الإعلام الكوردي ومتطلبات المرحلة…. ماذا يتطلب من الإعلام الكوردي ليصل إلى مستوى الإعلام الأوربي (الغربي)..؟؟
الإعلام الكوردي ومتطلبات المرحلة
ماذا يتطلب من الإعلام الكوردي ليصل إلى مستوى الإعلام الأوربي (الغربي)..؟؟
يُطلق مصطلح السلطة الرابعة (بالإنجليزية: Fourth Estate) على وسائل الإعلام عموماً وعلى الصحافة بشكل خاص, وانحصر مصطلح السلطة الرابعة بين ثلاثة مؤرخين دار الجدل حول أول من أطلق هذا المصطلح وهما الإنجليزي هنري فيلديج والفرنسي بيرك والثالث هو الاسكتلندي توماس كارليل, لكن بعض الوثائق تؤكد أن أول من أطلق هذا المصطلح هو “توماس كارليل” وذلك من خلال كتابه “الأبطال وعبادة البطل” (1841) والذي أشار فيها إلى الأحزاب الثلاثة (أو الطبقات) التي تحكم البلاد في ذاك الوقت، قائلاً إن المراسلين الصحفيين هم الحزب الرابع “السلطة الرابعة” الأكثر تأثيراً من كافة الأحزاب الأخرى.
ويستخدم المصطلح اليوم في سياق إبراز الدور المؤثر لوسائل الإعلام ليس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير فحسب، بل في تشكيل الرأي، وتوجيه الرأي العام، والإفصاح عن المعلومات، وخلق القضايا، وتمثيل الحكومة لدى الشعب، وتمثيل الشعب لدى الحكومة، وتمثيل الأمم لدى بعضها البعض, وتأثيرها القوي على الواقع من كافة الجوانب (سياسية – اجتماعية – اقتصادية…الخ).
ولكن يختلف دور الصحافة من دولة لأخرى ففي الدول الأوربية الغربية للصحفي مطلق الحرية في التعبير عن آرائه وأبحاثه وعلى مدار أكثر من 60 عاماً صدرت قوانين دولية عديدة لحماية الصحفيين وتمكينهم من الدفاع عن حقوقهم في زمن السلم وحالات الحرب والنزاعات العسكرية, وجميع هذه القوانين أشارت إلى أن ممارسة حرية الرأي والتعبير وحرية الإعلام المتعارف عليها كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان وحرياته الأساسية هي عامل جوهري في دعم السلام والتفاهم الدوليين, ولكن هذه القوانين لم تشمل مناطقنا ودول الشرق الأوسط اليوم.
نأتي ونسلط الضوء على الإعلام الكوردي في كوردستان سوريا وخاصة ضمن الظروف الحالية خلال الثورة السورية والذي حتى اليوم لم يستطع الإعلام فيه أن يكون على قدر المسؤولية التامة ولم يستطع اظهار معاناة الشعب بالصورة المطلوبة ولم يستطع خدمة القضية الكوردية على أكمل وجه, رغم كثرة القنوات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية واعتبار الإعلام السلطة الرابعة إلا أنه أخفق في تأدية دوره بالمستوى المطلوب, والسبب يعود إلى وجود رقابة وإدارة حاكمة تكم الأفواه وتغلق التنفيس على الإعلامي ليعبر عن رأيه دون خوف أو أن يظهر الخفايا دون تعرضه للأذى فيما بعد.
الإعلام في كوردستان سوريا هو إعلام مقيد لا يستطيع التحرك إلا بإذن من مدير الوكالة أو الموقع الذي يعمل فيه, كون هناك خط سياسي مرسوم يسير عليه الإعلاميين, كما أخفق الإعلام الحزبي في مصداقيته عند الكثيرين لعدم اعتراف أي حزب بالأخر واعتبار أي خبر يصدر ضدهم “كاذباً وتلفيقاً”, والإدارة الحاكمة في المنطقة ألا وهي حزب الاتحاد الديمقراطي تمنع الإعلاميين من التحرك بحرية وهناك إعلاميين معتقلين لديهم حتى الأن مثل : “آلان أحمد” إعلامي لدى يكيتي ميديا والإعلامي “برزان لياني” مراسل لدى قناة أرك, ومثل هذه الاعتقالات تخلق التوتر والخوف عند البعض منهم مما يجعلهم مقيدين في التعبير عن رأيهم حول أي حدث والبحث عن الخفايا وإعلانها لعامة الشعب.
