محمد علي عيسى : من الخطأ الربط بين عملية الاستفتاء و التطورات التي تلته
في لقاء حصري للمكتب الإعلامي للمجلس الوطني الكوردي مع الأستاذ محمد علي عيسى عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا
حيث أكد لنا محمد علي عيسى أنه من الخطأ الربط بين عملية الاستفتاء والتطورات التي تلته ، فما سبق إعلان الاستفتاء من أحداث و إنتهاكات من قبل الحكومة العراقية تجاه إقليم كوردستان العراق وخاصة الحساسية من 55 مادة من الدستور و خاصة المادة 140 و تماديها في قطع معاشات البيشمركة و الموظفين في الإقليم ، إضافة لمواقف حزب كوران و الاتحاد الوطني وغيرها من الأحداث إنما كانت تكمل شيئاً فشيئاً ملامح و تفاصيل المؤامرة التي تحاك ضد الإقليم ، و الاستفتاء ما كان سوى حجة و مبرر للبدء بهذه المؤامرة .
وتابع عيسى قائلاً : أن هذه المؤامرة كانت بمساعدة بعض الأشخاص من داخل الإقليم ذاته و هذا ما عكسته الخيانة التي قام بها حزب الاتحاد الوطني منذ أيام من خلال انسحاب قواتهم من كركوك وتسليمها للحشد الشعبي .
لكن كما يقال رب ضارة نافعة ، فإن أكثر ما نفع الشعب الكوردي من هذة المضرة، هو سقوط الأقنعة و كشف النوايا الخبيثة لبعض الأطراف و التي كانت من الممكن أن تستمر في خداعها للشعب الكوردي و أن تلدغه في مواقف و أيام أكثر حساسية و أهمية من هذه .
كما أبدى “عيسى ” استغرابه من تلك الأصوات الصادرة من بعض الأحزاب والشخصيات الكوردية التي لا تولي هذه الخيانة أهمية و لا تصرخ في وجه الخونة ، إنما تتعدى كل ذلك لتركز جلّ جهودها لاتهام سيادة الرئيس مسعود بارزاني بأنه هو السبب وراء ما يحدث من خلال إصراره على قيام الاستفتاء في وقته .
وتابع عيسى قائلاً :لا أنكر أن السيد مسعود بارزاني -من وجهة نظري- قد خانته حكمته هذه المرة ، فلم يستطع أن يقدر حجم هذه المؤامرة و ينتبه لهذا الكم من الحقد الدفين و لم يتمكن أن يعد لها العدة ، لكن هذا لا يعني أن نغض النظر عن الكبائر التي بدرت من الخونة و نوظف نقدنا فقط لشخص مسعود بارزاني.
وبالنسبة لمواقف الدول المعادية لكوردستان قال عيسى :
إن هذه التحركات من الأنظمة الغاصبة لكوردستان هي متوقعة و بديهية لدى كل كوردي ، و هي غير مرتبطة بعملية الاستفتاء بحد ذاته ، لإن ردة الفعل هذه ستكون هي نفسها تجاه أي خطوة كوردية نحو تحقيق حلم كوردستان .
بالنهاية هم أعداء الشعب الكوردي و العدو لا يرجى منه شيء و لا يخاب به ظنٌ ، لكن يخاب الظن بمن تعتبره أخاً و حليفاً في جبهة القتال ، حال حزب الاتحاد الوطني الذي أحدث شرخاً في الصف الكوردي تمكن من خلاله قوات الحشد الشعبي من دخول كركوك و تحقيق مآربه .
بطبيعة الحال أي حدث مهم في أي جزء من كوردستان سواءاً سلبباً كان أم ايجابياً ، سيكون له تأثير على باقي أجزاء كوردستان ، والجزء السوري واحد منها ، مع خصوصية أن ثمة عامل مهم و هو مدى نشاط و نضال الحركة الكوردية في سوريا ومدى ارتباطها و شراكتها مع المعارضة السورية و قوة موقفها و تأثيرها في هذه الشراكة و مدى اقتناع الشركاء الأخرين بحقوق من قرأ جيداً تاريخ السيد مسعود بارزاني و من يراقبه في حاضره و يعرف مدى قوة شخصيته و قدرته على احتواء أصعب المواقف و شعوره بالمسؤولية .
