توفي صباح اليوم الأحد المصادف لـ 22 أكتوبر تشرين الأول، الشاعر الكوردي “أحمد شيخ صالح” بأحد مستشفيات هولير بإقليم كوردستان، عن عمر يناهز ثمانين عاماً. وسيُنقل جثمانه إلى مسقط رأسه في بلدة (عين ديوار).
حياته :
ولد الشيخ أحمد الشيخ صالح الشيخ محمود في قرية عين ديوار عام 1935م. والده الشيخ صالح ينحدر الشيخ أحمد إلى قرية ( شيخ ملك نافيان ) التابعة لقضاء شرناخ في كوردستان تركياوشيخ ملك نافيان هو جدّ الشيخ أحمد الأكبر،
دراسته :
لم يحصل الشيخ أحمد على الشهادات العليا بل درس الشيخ إلى مرحلة ( السرتفيكا ) وقد حصل على منحةٍدراسية ، بسبب ذكائه ،وتفوقه، من قبل الحكومة السورية إلى السعودية عام 1950م ، ولم يذهب وذلك بسبب إعتراض والديه على سفره خوفاً عليه كونه الابن الوحيد لهما.
أعماله :
جديرٌ بالذّكر أنّ الشيخ نظم قصائد باللغة العربيّة والكورديّة ضاعت أكثرهابسبب أهماله وعدم أحتفاظه بها ، فقد نظم الشعر منذ بدايات حياته”
أن الموهبة التي كانت يتمتع بها الشيخ أحمد كانت تُصقل يوماً بعد يوم حيثُ تُوِّجتْ جهوده في خروج أول أسفاره للنور ،وهو كتابٌ فريدٌ في بابه ، كتاب : ( آسوما كرتنهفي ) وتعني باللغة العربية (علّة التناحر)، جمع فيه الشيخ بين السرد التاريخي، والحجة العقلية، ووضع الحلول لمشاكلَ تعترض المجتمعات حسب وجهة نظره، والتي استقاها من خبرته الواسعة في الحياة نتيجة ما أمضاه من عمرٍ عايشَ فيها الأوضاع السياسية منها، والاجتماعية ،والثورية، ومن ثقافةٍ كبيرة ورثها من بطون الكتب القديمة منها والجديدة، وكلّ ذلك في نظمٍ بديع، ولغةٍ سليمة، وهو بذلك ينافح الأعلام الأفذاذ والأدباء الكبار من الكرد كأحمدي خاني ،وملاي جَزِيِري وغيرهم
وطالما كان يتحدث الشيخ عن اللغة الكوردية بحزن وألم ويقول :
أنّ هذه اللغة لم تنلْ حظَّها في البحث والتنقيب والخدمة كغيرها من اللغات، كي تخرج من مستنقع الإهمال إلى مصافِّ لغات العالم، وكان يرجح أن انقسام الكورد في اعتمادِ الأحرف التي تدوّن بها هذه اللغة بين العربيّة ، واللاتينية سبباً آخرَ في ضعفِها ، مع أنّه كان يرى أنّ الأحرف العربية تناسب الكورديّة أكثر! وذلك أنّ هذه اللغة تتميّز بحيويّة، ومرونة يصعبُ وجودها في لغةٍ أخرى.
وتطرق الشيخ في كتاباته إلى تقديم الشكر لله نيابة عن الشعب الكوردي المحروم من حقوقه ويعاني من القهر والتجزئه فيقول :
پريشان وبَـــدْ روش وپرگــنده ما ژجداغ ونِچا ريْز ورومت نــه مــا
كما إنه ايضا حثَّ الكورد على النهوضمن كبوتهم وذلهم واوضح اول خلاف بين بني البشر لتتشكل بذور الخلاف بينهم ويقول في ذلك :
دِرِستي وصا دِين وباوَر كِرن ژپـــرتوكِ داهـــــاتي رادَر كِرِنْ
كماأنه تحدث عن ظاهرة الارهاب وكيف قام بعض الجماعات بإستغلال اسم الدين في نشر الرعب والفساد في الارض يقول أديبنا في ذلك :
جڤــارن بإسلام سُداكَـــــرن نه آيـيـــن زان ونه گــل پـروَرِن
زيانــــو كَر وداڤـــدوزِن هــمي مَرَمْ كْشتن وريگــــــرن هـــردمي
كما انه خصص جزءًا كبيراً من أعماله في سرد قصة تاريخ الكورد، وهي قصةٌ موجعة، ومؤلمة في آنٍ واحد، حتّى أنّ ذلك أثّر على بنيته الجسدية وحالته النفسية، فهو ضعيف الجسم نحيل، ويبقى أحياناً الليالي الطوال وقد أصابه الأرق، يذوب كما تذوب الشمعة فكيف يهنأُ بالعيش وهذا الشعب في أوحال العبودية، ويقول في ذلك :
مَلولِــم ژ رنگى مها يك شڤي هـــداري بمن ناكـــڤى خــه و رَڤــي
نــــه آرام وكَـيفك ژ من ناگـرى بفنديـــره صوتيمـــه تا صَوگــرى
إعداد:صديقة عثمان
إعلام enks أورفا
التعليقات مغلقة.