أشار مقال في صحيفة واشنطن بوست إن انتصار بغداد في كركوك يعني “انتصار الشر” بانتصار إيران وهيمنتها على الثروات النفطية الكبيرة بشمال العراق، وبالتالي تهديد المنطقة وإسرائيل والعالم.
وأوضحت كاتبة المقال وهي كبيرة محللي الأبحاث الإعلامية بمركز أبحاث سياسات الشرق الأدنى بواشنطن راشيل أفراهام، أن كركوك سقطت في سيطرة الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي وقوات القدس التابعة لحرس الثورة الإيراني، وأطلقت الكاتبة على هذه القوى مصطلح “المحور الإيراني”، مشيرةً إلى أن أبا مهدي المهندس المطلوب من قبل أميركا بتهمة “الإرهاب”، قد شارك في الهجوم على كوردستان العراق، مضيفة أن هذا الهجوم يمثل إعلان حرب على الإقليم.
كما أشارت، إلى أن هجوم “المحور الإيراني” نُفذ بدبابات أميركية وأسلحة ثقيلة كانت أميركا قد زودت بها القوات العراقية، وتوجد حاليا بحوزة مليشيات الحشد الشعبي الشيعية وقوات القدس، ونسبت إلى مصدر عراقي القول إن الأسلحة نفسها رفضت واشنطن تزويد البيشمركة الكوردية بها لقتال تنظيم داعش، عندما كانت البيشمركة في أمسّ الحاجة إليها.
وركزت الكاتبة على أن “المحور الإيراني” إذا نجح في السيطرة على شمال العراق، فستكون تحت تصرفه مصادر نفطية واسعة ، و”هو ما يمثل تهديدا أمنيا مباشرا لإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها والعالم أجمع”.
وأضافت – نقلا عن معارضين إيرانيين- أن من الأساليب التي ستسعى طهران بها لتوسيع نفوذها هو إقامة شركات نفط سرية تعمل بالعراق تحت سيطرة قوات الحرس الثوري، مشيرة إلى أن البنية التحتية للنفط داخل إيران لم تعد صالحة، لكنها في العراق أحدث نسبيا.
وقالت إن النظام الإيراني يحاول الاستفادة من موضوع استفتاء الاستقلال الاخير باقليم كوردستان لإشعال حرب ضدهم والسيطرة على مصادر النفط و”شفط” مليارات الدولارات لتحديث بنيته النفطية وبنيته التحتية “للإرهاب”.
ولا يقتصر التهديد الأمني الإيراني على استغلال النفط فقط، بل يمكن لإيران أن تستخدم كوردستان العراق كمنصة لإطلاق صواريخها، حتى لا يتضرر الداخل الإيراني من أي رد مضاد .
وأردفت الكاتبة إلى أن السبيل الوحيدة لوقف التهديد الإيراني هي دعم استقلال كوردستان العراق “في هذه المرحلة الحاسمة”، قائلة إن الكورد هم الوحيدون القادرون على وقف إيران. ودعت واشنطن للتدخل واتخاذ موقف “أخلاقي” نظرا إلى أن “المحور الإيراني” يحاول محو الهوية الكوردية في كركوك”.
للكاتبة : راشيل أفراهام
واشنطن بوست || وكالات
التعليقات مغلقة.