1. تصادف هذه الايام الذكرى التاسعة عشرة لانتفاضة 12 آذار 2004 والتي انطلقت شرارتها من ملعب قامشلو اثر اعتداء مشجعي نادي الفتوة على لاعبي نادي الجهاد بتخطيط من نظام الطغمة ، فكانت ارادة التحدي ورفض الذل والمقاومة ،
ولتعم المظاهرات كافة المدن والقصبات الكردية من ديريك والحسكة الى كوباني وعفرين ، وصولا لحلب ودمشق وساحات اوربا المختلفة بحيث لم تعد منطقة او تجمع كردي الا وقد خرج في ادانة وتحدي ما جرى من مؤامرة دنيئة استهدفت كسر ارادة الكرد ، والاساءة الى رموزهم القومية اثر الاطاحة بالنظام الدكتاتوري في بغداد ،
والمكاسب التي حققها الشعب الكردي في كردستان العراق ، فكانت الانتفاضة الدرس الذي لقنه الكرد لأنظمة الحقد والطغيان ، وعلى تضامن ووحدة الارادة الكردية وعدم استسلامها رغم ضراوة القمع العاري ، واعتقال الالاف من شباب الكرد كما انها فتحت افاق التغيير الذي تمخض عنه اعلان دمشق ، وبيان دمشق بيروت – بيروت دمشق ، وبذلك فتحت الانتفاضة الافاق لحراك سوري عام كان نتيجته انطلاق شرارة الثورة السورية المباركة في مدينة درعا الابية عام 2011 فأعطت زخما لنضالات الكرد على كافة المستويات .
اذاً ليس صدفة ان تأتي الانتفاضة الكردية والثورة السورية في شهر واحد ، وبعد ايام قليلة شارك فيها السوريون بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية ، ورفعت شعارات الحرية والكرامة في الاشهر الاولى لكنها انحرفت عن مسارها السلمي ، وسلكت طريق العسكرة ، وسيطرة الاسلام السياسي ،
والتدخلات الخارجية التي كانت في البداية لصالح السوريين لكنها تحولت الى مواقع نقيضة ، ثم جاءت حرب المدن التي اضرت بالشعب السوري ، ودمرت مدنه وقراره بفعل البراميل والحمم التي القاها نظام الطغمة على المدنيين وكان شعار ” خائن يللي يقتل شعبو ” .
اليوم بعد اثنتي عشرة سنة على انطلاقتها تحولت الثورة السورية الى حروب بالوكالة وسلطات امر واقع لا تصب ممارساتها في مصلحة سوريا شعباً ووطناً ، ولم يعد يأمل السوريون بالحل السياسي في المستقبل المنظور رغم وجود القرار الدولي 2254 وتأكيد معظم الاطراف على التمسك به ، وضرورة تنفيذه كمخرج للحل وانهاء المقتلة السورية .
اقل ما يمكن ان يقال في هذه المناسبة هو ان الاطراف المتدخلة في سوريا وسلطات الامر الواقع التي تؤدي دورا وظيفيا وترتبط بهذه الاطراف لن تقلق على مستقبل سوريا وشعبها وان هذه السلطات هي اكثر ولاء لمموليها من سوريا ، ولا تمانع فيما جرى من احتلالات لأراضيها ونهب ثرواتها …!
ان تيار مستقبل كردستان سوريا يحذر من حدة التدخل التركي والايراني بغض النظر عن اختلافهما واهدافهما في سوريا ، ورغم ان كل منهما يقدم نفسه كمدافع عن جزء من سلطات الامر الواقع ويدعم عودة النظام وسيطرته على الاراضي السورية لأسباب خاصة به….!
بعد اثني عشر عاما على انطلاق شرارة الثورة في سوريا والمرحلة اللاحقة وما شهدته من فظائع ارتكبها النظام بحق المدنيين وانتهاكات جسيمة ارتكبتها سلطات الامر الواقع في عفرين وسري كانيه وكري سبي والمنطقة الكردية يمكننا ان نسأل ماذا استفاد الشعب السوري من ثورته ؟ وهل هذه كانت اهدافها في اليوم الاول ؟
الى متى ستبقى سوريا دولة فاشلة ومقسمة الى مناطق نفوذ تنهبها العصابات والمافيا عبر قوى الامر الواقع ؟
متى ستنتصر ارادة السوريين التي ستعمل على انهاء الانقسام والمقتلة السورية ، وتعمل على خروج القوات الاجنبية من سوريا ؟ متى يسود الامن والامان ويحظى السوريون بالحرية والكرامة والمواطنة المتساوية وبدولة ديمقراطية اتحادية تحفظ وتصون حقوق جميع مكوناتها القومية والدينية بدون تمييز او افضلية ؟ هل انتهت الثورة …!
