رغم أن انسحاب قطعات من قوات البيشمركة في كركوك ومناطق كوردستانية أخرى بالسادس عشر من شهر تشرين الأول الماضي أمام هجمات الحشد الشعبي والجيش العراقي دون مقاومة تذكر، كان الحدث الأبرز الذي تصدر عناوين التغطيات الإخبارية، لكن هذا لا ينفي وجود مقاتلين أبوا إلا أن يضحوا بحياتهم دفاعاً عن أرض كوردستان.
“هجار بيستون” أحد مقاتلي البيشمركة الذين استشهدوا في كركوك الشهر الماضي، وبقي في جبهة القتال حتى لفظ أنفاسه الأخيرة تحت عجلات دبابة تابعة للحشد الشعبي.
مسلحو الحشد الشعبي قاموا بدهس “هجار بيستون” الذي قال لرفاقه: “أحب أرضي ولن أبيعها مها كان الثمن”، باستخدام دبابة أبرامز الأمريكية خلافاً لكل القيم الإنسانية.
ويقول والدا الشهيد “هجار”، إن إبنهما استشهد دفاعاً عن علم كوردستان وأنهما يفتخران به، مضيفين أن هجار “رسم علم كوردستان بنفسه على الأرض في جبهات القتال” قبل أن يمحوه الحشد الشعبي.
ذوو الشهيد “هجار بيستون” استطاعوا بالكاد التعرف على جثمانه عبر بعض مقتنياته، لكن للمزيد من التأكد لجأوا إلى إجراء الفحوص الطبية.
وقالت والدة الشهيد: “بعد تلقي خبر استشهاد ابني سرعان ما ذهبنا إلى المكان وهناك لم نجد سوى بعض الآليات العسكرية وكانت بعضها محترقة، وفجأة عثرت على كوب الشاي الخاص بهجار وملعقة الطعام”.
من جانبه قال والده: “رأيت حذاءه العسكري (بيادته) وقطع من ملابسه، ثم بحثنا كثيراً عن جثمانه في مزارع الذرة والقصب، وهناك قيل لي أن أبحث عنه في مستشفى كركوك، وحين وصولنا للمستشفى أُخبرنا أن الجثمان نقل للسليمانية، وبعد بحث طويل لم نجد سوى بعد الأكياس التي تحتوي على أشلاء من الجثامين المحترقة بالكامل، من بينها أيادٍ وأرجل”.
وتابعت والدة الشهيد “هجار”: “حينما عثرنا على أجزاء من جثمانه كان (التسبيح) الذي أهداه إليه خاله في جيبه، وكان حزام الذخيرة على صدره حيث لم نستطع فصله عن جسده حتى خلال مواراته الثرى”، مضيفةً: “نحن فخورون به لأنه استشهد دفاعاً عن كوردستان”.
أصبح ضريح الشهيد هجار الوجهة التي تلجأ إليها عائلته وأقاربه ورفاقه في جبهات القتال، لتذكره بمزيج من الحزن والفخر، وأوصى الشهيد هجار بيستون قبل استشهاده برفع علم كوردستان على ضريحه تعبيراً عن حبه للعلم والوطن الذي قضى من أجلهما.
أعلام enks تركيا
التعليقات مغلقة.