المجلس الوطني الكوردي في سوريا

زواج الكورديات من الجنسيات الأخرى وتأثيراتها على المجتمع .

650

زواج الكورديات من الجنسيات الأخرى ماذا تنتج في النهاية ؟؟؟!!!!

نتيجة الحرب الدائرة في سوريا عموماً والمناطق الكوردية خصوصاً, وفي ظل الكوراث التي تتعرض لها المناطق الكوردية من حروب وهجرة وتشرد أدت إلى ظهور وقائع جديدة لم نكن نتوقع أن نراها في مجتمعاتنا من ضمنها ظاهرة ((تزويج مكون من مكون أخر)) أي تزويج بنات الكورد من كوردستان سوريا بكورد تركيا أو من جنسيات أخرى خلال هذه الظروف.
فقد حاولنا معرفة الأسباب والنتائج من خلال أستطلاع للرأي العام الكوردي وأجرينا حوارات مع عدة شخصيات كوردية ومنهم:
الكاتب زنار عزام
خريج كلية الأداب اللغة العربية حيث قال : لايزال البعض في مجتمعنا الكوردي يحمل طابع التخلف , وربما بقسوة عن الفتاة , وكأنها أداة للمطبخ , لتهرب وتتزوج من أي عابر طريق دون معرفة اصله, والبعض يعمد الأب إلى اختيار الزوج من أجل المال دون اعتبار الهوية أساساً للزواج , وأخيراً الحرب والظروف السيئة التي يمر بها الوطن والحياة المعيشية القاسية عمد الكثير من العائلات إلى الهجرة لدول الجوار أصبح حياة الفتاة صعباً مما تضطر إلى الزواج من أي مكون يتقدم لخطبتها, أصبح حياتها وظروفها أقسى فمن تركيا إلى أوروبا والى بقية دول الجوارانصهروا في مجتمعات غريبة.
وأنا مع الرأي السائد أن تتزوج الكوردية بكوردي يأمين لها الحرية والكرامة والحياة , أما أن تزوجت بجنسية أخرى فمع الأيام والسنوات يتلاشى الأصل, ونحن الكورد أمة عريقة في تاريخها , لا استطيع الإطالة بالتزاوج بكردي الأصل والنسب شرط الاحترام والحرية والعيش الكريم , وضد التزاوج بأجنبية أو جنسية أخرى , لأنني في الغربة (في المانيا) وجدت كيف يتلاشى الكورد بعدما يتزوج من أجنبية والعكس كذلك ينعكس على الرجل, نحن أمة نختلف في عاداتنا وتقاليدنا وديننا عن الآخرين .
_بينما أبدت الكاتبة والشاعرة نارين عمر
رأيها في السياق ذاته ;أنا شخصيّاً لست مع زواج الكورديّات من الجنسيّات الأخرى الغير الكورديّة لعدّة أسباب منها:
-الاختلاف في الجنسيّة قد يكون سبباً في خلق خلافات ومشاكل بينها وبين زوجها وأهله إذا كان هؤلاء من جنسيّة لا تعترف بالجنسيّة الكورديّة، وهنا إمّا عليها الاستسلام والانسلاخ من جنسيّتها أو الاحتكاك معهم ممّا يولّد نتائج سلبيّة أشدّها الطّلاق
-هذا الزّواج قد يؤثّر سلباً على الأولاد الذين قد يصعب عليهم الأنسجام مع عائلتين من جنسيّتين مختلفتين، أو يساهم في إضعاف شعورهم بجنسيّة الأب أو الأم.

– هذا الزّواج سيجعلها تتشتّت عائليّاً بين هذه العائلة أو تلك،وعليها دوماً أن تتعامل بحذر في كلّ الأمور وخاصة الحسّاسة منها، ما يخلق ضغطاً نفسيّاً واجتماعيّاً عليها.

-الكورد لم ينتزعوا الاعتراف بهم كدولة وأمّة وشعب لدى دول العالم، وعلى الكورديّة أن تتزوّج من رجل منتمٍ إلى جنسيّتها، وإذا تمّ تشكيل دولتها والأعتراف بجنسيّتها ووجودها بإمكانها أن تتزوّج بالرّجل الغريب عنها لأنّها ستتزوّج به من منطلق القوّة وفرض وجودها عليه كونها تنتمي إلى دولة مستقلّة وأمّة عريقة، ولن يعيرها أحد بماهيّة وجودها.

