عرب شاه – آليان | 21 أيلول 2025
في أجواء مهيبة غمرها الحزن والفخر، شهدت قرية عرب شاه في منطقة اليان يوم الأحد 21 أيلول 2025 مراسم عزاء البيشمركة الشهيد رودي فيصل قاسم، من مرتبات الفوج الثامن ( لشكري روژ ) الذي ارتقى دفاعا عن قضية شعبه الكردي.
غصّت خيمة العزاء بالوفود الشعبية والرسمية، وممثلي الأحزاب الكوردية والمجالس المحلية للمجلس الوطني الكوردي في سوريا، إلى جانب وجهاء المنطقة والشخصيات الاجتماعية، في مشهد جسّد تلاحما قوميًا ورسالة وفاء لدماء الشهداء.
وكانت محلية جل آغا واليَان التابعة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا (محلية الشهيد نصرالدين برهك) إلى جانب عائلة الشهيد في استقبال الوفود المتدفقة من مختلف المناطق لتقديم واجب العزاء ومشاطرة العائلة أحزانها.
وشارك المجلس الوطني الكردي في سوريا والحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا بوفود متعددة في مراسم العزاء، حيث حضر وفد من منظمة قامشلو برئاسة الأستاذ محمد إسماعيل، سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا ورئيس المجلس الوطني الكوردي، يرافقه عدد من أعضاء قيادة الحزب وكوادره.
وفي كلمة مؤثرة ألقاها، عبّر إسماعيل عن حزنه العميق لاستشهاد رودي، واستذكر مسيرته النضالية وانتماءه إلى عائلة وطنية مناضلة، مؤكدا أن أسمى أشكال الوفاء للشهداء تتمثل في تحمّل المسؤولية الجماعية تجاه الشعب الكوردي ومواصلة النضال على نهج البارزاني الخالد. وشدّد على أن المرحلة الراهنة بعد سقوط نظام الأسد مفصلية، تستدعي مضاعفة الجهود لترسيخ وحدة الصف وخدمة القضية الكردية.
من جانبه، ألقى والد الشهيد السيد فيصل قاسم كلمة تحدث فيها عن المسيرة النضالية لابنه رودي، مبينا أنه انخرط في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا منذ شبابه، ثم التحق بصفوف قوات بيشمركة لشكري روژ عام 2017، وظل مخلصا لمبادئه ثابتا على درب النضال حتى استشهاده.
كما شارك وفد مجلس محلية تربه سبي للمجلس الوطني الكوردي في سوريا ومنظمة تربه سبي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا في تقديم واجب العزاء. وألقى الأستاذ عبدالكريم محمد، عضو اللجنة المركزية للحزب، كلمة أشاد فيها بدور البيشمركة بوصفهم حماة كوردستان ورمزا للتضحية والفداء.
وقدّم الأستاذ عبدالباقي علي، رئيس المجلس المحلي في تربه سبي، تعازيه لعائلة الشهيد باسم المجلس المحلي، مؤكدا في كلمته أن الشهادة في سبيل كردستان تمثل قمة الوفاء والإخلاص، وأن دماء الشهداء ستبقى منارة تهدي الأجيال القادمة نحو الحرية.
لم تكن خيمة عزاء الشهيد رودي فيصل مجرد مكان للحزن، بل منبرا لإعادة التأكيد على وحدة الصف الكوردي ووفاء الشعب لشهدائه. فقد تحولت خيمة العزاء في قرية عرب شاه إلى ساحة تجسّد تلاحم الشعب الكوردي وقواه السياسية والاجتماعية حول قضية واحدة: الوفاء للشهداء، والتأكيد على أن تضحياتهم ستظل حيّة في وجدان شعبهم ودافعا لمواصلة مسيرة النضال حتى تحقيق الأهداف الوطنية والقومية المشروعة.
وتحوّلت كلمات الوفود ومشاركة الجماهير إلى تجديد للعهد على المضي في درب النضال حتى تحقيق تطلعات الشعب الكوردي في الحرية والكرامة.
إعلام المجلس الوطني الكوردي في سوريا