المجلس الوطني الكوردي في سوريا

يوم الأستفتاء ..شمس الحرية الساطعة في وطننا كوردستان أفراح شعبنا تصل عنان السماء

118

الظروف التي نمر بها في هذه الأيام مشابهة لما مر به الشعب الكوردي في العقود الماضية. الكورد آنذاك لم يستغلوا تلك الظروف لصالحهم لإنشغالهم بصراعاتهم الداخلية، بالإضافة إلى مصالح الدولية الغادرة عليهم.

الآن وبعد مرور تلك العقود وجدت نفس الظروف ونفس الأحداث، ولكن المصالح تغيرت وتلاقى مع مصالح الكورد.

وظهر الكورد على الساحة الدولية بقوة لايستهان بها، و أثبتوا من خلال بيشمركتهم الأبطال جدارتهم وخاصة عندما واجهوا نيابتاً عن العالم أشرس إرهاب عرفه البشرية، وبرهنوا للعالم مشروعية قضيتهم، وذلك بهمة وحكمة الرئيس مسعود البارزاني.

أيامٌ قليلة ويبدأ يوم الحسم، يومٌ شمسهُ ليس كالشمس باقي الأيام شمسٌ يبعث بخيوط الحرية والكرامة والعزة، سيظل شمسُ هذا اليوم ينير دروب الأجيال القادمة، وسيظل نبراسه في قلب كل كوردي عشق الحرية.

كوردستان كانت موضع أطماع الدول الكبرى هذا ما قاله الأستاذ محمد علي ((أبو نادو)) عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا حيث قال : « وجود الشعب الكوردي على أرضه التاريخية (كوردستان) وبموقعه الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط والغني بثرواته وخيراته جعلته موضع أطماع العديد من القوى الإقليمية والدولية ومن أحد الأسباب التي أدت إلى تقسيمه إلى أربعة أجزاء وناضل الكورد في الأجزاء الأربعة وحسب ظروف كل جزء سياسياً وعسكرياً من أجل أن ينال حقوقه المشروعة ضمن جغرافية أرضه التاريخية ».

وأكد محمدعلي أن خطاب الكورد كان من خلال الحوار السلمي مع الأنظمة المحتلة لكوردستان بقوله: « كان الحوار السلمي خياره المفضل في التعامل مع الأنظمة الغاصبة لكوردستان، ويشهد على ذلك ما أبداه الكورد في كوردستان العراق واستعدادهم لخوض الاتفاقيات والتفاهمات منذ تأسيس الدولة العراقية وتعاقب مختلف الأنظمة على سدة الحكم في بغداد وإلى يومنا هذا, وبائت كل المحاولات بالرفض والإنكار وهضم حقوق الشعب الكوردي والنكوص بكل التفاهمات.

كما أوضح أبو نادو أن الخيار الوحيد لشعب كوردستان هو المطالب بحقوقه المشروعة في المحافل الدولية لتخلص من السياسات التي استهدفت وجوده ومستقبله، حيث قال: « لم يعد هناك خيار سوى أن يمارس الشعب الكوردي حقه الطبيعي والمشروع الذي يقر به الأمم المتحدة والقوانين الدولية, الحلم الذي راود الشعب الكوردي منذ القدم أسوةً بغيرهم من الأمم، ويتجسد هذ الحلم في المشروع الذي يقوده الرئيس «مسعود البارزاني» في عملية الاستفتاء الذي أعلنه في (25-9-)2017. والذي يراد منه إقامة دولة كوردستان لتحقيق أمنيات الشعب الكوردي التواق إلى الحرية والتخلص من السياسات التي استهدفت النيل من وجود هذا الشعب وصهره في بوتقة القوميات الأخرى، وحينها يشعر كل كوردي بوجوده وكيانه المستقل وتغمر الفرحة في قلوبهم، ونتائج هذا المشروع هو إقامة الدولة الكوردية ذات علم وسيادة كسائر الدول في الأمم المتحدة، والمشروع الذي يقوده سروك مسعود يحظى بتأييد جماهيري ليس في الإقليم بل في سائر أجزاء كوردستان، وما الاحتفالات في أوروبا وغيرها من الأماكن إلا تأكيداً ما اكتسبه المشروع من الدعم والتأييد من لدن الجماهير الكوردية ».

جاء الاستفتاء على استقلال كوردستان بعد مرور مائة عام على تمزيق كوردستان إلى أربعة أجزاء بموجب اتفاقية سايكس بيكو، وما نتج عنه على الكورد, هذا ما تحدث عنه الأستاذ ((عبدالرحمن عبطان)) عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا حيث قال: « الاستفتاء على استقلال كوردستان العراق-بعد مرور أكثر من مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو التي بموجبها مزقت وقسمت كوردستان بين أربعة دول هي العراق وسوريا وتركيا أما القسم الشرقي من كوردستان الحق بإيران وفق اتفاقية (قصر شيرين ١٩٣٦) بين الامبراطورية العثمانية والدولة الصفوية في ايران, قضت هذه الاتفاقية على الهوية القومية للإنسان الكوردي وجعلته بدون دولة قومية وتابع للآخرين, بنتيجة هذه الاتفاقية سيطر أعداء الشعب الكوردي على ثروات كوردستان مثل النفط والمعادن والثروة الحيوانية والإنتاج الزراعي والثروة المائية, وحرموا الإنسان الكوردي من خيرات بلاده وتأثرت اللغة الكردية تأثيراً كبيراً، وفقدت مرجعتيها اللغوية والقومية، وذهبت العقول والطاقات الكوردية ودخلت في خدمة حضارة وتراث الدول الغاصبة لكوردستان- كلفت هذه الاتفاقية شعب كوردستان مئات الألاف من الشهداء بسبب الثورات والانتفاضات التي اندلعت طلباً للحرية والاستقلال)) ».