بعض الإعلاميين في كوردستان سوريا يبدون رأيهم حول إدارة الإعلام في المنطقة:
(( يفتقد الإعلام الكردي للحرية والتعبير..))
“صبري فخري” مراسل لدى قناة أرك:
الإعلام في كوردستان سوريا لايزال في مراحل تكوينه الأولى و لم يصل بعد إلى درجة اعتباره سلطة رابعة كما هو معروف عن الإعلام و المفترض به أن يكون.
لأن الإعلام عندنا و بشكل عام يعمل حسب الجهة التي ينتمي إليها و الداعمة لها و لا يستطيع الخروج عن الخط المرسوم له من قبل تلك الجهة الراعية أي أنه يفتقد إلى الإستقلالية و الحيادية في طرح المواضيع و تداولها و مناقشتها وبالتالي يفقد المصداقية من قبل الطرف الآخر
ومن جهة أخرى يفتقد الإعلام الكوردي إلى الحرية في التعبير و العمل في فضاء حر بعيدا عن الضغوطات و المحاسبة من قبل السلطات و بذلك لن نجد إعلام حقيقي و معبر عن الواقع في ظل إنعدام الحرية و الحصانة للإعلاميين كي يتناولوا المواضيع المهمة التي تهم المواطنين من خلال ممارستهم لسلطتهم و مهمتهم الحقيقية والتي يجب ان تكون مراقبة عمل السلطات و تسليط الضوء على أخطاءها من اجل تصحيحها و كل ذلك يتطلب حرية التعبير عن الرأي كي تصل الحقيقة للجميع و يكون الجميع مسؤولا عن اخطاءه امام الناس.
((الإعلام الكردي في كوردستان سوريا حديث التكوين..))
“دلوفان جتو” مراسل لدى قناة كوردستان24:
أن للإعلام دور مهم جداً في حياة المجتمعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وخاصة إذا ما توفرت لها الأرضية الخصبة والبيئة المناسبة.
ولذلك نرى الدول المتقدمة والتي يتوفر فيها حرية الإعلام تولي اهتماماً كبيراً بالمؤسسات الإعلامية وكثيراً ما تمرر من خلالها بعض أجنداتها إن كانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها.
بالنسبة للإعلام الكوردي في كوردستان سوريا فهي حديثة الإنشاء إذا ما استثنينا الصحافة الحزبية وخاصة الصحافة المرئية والإذاعية والمواقع الإلكترونية .
مما لا شك فيه أنه من أدبيات الإعلام أن يلتزم أي صحفي أو أية مؤسسة إعلامية بقوانين السلطات الحاكمة في ذلك البلد أو تلك بصرف النظر عن شرعية ولا شرعية تلك السلطة.
في كردستان سوريا وفي السنوات الخمس الأخيرة برزت عدة مؤسسات إعلامية بعضها غير متفقة مع سياسة الأمر الواقع والبعض الآخر متفقة أو موالية لسياسات الإدارة أو سلطة الأمر الواقع.
ولكن ما لا يحسب للإدارة الحالية بالرغم من أن لها الفضل الكبير في توفير الأمن والأمان للإعلاميين أنها تعاقب كل من لا يلتزم برؤيتها ونظرتها للواقع .
برأيي المتواضع كي نصل الى إعلام متقدم يجب توفير أجواء مناسبة واعطاء الإعلام حريتها ضمن الأصول المتعارف عليها وافساح المجال للرأي الآخر وعدم احتكارها لمصالح حزبية بحتة.
((الإعلام الكوردي يواجه اختناقات كثيرة..))
