الكاتبة: مكرمة العيسى
اللذين يتابعون وضع الحركة السياسية الكوردية في سورية وأقصد اللذين يؤرخون الماضي العريق المتصل بالحاضر في سطور ذهبية على صفحة الزمن المتأرجح .
هذه الحركة التي عانت الويلات وضحت بالغالي والنفيس .
وبعض الأحرار قضوا حياتهم في سجون أنظمة المستبدين وبعضهم طرد منفياً من وطنه وبعضهم مازال ثابتاً راسخاً رغم المآسي .
بينما كانت الأنظمة المتتالية تعمل على قمع الهوية الكوردية ابتداءً من منع إستخدام اللغة الكوردية وانتهاءً بحظر الأعياد والمناسبات الكوردية.
ومع ذلك كانت الإنشقاقات الحزبية مستمرة ومازالت والبحث في أسباب الإنشقاقات تحتاج إلى دراسات موسعة وشاملة كونها من أعقد القضايا لتعدد أوجهها وتزايد أعدادها أفقياً وعامودياً ولعل من أهمها الواقع الكوردي الإستثنائي وهيمنة الأنظمة ذات سياسات إستخباراتية والتي عملت بكل قوتها وأهدافها على تفكيك وتشتيت الأحزاب الكوردية ولكننا في كل انشقاق كنا نسقط سبعة أحزاب ونقف ثمانية بنفس الأهداف ونفس المبادئ السياسية تجاه الشعب الكوردي وكذلك اتجاه الوطن السوري برمته وهكذا توالت الانشقاقات ومازالت الحركة السياسية الكوردية رغم التشتت والسياسات المركبة المزدوجة ،
والعدد الهائل للأحزاب إلا انها بشكلها العام كانت ومازالت القدوة المثالية للكورد في سورية لأن مطاليبها ترتكز دوماً على الإعتراف الدستوري بالهوية القومية الكوردية وإلغاء السياسات والقوانين التي تحرمهم من حقوقهم القومية بما في ذلك اللغة الكوردية واللا مركزية السياسية في الحكم مع البقاء ضمن سياق وحدة الأراضي السورية،
وجميع احزاب الحركة الكوردية في سورية كانت تنطلق من الأراضي السورية وتعتبرها ساحة لنضالها الرئيسي ومنذ إنطلاقتها تحدد نضالها مع نضال كل الوطنيين والديمقراطيين في سوريا على إختلاف إنتمائتهم ولم تنجر أبداً إلى أساليب العنف والترهيب والحروب الأهلية وعدم التمييز بين المواطنين السورين على أساس الدين أو الجنس أو العرق .
ومازالت متمسكة بالثوابت الوطنية ولاتعتبر نفسها حركة كوردية فقط وإنما تطرح نفسها كحركة وطنية على مستوى الوطن السوري وتربط نضالها القومي بالنضال الوطني السوري .
مكرمة العيسى
دهوك إقليم كوردستان .
التعليقات مغلقة.