أستبشر الشعب العراقي بعربه وكورده وكافة مكوّناته القومية والدينية بزوال الاستبداد بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق 2003 على يد قوات التحالف الدولي، وتم التصويت على دستور للبلاد وإنشاء البرلمان على أساس دولة اتحادية (فيدرالية) بنظام ديمقراطي برلماني تعدُّدي لكل العراقيين دون تمييز، لكن الحكومات العراقية المتعاقبة وبتدخلات إقليمية فظة حولت العراق إلى دولة طائفية بامتياز ومرتع للفساد السياسي والإداري والمالي، وهذا لم يدع أيَّ مجال للتعايُش المشترك وبالأخص تجاه شعب كوردستان.
حيث باشر النظام في بغداد بقطع رواتب الموظّفين الكورد وعزل الوزراء وقطع ميزانية إقليم كوردستان وعدم اعتبار البيشمركة قوة نظامية عراقية علماً أنهم القوة الرئيسية المُنظّمة لحماية شعب كوردستان، وفي الحرب على داعش والإرهاب في المنطقة والعالم، وكذلك مسألة النفط والغاز وعدم تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي الذي حرم ثلث سكان ومساحة الإقليم من التطور، وبات كل شيء فيه معلقاً منذ أربعة عشر عاماً وغيرها من الممارسات والإجراءات الشوفينية ضد شعب كوردستان، وجميع مكوّناته العرقية والدينية مما حدا برئيس إقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني بعد نفاد كلِّ الفرص للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة العراقية مما أدى إلى إقرار الاستفتاء في الخامس والعشرين من أيلول 2017 وموافقة الأحزاب وبرلمان الإقليم ومباركة أبناء الشعب الكوردي، وكل مَن يعزُّ عليه قيم الحرية والديمقراطية في العالم ، وتم بنجاح عملية الاستفتاء التي فاقت كلّ التصوُّرات بحضور مراقبين دوليين والآلاف من المنظمات الحقوقية بما يتفق مع قوانين الأمم المتحدة ومنسجم مع دستور العراق وصادقَ عليه برلمان كوردستان، ولكن منذ إجراء الاستفتاء إلى الآن بدأت النزعات العنصرية والشوفينية المقيتة تفرغ كل ما في جوفها من حقد دفين على شعب كوردستان المسالم، ومازال التهديد والوعيد وتوتير الأجواء يطغى على مسألة الحوار الذي تطالب به القيادة الكوردستانية، وتنسّق سراً وعلانية مع الدول الإقليمية وخاصة الذين يصادرون حقوق الشعب الكوردي في الأجزاء الأخرى لعشرات السنين تركيا وإيران وسوريا والضخ الإعلامي لسموم العنصرية والطائفية .
إننا في المجلس الوطني الكوردي في سوريا نعلنُ عن تأييدنا وتضامننا مع شعب كوردستان وبرلمانه وحكومته، ونساند بقوة مواقف القيادة الكوردستانية برئاسة السيد الرئيس مسعود البارزاني وسياساته الحكيمة والشجاعة ومبادئه وقيمه السامية في مجال حقوق الإنسان والعيش المشترك بين جميع المُكوّنات المتعايشة في كوردستان وسعيه لتلبية رغبة شعب كوردستان في تقرير مصيره سلمياً بعيداً عن العنف.
وندعو الحكومة العراقية إلى الاستجابة لحوار الذي تنادي به القيادة الكوردستانية لإيجاد أفضل الخيارات لشعوب المنطقة، وأن تكون كوردستان جارة وصديقة تعكس القيم المشتركة بينهما.
نطالب دول الجوار بالكف عن أساليب التهديد والتنكر لوجود وحقوق الشعب الكوردي في المنطقة وتوتير الأجواء التي لا تخدم شعوبها والمنطقة برمتها وعليها أن تقيم أفضل العلاقات مع القيادة الكوردستانية.
وندعو العالم المتحضر أن يلتزم بالقيم الديمقراطية والعهود والمواثيق الدولية في هذا الشأن، وتجنُّب الازدواجية في ذلك مع شعب كوردستان، لأن الاستفتاء عملية جماهيرية ديمقراطية تعبيرا عن إرادة الشعب بأسلوب ديمقراطي وهو حقُّ أي شعب في تقرير مصيره بالبقاء أو الانفصال .
كما ندعو أبناءَ شعبنا الكوردي عموماً إلى عدم التردُّد والتخوُّف، ونتمنّى ألا تتأثر بالضجيج الإعلامي المعادي، وشعب كوردستان أمامه أفضل الخيارات إن بقي هكذا موحدّاً مع قيادته ومُتمسّكاً بحقوقه القومية المشروعة.
المجلس الوطني الكوردي في سوريا
قامشلو 4/10/2017
التعليقات مغلقة.