المجلس الوطني الكوردي في سوريا

أنور البريهي: بعد سقوط كركوك، هل أنتهى حلم قيام الدولة الكوردية و إلي أين يتجه الإقليم بعد الإستفتاء؟

144

أنور البريهي: ناشط في الشأن اليمني و متابع للشأن الكوردي وطالب دكتوارة في الإعلام.

بعد سقوط كركوك بيد قاسم سليماني بقيت هناك تساؤلات عديدة و إستفهامات كثيرة. هل أنتهى حلم قيام الدولة الكوردية و إلي أين يتجه الإقليم بعد الإستفتاء؟

عند الحديث عن قيام دولة كوردية يجب عدم إغفال الدور التي لعبته إيران و من خلفها تركيا في محاربة إي توجه من الكورد نحو إنشاء كيان كوردي و تحت إي شعار. فتركيا و إيران و بحكم العادة تريد دولاً وشعوب تدور في فلك سياستها و تكون في بيت الطاعة كما هو حاصل مع أغلب الدول العربية التي أما تدور في الفلك الإيراني أو التركي.

الدولة الكوردية ستكون بمثابة الشوكة في خاصرة إيران و تركيا, و لسوء الوعي العربي فقد انظم العرب للجوقة التركية الإيرانية في التهجم على محاولة إنشاء الدولة الكوردية.فساعة يبرر حكام العرب و النخب السياسية والثقافية رفض قيام الدولة الكوردية بحجة الخوف من تقسيم العراق و سوريا و بحجة أخرى أن إسرائيل تدعم قيام الدولة الكوردية و هم لا يريدون قيام إسرائيل ثانية, و لن ندخل في نقاشات أن أغلب الدول العربية تطبع في السر والعلن مع الكيان الإسرائيلي.
الإستفتاء على إستقلال كوردستان أصبح واقع حتى لو تم تأجيل القرار أو تجميده. نعم نقولها بالفم المليان سقطت كركوك بسب خيانة البعض و هذا لم يغير من واقع أنها تحت الإحتلال و سوف ترجع من جديد إلى البيت الكوردي و لا ننسى في هذا السياق الإشادة بالزعيم الكوردي السيد مسعود بارزاني الذي أصر على إجراء الإستفتاء رغم كل الضغوط المحلية و العربية و التركية و الإيرانية و الدولية لكي يتم تأجيل الإستفتاء كون التوقيت غير مناسب. السروك مسعود بارزاني دخل التأريخ من أوسع أبوابه كمناضل و مقاتل سابق ثم كسياسي محنك قبل أن يستقيل و بعد الإستقالة تحول إلى شخصية مرموقة تستحق الإشادة والتقدير وهي خطوة لم نعد نشهدها في عالمنا العربي الذي يرفض فيه السياسيين الإستقالة أو الإبتعاد عن الكراسي.
أقليم كوردستان بخير و يتعافي بعد كل ما جري من خيانة و تأمر و للوصول لمرحلة التعافي التام في الإقليم يجب التركيز حالياً على الإصلاح السياسي و تعزيز الممارسة الديمقراطية و الإنتقال السلمي و السلسل للسلطة و إنهاء الفراغ الدستوي و مزيداً من الدعم للإعلام و حرية النشر والتعبير و مزيداً من الحقوق و الحريات. هذه خطوات هامة لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و إكتساب المزيد من الدعم المحلي و الدولي.
طريق الألف ميل نحو الإستقلال بدأ بخطوة الإستفتاء و لن تتوقف حركة الحياة و سوف نصل إلى هدفنا المنشود و العادل.

التعليقات مغلقة.