نتيجة لإجراء الاستفتاء في 25/9/2017 الذي جاءت نسبته بـ 92.7% مؤيدة للاستقلال عن الدولة العراقية الطائفية المذهبية التي باتت اليوم واضحة بزوغ الشمس للعيان أنها دولة مسلوبة ومكبلة الإرادة من قبل ولاية أئمة الفقيه تكالبت الدول الإقليمية والعالمية على إقليم كوردستان محاولة اجتثاث الحلم الكوردي الذي طال أمده بسبب السياسات والمصالح الدولية المعادية لحقوق الشعب الكوردي وبحسب المراقبين والمتابعين للوضع فإن ما ألت إليه الظروف لم يكن نتيجة الاستفتاء بل كان مخططا له سابقاً.
وما حصل في 15/16تشرين الأول/أكتوبر من تخطيط ومؤامرة إقليمية ودولية حيث انسحبت قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني دون مواجهة وقتال للجيش العراقي المذهبي وميليشيات الحشد الشعبي “الشيعي” بقيادة قاسم سليماني وسيطرتهم على كركوك الكوردستانية كانت خيانة لأصوات الشعب الكوردي المؤيدين للاستقلال وخنجر مسموم في ظهر الشعب الكوردستاني والبيشمركة بحسب تعبير القائد مسعود بارزاني.
وقد أعلن الرئيس مسعود بارزاني عبر رسالته لبرلمان إقليم كوردستان برفضه لتمديد ولايته وطالب البرلمان باتخاذ الإجراءات لملء الفراغ في سلطة الإقليم.
والجدير بالذكر ما قامت به قوات البيشمركة من تسطير أروع الملاحم والبطولات في دحر الإرهاب المتمثلة بتنظيم داعش الإرهابي وتحرير المناطق العراقية التي كانت تحت سيطرة داعش واليوم يتكتل الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشيعي بقيادة إيران وعلى مرأى التحالف الدولي وأمريكا وبأسلحتها يتم الهجوم على الشعب الكوردي والبيشمركة.
في خضم هذا الصراع والتطورات السياسية في إقليم كوردستان وتكالب دول الجوار على مكتسبات الشعب الكوردستاني في إقليم كوردستان قام مراسلنا باستطلاع اراء بعض السياسيين والحقوقيين حول التطورات السياسية في إقليم كوردستان بسؤالهم عن نظرتهم للتطورات السياسية في إقليم كوردستان وهل يمكن القول بأن الأوضاع بين هولير وبغداد سترجع إلى ما كانت عليه قبل الاستفتاء؟.
“محمود عباس” كاتب وباحث سياسي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
في المنظور القريب لا تبشر بالخير، سيخسر الإقليم الكثير من المكتسبات التي حصلت عليها بفضل جورج بوش، ودماء الشهداء، ولأسباب عدة، واحتمالية أن تتسارع هذه الخسائر قبل البدء بأي حوار حول صلاحيات الإقليم أو على المناطق المتنازعة عليها، ولا يستبعد أن تقوم سلطة بغداد بزيادة الضغط لتوصل بصلاحيات حكومة الإقليم إلى مستوى المحافظات، مع الاحتفاظ بمصطلح الفيدرالية.
وأضاف عباس: لكن الأخطر من كل هذا أن تدفع القوى الإقليمية بالأطراف الكوردية إلى توسيع الشرخ بين الديمقراطي والاتحاد وكوران إلى أن يبلغ بهم تقسيم الإقليم في الواقع العملي تحت فيدرالية شكلية. المذكور سابقا، نستثنيه في حالة حدوث تغيير في مواقف الدول الكبرى، فهناك بعض المؤشرات الدولية، تبين بأنهم سيعيدون إلى الإقليم صلاحياتها كفيدرالية قابلة لأن تنتقل إلى كونفدرالية، وهذا التوجه يتزايد بين أقطاب السياسيين الأمريكيين ويحتمل أن يكون هذا هو التوجه الروسي أيضاً، واحتمالية أن تدرج قضية الحوار بين أربيل وبغداد على سجل حوارات مجلس الأمن، وقد تطرق إليها مندوب فرنسا الدائم والذي يرأس المجلس الأن، وقد وافق عليها مندوب السويد أيضاً، ولكنها لا تزال حتى الأن في الأروقة كاقتراح. وفي كثيره هذا التوجه الأخير يعتمد على مدى قابلية القوى الكوردستانية في تحريكها، والتعامل معها بشكل موحد.
