وناشطين من منظمات مجتمع مدني ونسوية. واستُهل الحفل بترحيب من الأستاذة شكرية يوسف، تلاه وقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء.

تناولت الأستاذة شكرية يوسف في مداخلتها موضوع خطاب الكراهية، موضحة آثاره السلبية على الأفراد والمجتمع. وأشارت إلى أن هذا الخطاب يعرض المستهدفين للتمييز وسوء المعاملة والعنف الجسدي والمعنوي، وقد يقود إلى إقصائهم اجتماعياً واقتصادياً. كما حذرت من أن إفلات خطاب الكراهية من المحاسبة يقوض السلام والتنمية، ويمهد الطريق للصراعات والتوترات وانتهاكات حقوق الإنسان، وصولاً إلى جرائم ذات عواقب وخيمة.
من جهته، تطرق الأستاذ مصطفى العلي إلى مفهوم السلم الأهلي، مؤكداً أنه يُعد أولوية في مجتمعات ما بعد الأزمات والحروب. وعرّفه بأنه “حالة من الاستقرار الاجتماعي والسياسي تتيح لأفراد المجتمع العيش في سلام، مع احترام الحقوق المتبادلة والتعاون لتحقيق المصالح المشتركة”. وأكد أن السلم الأهلي يبني الثقة بين جميع مكونات المجتمع ويخلق بيئة مواتية للتنمية المستدامة، وذلك من خلال معالجة الأسباب الجذرية للنزاع مثل الفقر والتمييز وانعدام المساواة.
وشدد العلي على أن “السلم الأهلي جدار متين نُشيد به مجتمعاً قوياً، فيما الكراهية لا تبني وطناً بل تهدمه من الداخل. فلنزرع قيم المحبة والتسامح والحوار”. ولفت إلى أن السلم الأهلي لا يعني مجرد غياب العنف المسلح، بل هو أيضاً احترام سيادة القانون وتحقيق العدالة بين جميع مكونات الشعب السوري. واختتم بالقول: “المسؤولية الأولى في تحقيق السلم الأهلي تقع على عاتق الدولة، ومجتمعنا السوري بأمس الحاجة إلى سلطة تتحمل هذه المسؤولية، لأن سوريا بيتنا جميعاً”.
وأثريت المحاضرة بمداخلات قيمة وحوار غني من قبل الحضور، مما أضاف عمقاً للنقاش وأكد على أهمية التشارك في بناء مستقبل يسوده السلام.




إعلام المجلس الوطني الكردي في سوريا – قامشلو
إعداد: سامية حسين


