إبراهيم سيد أحمد .. هولير
كانت إنطلاقة الثورة السورية وتمثيل الشارع الكوردي فيها ضرورة استوجبت تشكيل جسم سياسي موحد,
يمثل تطلعات الشعب الكوردي والشارع الكوردي المنخرط في الثورة السورية وكانت المشاركة الكوردية في الثورة ذات كثافة مرتفعة ولم يكن ذلك عنصراً للمفاجأة على الساحة الكوردية التي شهدت النضال إلا هو الشارع الذي طالما كان معارضاً للنظام السوري وسياسته الشوفينية التي أعتادت على الاقصاء والتهميش والتجريد من الحقوق السياسية و الثقافية و مروراً بتعريب المدن والبلدات الكوردية وحرمان عدد كبير الجنسية السورية ,
كل ذلك كان سبباً رئيسياً لالتحاق الشارع الكوردي بالثورة الجديدة ومن هنا كانت الحاجة لتشكيل هذا الجسم السياسي ممثلاً للشعب الكوردي في المعارضة السورية و المحافل الدولية والاقليمية, وقد تم الاعلان عن المجلس الوطني الكوردي في سوريا كجسم سياسي يضم فيه الاحزاب الكوردية و الحركات الشبابية المؤيدة للثورة,
واجه المجلس في بداية تأسيسه العديد من المعوقات ومنها حالة الاختلاف السياسي في كوردستان سوريا وعدم وجود نوع من التوافق و الانسجام في الموقف من القضية الكوردية في الحركة السياسية الكوردية وهذا ما وقف عائقاً بالخروج في اطار سياسي موحد ممثلاً الشعب الكوردي في الاروقة العالمية وفشلت كل الجهود في اقناع حزب الاتحاد الديمقراطي للانضمام إلى المجلس الوطني الكوردي,
فيما قام لاحقاً حزب الاتحاد الديمقراطي بتأسيس حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) الذي بقي خارج الاطار السياسي للحركة الكوردية , اصبحت الحركة السياسية الكوردية منقسمة إلى ثلاث محاور فيما بعد حيث كان المحور الاول هو المجلس الوطني الكوردي الذي اعتمد الفدرالية كحلاً للقضية الكوردية في سوريا المستقبل, والمحور الثاني وهو احزاب الادارة الذاتية المتمثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي والذي اعتمد الادارة الذاتية من خلال المقاطعات الثلاث (الجزيرة – كوباني – عفرين ) فيما تم أخيراً تأسيس فدرالية شمال سوريا , أما المحور الثالث و الذي تشكل اخيراً كطرف ثالث في الحركة الكوردية,
حالة التشرذم هذه استدعت رئاسة اقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني للتوسط لحل جميع الخلافات العالقة بين الحركة السياسية الكوردية من خلال لقاءات واجتماعات ثنائية بين المجلس الوطني الكوردي والاطراف المنضوية خلف حزب الاتحاد الديمقراطي عبر لقاءات هولير 1-2 و دهوك 1 وحصلت اتفاقات هامة بين الطرفين لكن لم ترى النور ولم تطبق, ومن المزمع عقد المؤتمر الرابع للمجلس الوطني الكوردي نهاية شهر تشرين الاول- اكتوبر الجاري في كوردستان سوريا رغم المعوقات والمضايقات التي يسببها حزب الاتحاد الديمقراطي, و مع اقتراب موعد الانعقاد برزت مطالبات بتمثيل الشباب بنسبة أكبر وافساح المجال لهم للعب دور حقيقي و فعال وبالإضافة إلى إرتقاء الاداة الإعلامية للمجلس لدوره المهم في الساحة السياسية, هذا و يتزامن موعد إنعقاد المؤتمر مع تطورات سياسية على الصعيد الكوردستاني والصعيد الإقليمي والدولي وسط أمل بتوحيد البيت الكوردي وإيجاد حل سياسي لحل الازمة السورية وضمان الحقوق الكوردية المشروعة.
التعليقات مغلقة.