وأردف عباس: بنظري طالما الصلاحيات ستتدنى إلى سوية المحافظات فمن الطبيعي ألا تكون كما كانت عليها قبل الاستفتاء، خاصة وإن بغداد تتحكم بها القوى الإقليمية وعلى رأسها إيران. والحكومة الاتحادية، كما يعرفها الجميع، تنفذ معظم أجندات أئمة ولاية الفقيه، وهؤلاء مع تركيا لن يسمحوا لها بإعادة الأوضاع كالسابق.
“عزالدين شيخو” محامي و عضو اللجنة السياسية لحزب الديمقراطي الكوردي السوري سابقاً يقيم في الحسكة.
إقليم كوردستان تعرض لخيانة من الداخل ومؤامرة إقليمية ودولية أيضاً وعلى مرأى أمريكا والتحالف الدولي لذلك لا يوجد أي تطور سياسي واضح.
ونوه شيخو: الأن هناك غالب ومغلوب وبغداد تتشدق بسكرة النصر العسكري على ما جرى وفشلت المراهنة على السياسة والكلمة للميدان وهذا ما ذهب إليه البيشمركة الأول السيد مسعود بارزاني عندما قال سنقاتل لأخر رجل دفاعاً عن كرامة الكورد فالقائد بارزاني وضع أصبعه على الجرح.
ويعتقد شيخو: بأن الأوضاع بين كوردستان والعراق لن تعود إلى ما قبل يوم 16 من الشهر الماضي أبداً وستتعقد الأمور أكثر فأكثر لأن العقلية الموجود ة في بغداد لا يمكن التعامل معها وهي تريد ابتلاع كوردستان بالكامل وما على الكورد إلا الدفاع عن وجودهم.
وذكر شيخو: الكلمات الرنانة والتغني بالديمقراطية تعتبر خيانة بالنسبة لمن طُردوا من بيوتهم على يد عصابات العبادي وميليشاته.
“منال حسكو”: سياسي كوردي يقيم في السويد.
مما لا شك فيه أن ما جرة ليلة 15 على 16تشرين الأول/اكتوبر فاقت كل التصورات من حيث التوقيت والتخطيط والتعاون بين ثلاثة دول على الأقل وبإشراف مباشر من قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وبمساعدة الخونة في الداخل من أمثلة بافل الطالباني ولاهور وشقيقه آراس شيخ جنكي وبمساعدة عرابة الخيانة آلا طالباني.
وأضاف حسكو: الموأمرة اُفشِلَتْ لعدة أسباب ومن أهمها القيادة الحكيمة للبارزاني الذي تجنب الاقتتال الداخلي والأنسحاب التكتيكي من بعض المناطق وإعادة ترتيب البيت من الداخل و
من ثم الانتقال إلى الدفاع القوي مما جعل تغيير في الأمور ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم و في المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية، و الأن نرى ذلك واضحاً في التصريحات العلنية و المفاوضات بين الطرفين، الكوردي و العراقي.
ولفت حسكو: بأن العبادي الآن في وضع حرج جداً وبالأخص هو يمثل المشروع الأمريكي السعودي أمام التوسع الإيراني ولكن ليس يخاف على أحد بأنه تحت السيطرة الإيرانية عن طريق جماعاتها من الشيعة و الحشد الشيعي و المالكي، من هنا لو نظرنا إلى الموضوع من الناحية الدستورية سوف نرى بأن التفاوض هو لصالح الكورد و ليس أمام بغداد إلا القبول بذلك، أما في حال رفض بغداد سوف يكون المجتمع الدولي أمام أمر واقع إلا وهو القبول بنتائج الاستفتاء و إعلان الدولة الكوردية
واقتبس حسكو كلمة القائد بارزاني في ختام حديثه موجهة لبغداد “نكون شركاء حقيقين أو جيران متعاونين”.
“المصالح تطيح بالحلفاء”
على القيادة الكوردستانية إعادة ترتيب البيت الكوردي ووحدة الصف الكوردي والنظر إلى السياسة الكوردية تجاه الدول التي تتغنى بالديمقراطية وحماية الأقليات في ظل هذه المخاطر التي تواجهة الإرادة الكوردية في إقليم كوردستان.
إعداد وحوار : فرهاد شيخو
إعلام ENKS كوردستان
التعليقات مغلقة.