المجلس الوطني الكوردي في سوريا

شمس عنتر : عسكرة المجتمع

110

الإدارة الذاتية اصدرت قانون التجنيد الإجباري تموز /2014/.

لا احد ينكر ان الدفاع عن النفس والعرض والأرض واجب مقدس، وجميع دول العالم تهتم بجيوشها ولهم ميزانية كبيرة وامتيازات أكبر, لكن أن يتجه المجتمع كله نحو العسكرة ولا يعلم الناس هذه العسكرة بخدمة من؟؟؟.. فتلك هي الكارثة، طول المسافة التي تسيطر عليها  pyd تحتاج الى عدد هائل من المقاتلين، ويلاحظ رفض وعدم الانضمام طوعاً, لذلك عمدت إلى العنف واقتحام البيوت لسوق الشباب الى المعارك، دون مراعاة معايير دولية وإنسانية في أغلب الأحيان, والنتيجة هي استشهاد ما يقارب 14 ألف شهيد جلهم من شباب الكورد, أي خسارة هذه وبالمقابل على ماذا حصلت pyd ?.

شاعت العسكرة التي أدت الى انتشار السلاح بين عامة الشعب مما نتح عنها حالات وفاة نتيجةً للاستعمال الخاطئ لتلك الأسلحة.

وحظرت نشاط الأحزاب السياسية، وتدخلت بشكل مباشر في  مؤسسات المجتمع المدني وسيطرت عليها وأجبرتها غلى العمل وفق توجيهها، وحطمت الروح المعنوية للمجتمع من خلال رفع روح المعنوية للمقاتلين الذين خرجوا عن نطاق أرضهم التي من المفترض أن يدافعوا عنها فقط.

ومن المعلوم أن النظام العسكري مرتبط بالجهل وعدم معرفة الشعوب بحقوقها وبذلك تقل قدرتها على التنظيم والإدارة، فتتفشى ظواهر سلبية جمة في المجتمع، وهكذا تنتشر ثقافة العنف لوفرة الاسلحة، فنرى  عناصرهم يظهرون مسدساتهم قاصدين ترهيب الناس، وهم مستمتعون بلبس الملابس العسكرية حتى في الأعراس لا يخلعونها، حتى يجسدون مظهر قوتهم.

كل هذا أدى إلى ظهور طبقة المقربين والمستفيدين, فهم يتمتعون بنفس صلاحياتهم لأنهم أقرباء أو أصدقاء أو أفراد منتمين الى المؤسسة العسكرية، مما خلق الخوف لدى الناس من التعرض لهم حتى لو ظلموهم.

حتى الأطفال لم يسلموا من مظاهر العسكرة فكل ألعاب أطفالنا مسدسات ودبابات ورشاشات وقنابل،

ضاعت التنشئة السياسية التي حُرم الكورد منها أصلاً منذ نصف قرن، الكل يتجه الى التدريب العسكري لمواجهة متطلبات الواقع، الحالة الاقتصادية في الحضيض فالطبقة العسكرية تتدخل بالتجارة بحيث تفشى الفساد واستشرى.

والقوى العاملة تحولت إلى قوة عسكرية غير منتجة ناهيك عن هجرة الشباب خوفاً من الانخراط القسري في العسكرة وتلاشت فرص العمل لا معامل ولا مصانع.

وكثرت حالات الوفيات عن طريق اللعب بالسلاح والاستعمال الخاطئ له, وانتشرت ثقافة التباهي باستحواذ أكثر أنواع الأسلحة من قبل العوائل والعشائر حتى أن الناس تتخذه كنوع من الحماية لأنفسهم  لوجود الفراغ الأمني، تجار السلاح اصبحوا قوة لا يستهان بهم  فهم يحتكرون بيعها لناس معينين دون غيرهم وأصبحت لهم سلطة منفصلة.

وظهرت محال لصيانة الأسلحة في الجزيرة، التي كانت تخبئ قطعة السلاح  أن وجدت تحت طبقات الارض، نسمع صوت السلاح بكل المناسبات الأفراح وتشيع الشهداء أو التجار عندما يجربونه، وهذا عمل على ترسيخ مبدأ الولاء للشخصية بدل من مبدأ المواطنة وشخصنة السلطة بالقائد.

اذاً ما العمل ؟؟؟؟؟

المفروض هو الالتزام بسلمية النضال، وقبول الآخر، وترسيخ الديمقراطية المرتبطة بالمعرفة والتعليم، إطلاق حريات المجتمع المدني ترسيخ ثقافة المساواة والعدالة للجميع.

العمل على تقوية وتأهيل منظمات المجتمع المدني ودعمها بكافة الأشكال وليس الحد من عملها ومحاولة السيطرة عليها، العمل على تنشئة سياسية وتربية وطنية ونشر التعليم وحرية التعليم وفتح المجال لكافة المؤسسات الثقافية، والاستفادة من تجارب الناجحين في هذا المجال.

شمس عنتر….كاتبة كوردية 

التعليقات مغلقة.