2. تنشط في هذه الايام مجموعة استانا لعقد اجتماع جديد ، رغم ان تيار مستقبل كردستان سوريا لا يرى فيه مسارا ناجحا او كافيا لإيجاد صيغة ولو بسيطة للحل في سوريا ،
وهو محاولة للالتفاف على القرار الدولي 2254 – رغم تأكيدات دول هذا المسار التمسك به – حيث مضى على مروره عدة سنوات – كما انه لا يعتقد وليس لدى التيار اية اوهام على ان هذا المسار سينتج حلاً يرضي السوريين او يصب في مصلحتهم ، وخاصة بعد الظروف المستجدة بعد الحرب الروسية الاوكرانية ،
وتراجع الدور الروسي الحامل لهذا المسار على حساب تنامي الدورين الايراني والتركي ، فالاجتماع الرباعي المرتقب لوزراء خارجية روسيا وتركيا وايران وسوريا لن يكون الا تعزيز لهذا المسار ولمصالح اطرافه ، وفي مواجهة الوجود الامريكي في مناطق شرق الفرات وانهاء قوات قسد ، ولن يساهم في تسوية او التوصل الى حل يرضي الشعب السوري فكل ما يجري على هذا المسار يصب في النهاية في مصلحة عودة النظام السوري وسيطرته على كامل الجغرافيا السورية بدون أي تغيير او تحقيق لتطلعات الشعب السوري وانهاء الاستبداد واجراء التغيير الجذري على كافة المستويات ، وهو ما انتظره السوريون طويلا.
حان الوقت لوضع سياسة جديدة تجاه ايران وتركيا بعد تنامي دورهما في سوريا نتيجة لتراجع الدور الروسي ، فلم تعد تكفي السياسات الامريكية المتعلقة بالمساعدات الامنية والانسانية الى جانب العقوبات ضد النظام السوري وحلفائه . فالولايات المتحدة الامريكية لديها من القوة العسكرية والدبلوماسية والموارد اللازمة لإجبار الاطراف جميعها على السير بالحل السياسي وتطبيق القرار الاممي 2254 وانهاء معاناة السوريين الذين اصبح 90% منهم تحت خط الفقر ولم تعد لديهم القدرة على البقاء على قيد الحياة …!
3.لا شك ان الزلزال الذي حصل في تركيا وسوريا في 6 شباط 2023 واودى بحياة عشرات الالاف وجرح المئات قد شكل صدمة وعبئ اضافي على كاهل السوريين الذين باتوا في العراء نتيجة تدمير منازلهم ،
وتأخر وعدم وصول المساعدات الانسانية والاغاثية اليهم ، وخاصة في عفرين وجندريس اللتان لم تسمح تركيا بإدخالها الى هذه المناطق الا بعد ايام من الكارثة ، وهنا لا بد ان يعبّر تيار مستقبل كردستان سوريا عن شكره وامتنانه لمؤسسة البارزاني الخيرية ولقيادة اقليم كردستان على ما بذلوه من جهد من اجل ايصال المساعدات الى اهلنا في المناطق المتضررة وخاصة جندريس وعفرين وفتح مقر للمؤسسة فيها من اجل استمرار الدعم والمساعدات .
ورغم هول الكارثة ، وعدم القدرة على تطويقها ، والحد من اثارها جرت محاولات عدة من قبل بعض الدول العربية وتركيا لاستغلال الوضع والتطبيع مع النظام السوري الا ان موقف اصدقاء سوريا ووضوحه حال دون اتمام العملية التي ظلت محصورة في الجانب الانساني والاغاثي مع بقاء ملفي العقوبات واعادة الاعمار على حالهما ..
لا يرى تيار مستقبل كردستان سوريا أي سبب للتطبيع لأنه سيساهم في اعادة تأهيل النظام الذي سبب كل هذه الويلات والمآسي في سوريا ، ولن يخفف التطبيع من معاناة السوريين وآلامهم المستمرة ، بينما يمكن معالجة الوضع الانساني في سوريا بوسائل وبطرق اخرى لن تعدمها الدول والمنظمات الدولية والانسانية ان ارادت ….!
4. وفي كل الادارات وسلطات الامر الواقع المنتشرة في سوريا لا زالت الازمات مستمرة كالكهرباء والوقود والخدمات اضافة الى انخفاض قيمة الليرة السورية وغلاء الاسعار والسلع وازياد اعداد العاطلين عن العمل ، وتدني مستوى المعيشة ، وتعميم الفقر ، وهدر الاموال على مشاريع خلبية ، واتباع سياسة الاذلال والتبعية ، وانتشار الفساد وانعدام الكفاءة والجودة رغم وجود الفرص والامكانات لمعالجة الكثير من المشاكل ، واقامة مشاريع وحلول واقعية للتخفيف من ووقع الازمة وحدتها .
تحية الى شهداء الانتفاضة الكردية في آذار2004 .
تحية الى شهداء الثورة السورية وفي مقدمتهم عميد الشهداء مشعل التمو .
الخزي والعار للمجرمين والقتلة .
تيار مستقبل كردستان سوريا
لهيئة التنفيذية
قامشلو 11-3-2023م
التعليقات مغلقة.