في الحقيقة أنّ ما تعرضت له كُردستان عامةً وكركوك خاصةً من عدوان غير متكافئ بين الدول المحتلة لكُردستان والمتمثلة بإيران والعراق وتركيا من جهة وكُردستان لوحدها من جهة أخرى قد أحدثت فوضى عارمة وكشفت زيف بعض الأقنعة على الساحة السياسية والعسكرية في كُردستان. سنبدأ من ما حدث في كركوك جميعنا يعلم أنّ ميليشا الحشد الشعبي والجيش العراقي لوحدهم استحالة أن يتفوقوا على قوات البيشمركة المتمركزة في كركوك ولكن النفوذ الإيراني الكبير في العراق بقيادة قاسم سليماني والتسهيلات المقدمة من تركيا وكل هذا بصمت دولي غريب أدّت إلى دخول ميليشا الحشد والجيش العراقي إلى كركوك.
بالتأكيد الطعنة القاسية والخيانة الكبيرة كانت من بعض القيادات في الاتحاد الوطني الكُردستاني وعلى وجه الخصوص بافل طالباني وجماعته بإنسحابهم من كركوك وتسليمهم المناطق الحساسة للحشد دون أيّ مقاومة !!
حقّاً مشاركة طهران وأنقرة لم تكُن مقلقة لنا ولكن الخيانة هي التي أوجعتنا وقسمت ظهورنا في كركوك.
أمّا على الساحة السياسية فكُردستان تتفوّق على بغداد بأشواط حيث أنّ الاستفتاء وحق تقرير المصير لا يتعارض مع الدستور العراقي كما تزعم بغداد. ومبادرة حكومة إقليم كُردستان الأخيرة بتجميد نتائج الاستفتاء وتمسّكم بإرادة الشعب الكُردي بالاستقلال كان خيار ذكي تارةً وأوقعت بغداد في المصيدة التي تعنّتت بإلغاء الإستفتاء تارةً أُخرى.
السؤال الآن : كيف تستطيع أن تلغي إرادة شعب كامل في العيش بحرية وديمقراطية حتّى وإن كان ذلك من باب التخيّل فهذا يُعتبر ضرب من الجنون ؟!
كُردستان غزيرة بالطاقات السياسية الكبيرة والتي يمكن الاعتماد عليها في المستقبل. أمّا عن عدم ترشح السروك مسعود البرزاني لولاية جديدة كرئيس للإقليم فهذا الأمر ليس بغريب عنّا فلطالما قال السروك بأنّه لن يترشح لولاية جديدة وإنّ أكثر شي نادم عليه بقبوله بأن يكون رئيساً للإقليم فهو لا يحبّذ ذلك وإنّما يعتبر نفسه بيشمركة ويفتخر بهذا.
من هنا ستبدأ المرحلة الجديدة من الناحية العسكرية بعودة الزعيم والبيشمركة الكبير مسعود البرزاني إلى جبهات القتال ورفعه لمعنويات البيشمركة فلطالما كانت شخصية القائد هي التي تلعب الدور المحوري والأساسي في المعركة.
اليوم كُردستان بحاجة إلى الزعيم مسعود البرزاني كبيشمركة لأنّ الأعداء تفوقوا علينا عسكريا بمساعدة بعض الخونة. وجود البرزاني كقائد للبيشمركة في جبهات القتال كافٍ أن يجعل من كل بيشمركة أسد أمام العدو وأن يدبّ الخوف والرعب في قلوبهم فنضاله كقائد وزعيم للبيشمركة يمتد لأكثر من خمسين عاماً.
المرحلة القادمة ستشهد انتصارات سياسية وتنقية كُردستان من الشوائب السياسية التي ظهرت في الآونة الأخيرة. وحتماً سنشهد انتصارات عسكرية بعودة الزعيم والبيشمركة الكبير مسعود البارزاني إلى جبهات القتال من جديد.
شيروان العمر
التعليقات مغلقة.