المجلس الوطني الكوردي في سوريا

بيان في الذكرى الخامسة والسبعين للاعلان العالمي لحقوق الانسان ..

1٬151

في العاشر من شهر كانون الاول تمر الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٤٨ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي ايقظت ضمير الإنسانية ،

بالجرائم التي ارتكبت وحجم الدمار الذي خلفته، والابادة الجاعية التي مورست بحق شعوب مختلفة خلالها، وكان اعتماد هذا الاعلان بمثابةاعتراف بمسؤولية مرتكبيها الذين قدم العديد منهم الى محاكم دولية، واقرار بان حقوق الإنسان هي أساس الحرية والعدالة والمساواة واصبح هذا اليوم منذ تاريخه، يوما عالميا للدفاع عن الانسان وحقوقه .

وقد جاء هذا الإعلان كوثيقة تاريخية تضمن بنوداً ومبادئ أساسية لحماية الإنسان بصرف النظر عن انتمائه العرقي او الديني أو بحسب جنسه أو لونه، والحق بملاحق اضافية ليعزز من دوره ومكانته،

ورغم أهمية هذا الإعلان والملاحق الأخرى التي صدرت تأكيدا ودعماً له ، فقد تم تجاهله مرارا ، ولم تردع مرتكبيها بل زادت حدة الظلم والجرائم المتنوعة في العديد من الأماكن والبلدان مع تطور الاساليب والادوات الفتاكة لممارستها ، وأخذت المرأة وكذلك الاطفال نصيبهم الاكبر من هذه الجرائم والانتهاكات التي تجاوزت الأفراد وظلم الحكام في بلدانهم إلى المجموعات العرقية والدينية وحتى الشعوب التي تعرضت الى حروب ابادة واستخدمت بحقها الاسلحة المحرمة دوليا وحرمت العديد منها من أبسط حقوقها القومية و الإنسانية مثل الشعب الكردي الذي تعرض خلال تاريخه إلى اضطهاد قومي واجتماعي على أيدي أنظمة الدول التي تقتسم وطنه كردستان وحرم من أبسط حقوقه القومية والإنسانية ومورس ضده حروب إبادة جماعية، وزج بالآلاف من شبابه في السجون والمعتقلات واستشهد الكثير منهم على أعواد المشانق وخاصة في ايران التي لم تتورع في اعدام الشابات ومنهن مهسا اميني التي اصبحت ايقونة للنضال من اجل الحرية ، كما طبق بحقه سياسات ومشاريع عنصرية ممنهجة استهدفت وجوده وخصائصه القومية وثقافته.

وشهدت سوريا انواع الظلم والقهر على أيدي الأنظمة الدكتاتورية ، وفي سنوات الثورة السورية ذاق أبناءه بمختلف فئاته ومكوناته القومية والاجتماعية مرارة الفظائع على أيدي قوات النظام ومن قوى الإرهاب ، وكان لأبناء الشعب الكردي نصيبهم في ذلك فقد تعرض الى فظائع على يد تنظيم داعش الارهابي وخاصة أبناءه من الإخوة الإيزيديين ، كما تعرض أبناءه في عفرين وسري كانيه ( راس العين ) وكري سبي ( تل ابيض) وريفيهما الى انتهاكات على أيدي العديد من الفصائل والمجموعات المسلحة هناك، ومورس بحقهم حالات قتل وتهجير وسطو على الممتلكات بالإضافة إلى عمليات التوطين بهدف إجراء تغيير ديمغرافي فيها بشكل يتنافى وابسط قواعد حقوق الانسان ، ولاقت هذه الأعمال استنكارا وادانة من أوساط واسعة في العالم .

كما تقوم أجهزة أمن pyd والمنظمات التابعة لها بتضييق على الحريات وخطف القاصرين والقاصرات والتي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة متجاهلة دعوات أهاليهم والتزامهم بالعهود الدولية المتعلقة بها.

إن المجلس الوطني الكردي وبهذه المناسبة يجدد إدانته لاي انتهاك لحقوق الانسان ومن اية جهة كانت ، ويدعو بإيقافها ومحاسبة مرتكبيها واحترام حقوق الإنسان والالتزام به.

كما يدعو المجلس الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان والجهات والدول ذات الشأن العمل لإطلاق سراح آلاف المعتقلين السوريين في سجون النظام ومعتقلاته ، وإن تقوم أيضاً بالارتقاء ببنود الاعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى قوانين ملزمة وتطبيقها بآليات نافذة ، تجعل من حماية حقوق الإنسان وصون كرامته اساسا لبناء مجتمع العدل والمساواة .

٩ كانون الاول ٢٠٢٣

الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا

التعليقات مغلقة.