في ظل تعدد مراكز القوى وتعدد الفصائل والجهات المسلحة ونزاعاتها المتواصلة ، تطور نزاع داخلي بين شركاء قوات التحالف الدولي من قوات قسد والمجلس العسكري التابع له في دير الزور منذ يوم الأحد ٢٧ آب ، وعلى أثر ذلك ساد التوتر في عدد من المناطق وسارعت جهات شوفينية محسوبة على النظام واخرى عشائرية إلى استغلال الوضع الناشئ وتنادت للتحريض بهدف إثارة الفتنة واستعداء الكرد عموما وتحميلهم وزر أعمال قيادات من قسد هناك ، في محاولة تاجيج صراع عربي كردي.
إن ما أفلح فيه الشعب السوري منذ إطلاق ثورته على الاستبداد هو بناء جسور التواصل والتلاحم بين المكونات السورية في آمالها وآلامها، هذه الجسور التي عمل النظام على هدمها طيلة عقود من الزمن ، وكان أبناء الشعب الكردي في سوريا ولا يزالون سباقون إلى تمتينها وتوطيد أواصر الإخوة والمحبة بين الجميع ، ولم يحّملوا وزر ما عانوه من ظلم وجور النظام لهم إلى أي مكون من مكونات الشعب السوري.
إن المجلس الوطني الكردي في سوريا في الوقت الذي يرفض لغة التحريض والوعيد من أية جهة كانت ويدين أي خطاب يثيير الكراهية والفتنة بين أبناء الشعب السوري بكل مكوناته وطوائفه، وفي الوقت الذي دعا دوما إلى الحفاظ على هوية وخصوصية كل منطقة وحق أبنائها في ادارة شؤونها ، فإنه يدعو إلى انتهاج منطق الحكمة والعقل والوفاء لتضحيات السوريين للحفاظ على وحدتهم وتلاحمهم ، وعدم تحميل وزر اية مجموعة للمكون الذي تنتمي إليه وقطع الطريق أمام محاولات تاجيج الصراعات البينية في المجتمع السوري ويناشد الجميع بالعمل على ترسيخ اُسس التعايش الأخوي المشترك بين مختلف المكونات السورية كأساس لبناء سوريا تعددية ديمقراطية يقر دستورها بحقوق الجميع ويعيشون فيها بسلام ووئام .
قامشلو ٢٩/٨/٢٠٢٣
الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا
التعليقات مغلقة.