نظّم “اتحاد كتاب كوردستان سوريا” بالتعاون مع “الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد في سوريا”، محاضرة ثقافية بعنوان “الدروز: بين الماضي والحاضر”، ألقاها الباحث ضياء عبد الله في قاعة حزب الشعب الكوردستاني بمدينة قامشلو.
شهدت المحاضرة حضور نخبة من المثقفين، كتاب، وشعراء، وشخصيات سياسية، بالإضافة إلى ممثلي منظمات نسائية وشبابية.

بعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحرية، رحّب الكاتب والشاعر نايف جبيرو بالحضور، ثم قدّم الباحث ضياء عبد الله الذي استعرض في محاضرته تاريخ الطائفة الدرزية، متناولاً جذور تواجدها ونضالها في الدفاع عن حقوقها، إلى جانب باقي مكونات المنطقة في سوريا والشرق الأوسط.
محاور المحاضرة: بين الثوابت والتحوّلات
كشف الباحث في محاضرته عن مسار تطور العلاقة بين ماضي الدروز وحاضرهم، مشيراً إلى تحوّل في الأدوار السياسية وتحديات الهوية، في ظل تمسكهم بقيمهم الدينية والاجتماعية الراسخة. وسلّط الضوء على كيفية الحفاظ على الخصوصية الدينية والثقافية رغم مواجهتهم للاضطهاد تاريخياً، وكيف تطور دورهم من خلال حركات اجتماعية وسياسية فارقة، خاصة في جبل العرب ولبنان، وصولاً إلى تشكيل تحالفات جديدة وتركيز متجدد على الهوية في العصر الحديث.
ملامح من الماضي:
· الهجرة والتأسيس: استعرض الباحث الهجرة التاريخية للدروز من لبنان إلى جبل العرب في سوريا خلال القرن الثامن عشر due to للصراعات السياسية، وكيف استقروا وأسسوا مجتمعهم هناك.
· النضال ضد الاحتلال: توقف عند المقاومة المسلحة التي قادها الدروز ضد الدولة العثمانية في سوريا، والتي تجسدت في “تمرد حوران” الذي اندلع رفضاً للضرائب المجحفة والتجنيد الإجباري، وكيف انتهى ذلك التمرد بقمع وحشي.
· الوزن السياسي: أبرز الدور التفاوضي المحوري الذي لعبته القيادات الدرزية عبر التاريخ في الحياة السياسية في كل من لبنان وسوريا، وتشكيلها تحالفات متنوعة مع القوى المختلفة.
واقع الحاضر:
· الهوية في مواجهة العصرنة: أكّد على استمرار المجتمع الدرزي في الحفاظ على هويته الثقافية والدينية المميزة، مع تحديات التكيف مع متطلبات العصر الحديث.
· استراتيجيات سياسية متباينة: أشار إلى تباين الأدوار السياسية الحالية للدروز؛ فبينما لا يزالون فاعلين أساسيين في المشهد السياسي اللبناني، فإنهم في سوريا آثروا الحياد خلال سنوات الحرب الأهلية، مع بروز دور جديد لهم عبر تنظيمات ومبادرات مجتمعية تدافع عن مصالح المجتمع.
ختاماً:
اختُتمت المحاضرة بجلسة مداخلات ونقاش من قبل الحضور، أثرت الموضوع وأضافت إليه وجهات نظر متنوعة.




إعلام المجلس الوطني الكوردي في سوريا – قامشلو
إعداد: سامية حسين