“عزالدين ملا” إعلام pdk-s:
كما نعلم أن الإعلام الكوردي في كوردستان سوريا كان موجوداً منذ عشرات السنين ولكن كان في نطاق ضيق فقط بعض الجرائد والمنشورات لأحزاب سياسية وكان يتم توزيعه بشكل سري. أما بعد الأزمة السورية فتح مجال واسع أمام الإعلام ظهرت الكثير من المواقع الإلكترونية والجرائد والإذاعات، رغم كل هذا الانفتاح تواجه الإعلام الكوردي كثير من الصعوبات والاختناقات , ومن أكثر المشاكل التي تواجه هذا الإعلام هو رقابة التشديد من قبل سلطة الأمر الواقع، فهو يحارب كل من يخالف فكره. ومن جهة أخرى لا يوجد خبرة إعلامية لدى الكثيرين من الإعلاميين الكورد في كوردستان سوريا حيث لا يعرف موقعه كإعلامي، بالإضافة إلى إن الإعلام المهيمن هو الإعلام الحزبي أو المحسوب وبعبارة أخرى فالإعلام الكوردي في كوردستان سوريا لم يرقى بعد إلى مستوى الطموح رغم وجود العشرات من الوسائل الإعلامية الكوردية من مواقع ومجلات و منشورات جرائد ظلت أغلبها تتبع سياسة حزبية بحتة حيث تفتقر معايير للكفاءة الإعلامية.
والمطلوب بأن تحظى الإعلام باستقلالية حزبية و أن تعتمد على الجيل الشاب الجديد وبمساعدة الخبرات للشخصيات الإعلامية الكبيرة أصحاب خبرة حتى يتطور الإعلام في كوردستان سوريا إلى المستوى المرجو منه.
((الإعلام في مواجهة التشرذم والقيود..))
“كاوين عبدي” إعلام ENKS:
الإعلام في كوردستان سوريا يعاني الكثير من المصاعب في وقتنا الحالي لما تمر به المنطقة من ضغوطات داخلية وإقليمية وخارجية وبسبب هذا يعاني إعلامنا الكثير من التشرذم نسبة للقيود التي يواجهها من الأنظمة الحاكمة حالياً, بحيث تخييره أمام أمرين وهما أما العمل ضمن إعلام مقيد ومرتبط بجهات معينة والتي تفرض رأيها من مبدأ قوة السلاح و التعرض للملاحقات أو أنه سيكون مهدداً بالسجن أو الاغتيال والاعتقال أن عبر عن رأيه ضدهم, وتأتي أيضاً معاناة الإعلامي من الناحية الاقتصادية فهناك بعض الجهات تكون مردودها قليل مما يفتقر الإعلامي للكثير من المعدات والمستلزمات التي تساعده في تطوير نفسه في مجاله, ومن جهة ثانية يأتي الإعلام الحزبي والذي يكون فيه الإعلامي عبداً لأفكار حزبية وقيادات هذا الحزب أو ذاك ولايستطيع التعبير بشكل مستقل عن طبيعة الواقع الحاصل وايصال صوت ضميره إلى العالم لتوضيح الصورة الحقيقية لمجريات الأحداث على الساحة, ويأتي في النهاية ماهو المطلوب من الإعلام الكوردي على وجه التحديد للوصول إلى مراحل متقدمة والالتحاق بالإعلام العالمي من هنا استطيع قول كلمة حق كإعلامية يجب علينا الشعور بالمسؤولية والارتقاء بمستوى إعلامنا وتحييد اقلامنا عن الارتباطات بهذا أو بذاك لنكن على قدر ثقة الجماهير المتابعة للحدث ونكتب مايمليه علينا ضميرنا بالحق ونقل الأحداث بحقيقتها الكاملة دون التحييز لفئة أو أخرى, حينها سوف نصل لمستوى الإعلام الحقيقي.
((لجنة دولية لحماية الإعلاميين..))
إذاً فتطور الإعلام يعود إلى دور السلطة والإدارة الحاكمة في التدخل بمهة الإعلام وتحركاته وآرائه في أي حدث قد يحدث في المنطقة, ولكي يصل إعلامنا إلى مستوى الإعلام الأوربي لابد للجنة الدولية لحماية الإعلاميين في السعي والضغط على السلطة الحاكمة بعدم التدخل في شؤون الإعلاميين وكتاباتهم, كما يجب على اللجنة الدولية الوقوف على مصير الإعلاميين المعتقلين والعمل على خرجوهم من السجون وتقديم الحرية لهم بأسرع وقت.
إعداد : همرين حاجو
التعليقات مغلقة.