ومن ناحية بعض الأنباء عن استقالة السروك مسعود بارزاني من رئاسة الإقليم صرح عيسى : “أن هذه الأقاويل مثيرة للضحك و القائلين مثيرين للشفقة والسخرية ، ليس تمسكاً بالسلطة أبداً ، فالسيد برزاني قد صرح في أكثر من مناسبة عدم نيته للترشح لرئاسة الإقليم ، إنما لحاجة المرحلة إليه ، و كي لا يدع الأمور في الإقليم في هذه المرحلة الحساسة للفلتان السياسي .
وأنا على يقين بأن من يصدرون هكذا اشاعات هم نفسهم الذين يتحججون بالاستفتاء وكأنه كان نزوة أو رغبة فردية من السيد بارزاني ، متناسين الـ 93 بالمئة من الشعب الكوردي الذي صوتوا بنعم لاستقلال كوردستان.
وما يثير السخرية بأن هؤلاء المدعين – لو لم تحدث واقعة الخيانة و تتبدل الأمور – لآثروا الإنجاز و النصر و البطولة لأنفسهم .
وفي حال تقديم السروك استقالته فهذه الاستقاله غير مرتبط بالأحداث الجارية وأنما متعلق بالقوانين الموجودة في الإقليم .
ومن ناحية انعقاد مؤتمر المجلس الوطني الكوردي ضمن هذا الشهر قال عيسى :
نعمل بشكل مكثف من أجل إنعقاد المؤتمر في كوردستان سوريا و يوجد قرار بخصوص هذا الموضوع على انعقاد مؤتمر المجلس الوطني و الجهود تتركز على هذا الأساس ، طبعاً الأمر متعلق بالظروف الراهنة هناك و مدى الصعوبات التى يواجهها قيادة المجلس الوطني ، و نتمنى أن يتجاوزوها .
أما بالنسبة لموضوع حضورنا ، أنا على يقين بأن الأخوة هناك سيسعون جاهدين على توفير الظروف اللازمة لحضور الأخوة الزملاء من كوباني و عفرين ، وإن لم يحدث فبالطبع سيكون هناك بدائل اخرى كالتواصل عبر السكايب أو قيام مؤتمر مصغر منفصل هنا للمجلسين المحليين للمجلس الوطني في كل من كوباني و عفرين تزامنا مع المؤتمر الرئيسي في سوريا .
ومن ناحية الوضع السياسي في سوريا ومحاولة روسيا في حل الأزمة صرح عيسى قائلاً :
بالنسبة لمساعي روسيا ، فنحن لا نعتبرها مساعي حقيقية و جادة ، لأن ببداية تدخلها في سوريا كان غايتها هي تحقيق ما عجز عنه قوات الأسد و ميليشيات حزب الله و الحرس الثوري الايراني في السيطرة على كامل الأراضي السورية بجوها و بحرها و كل من عليها و القضاء كلياً على الثورة .
لذا نحن نعتبر أن روسيا ليس لديها ما تقدمه للشعب السوري ، طالما أنها تقف في صف الأسد و تقوي شوكته و سطوته على السوريين ، و ما مساعيه هذه سوى محاولة لإعادة تأهيل نظام الأسد و إحداث شرخ في المعارضة السورية و تفكيكها لإعادة تشكيل معارضة وفقاً لمعايير و مقاييس نظام الأسد .
طبعاً هذا ما لا يمكن أن يتقبله شعبٌ راح قرابة المليون من أبناءه تحت براميل الأسد و قصف العدوان الروسي و تشرد الملايين منه و لكل بيتٍ فردٌ في المعتقلات ، هذا الشعب لن يرضى بأقل من محكمة دولية عادلة تنزل عقوبتها بالأسد و نظامه و كل من تلطخ يداه بدماء الأبرياء وتبقى روسيا دولة كبيرى وتملط قدرات كبيرة ويمكنها أن توجد لنفسها دوراً في حل الازمة السورية .
وبالنسبة لسوريا بعد انتهاء داعش قال :
أنا اعتقد شخصياً بأن في مرحلة ما بعد داعش سيكون وضع الثورة السورية والمعارضة في حال أفضل ، كونها ستفقد النظام حجتها في محاربة الإرهاب و تعريها أمام الرأي العام ، طبعاً أنها ستخلق البيئة الملائمة لعودة الثورة إلى ألق ونقاء البدايات .
وما حدث في مناطق خفض التوتر من إعادة الروح لثورة الكرامة أكد للعالم امكانية عودة الثورة إلى سلميتها التي بدأت منها و التي فُرضت عليها السلاح من قبل نظام الأسد.
حاوره : زيوار الأحمد
إعلام ENKS تركيا
التعليقات مغلقة.