-مع الأسف الأزمة التي عصفت بمناطق الشّرق الأوسط منذ عام 2011م شرّدت وغرّبت جماهير الشّعب الكورديّ في أرجاء المعمورة، ومنها دول الغرب في أوروبا وأمريكا وغيرها، ما صعّب مهمّة العائلة ومهمّة الفتاة نفسها التي أحدثت الأوضاع المتسارعة والبيئات الجديدة تغيّرات في فكرها ونفسيّتها.

أرى أنّ الحلّ يكمن في الكثير من النّقاط من أبرزها:

-على العائلات الكورديّة المشتّتة في داخل الوطن وفي خارجه الحفاظ على روحها الكورديّة الخالصة، وزرع هذه الرّوح في نفس وفكر أبنائها وبناتها وخاصة النّاشئين والأطفال منهم، ورسم الطريق الصّحيحة والمستقيمة أمامهم.

-عليها ألا تستخدم العنف معهم أو الإجبار والخوف لئلا يعاندوا، ويعترضوا، ويوصلوا بنفسهم وعائلاتهم إلى نتائج صعبة الحلّ.

أودّ أن أشير هنا إلى مسألة هامّة برأيي الشّخصيّ تتعلّق بمدى العلاقة التي تجمع الكورديّة مع الآخر من غير جنسيّتها، إذا كان بينهما حبّ صادق وتقارب فكريّ وروحيّ لا شكّ أنّ ارتباطهما سيكون موفّقاً، لأن صدق الحبّ ودفء القلب يدفعان بالمرتبطين إلى تجاوز أصعب الظّروف وأكثرها تعقيداً.

أما الشاب
;عمر سينان; المقيم حالياً في قامشلو, قال "من ناحية المبدأ وبعيداً عن التعصب وأمور الدين والقوميات لا مانع من الزواج طالما الطرفين كانا راضيين وعلى خلق حميد وعلى أتم استعداد للأندماج في حياة أخرى لهما ماداما كلا العائلتين موافقين ومطلعين على الأمر من جميع جوانبه السلبية والإيجابية .
لكن في الواقع ,الأمر عندي مرفوض رفضاً تاماً وغير ممكن لأن هناك الكثير من الوقائع لا استطيع التغاضي عنها وأهمها ((اللغة)) إن كان أجنبي, وأما إن كان من كورد تركيا فعاداتهم تختلف عن عاداتنا كثيراً وحتى المبادئ وطرق التفكير تختلف ولا نسطيع تجاهل الجانب القومي والعرقي الذي يؤثر فينا مهما حاولنا أن نلتزم بالموضوعية.

وأضافت دنيا طالبة سنة أخيرة علم الاجتماع من كوباني:
أولا: هناك فرق كبير وكبير جداً بين العادات والتقاليد الكوردية حيث أن الكورد منذ القدم متحفظين جداً ومحافظين على عاداتهم وقوميتهم خاصة في مسائل الزواج وغيرها من العادات,
وثانياً: هناك فرق كبير بين كورد سوريا وجنسيات أخرى من حيث الثقافة والمبادئ, لا أعتقد أن الظروف والعادات تخول بالسماح لهذه العلاقة أن تدوم , فلكل منا حضارتنا ونمط حياة مختلفة عن الثاني مهما حاولنا , وهناك في الأونة الأخيرة لاحظنا عدة تجارب مع الأسف انتهت بلفشل الذريع لعدة أسباب منها العادات والتقاليد وحتى نمط التفكير يختلف كلياً, هناك فوارق إجتماعية وبيئية وتربوية تختلف اختلاف جذري, أما البعض منها نجحت وما زالت مستمرة إلى الأن أي لا نستطيع التعميم بشكل كلي ولكن برأي الشخصي يكفي ما تعرضنا له إلى الأن فلا نضيع ماتبقى من ثقافتنا بالزواج من القوميات والأجناس الأخرى.

إعداد : صديقة عثمان

إعلام enks أورفا

التعليقات مغلقة.