الآن المنطقة مقبلة على إنشاء خارطة جديدة والخوض في اتفاقيات جديدة، وقرار رئاسة إقليم كوردستان بتحديد يوم الاستفتاء قرار تاريخي، هذا ما أكده عبطان حيث قال: « الآن بعد مرور أكثر من مائة عام على هذه الاتفاقية المشؤومة المنطقة مقبلة على إنشاء خارطة جديدة واتفاقيات جديدة.

وإن قرار رئاسة الإقليم والأحزاب الكوردستانية بتحديد يوم ٢٥/٩/٢٠١٧ يوم الاستفتاء لاستقلال كوردستان العراق هو قرار تاريخي وتحقيق حلم الأجداد والقادة الذين ناضلوا وقاموا بقيادة ثورات وانتفاضات لتحقيق هذا الحلم.

قرار الاستفتاء جاء نتيجة حكمة الرئيس مسعود البارزاني وبسالة البيشمركة الأبطال هذا ما أوضحه عبدالرحمن حيث قال: « إن الاستفتاء في كوردستان العراق بقيادة الرئيس «مسعود البارزاني» الذي أثبت للعالم أجمع من خلال تصديه مع بشمركته البواسل لقوى الشر والظلام (داعش) وهزيمتها وتطهير الأراضي الكوردستانية ومنها سنجار من هذه العصابات الشريرة, ورسم حدود كوردستان بدم البيشمركة، وأن الظروف الذاتية والموضوعية في هذا الجزء العزيز من كوردستان مؤاتيه لإعلان دولة كوردستان المستقلة, وأن قوات البيشمركة سطرت ملامح بطولية في التضحية والفداء دفاعاً عن تراب كوردستان ونتيجة طبيعية لتراث البارزاني الخالد وسياسة الأخ الرئيس «مسعود البارزاني» الحكيمة وعلاقاته المميزة مع دول العالم ولا سيما الدول العظمى، ونتيجة هذه السياسة أصبحت هولير العاصمة محطة أنظار العالم وملتقى القادة والسياسيين والعسكرين للتشاور مع الرئيس مسعود البارزاني للتصدي وتصفية قوى الشر والظلام (داعش), وأصبح البيشمركة مضرب المثل بالتضحية والفداء دفاعاً عن الحرية والسلام ليس في كوردستان وحدها إنما في العالم أجمع, وان الاستفتاء حق طبيعي وشرعي للشعب الكوردي في تقرير مصيره وذلك حسب العهود والمواثيق الدولية وميثاق الامم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان (من حق اي شعب ان يقرر مصيره بنفسه ).

لنجعل من يوم الاستفتاء عرساً وطنياً في الأجزاء الأربعة من كوردستان وفي أماكن تواجد الكورد في أنحاء العالم بالنزول للساحات العامة، وإقامة مهرجانات احتفالية بهذه المناسبة العظيمة ومساندة الرئيس مسعود البارزاني وحكومة وشعب كوردستان العراق ».

الشعب الكوردي يعتبر القومية الوحيدة بدون دولة مستقلة رغم تعداد سكانه الكبير وقسمت إلى أربعة أجزاء، جاء ذلك في حديث الأستاذ شمدين نبي رئيس المجلس المحلي ((الشرقي)) في مدينة قامشلو حيث قال: « الشعب الكردي يعتبر القومية الوحيدة التي بقيت بدون دولة وتعداد سكانه يزيد عن خمسين مليون نسمة, وأرضه التي قسمت بين أربعة دول نتيجة ظروف ومصالح واتفاقيات دولية، وكانت آخرها اتفاقية سايكس بيكو عام 1916. وقد اغتنمت الكثير من الدول فرصها ونالت حريتها واستقلالها، الآن وبعد مرور مئة عام، نمر بظروف دولية معينة ومشابهة لما مر بها آنذاك، في ذلك الوقت الذي كان الشعب الكردي وفي تلك الظروف والمنعطفات التاريخية منشغلاً بالصراعات الداخلية, حيث لم يكن الشعب الكوردي بمستوى استغلال الفرص، مما أبقى هذا الشعب ووطنه كوردستان لقمة سائغة للمستغلين والمتغطرسين به.

الشعب الكوردي يمر بمرحلة تاريخية حاسمة ونال إعجاب العالم على دوره الفعال في محاربة إرهاب داعش، هذا ما أوضحه نبي بقوله: « الشعب الكوردي وشعوب الشرق الأوسط تمر بمرحلة تاريخية تماثل تلك المراحل التي نال فيها شعوبٌ كثيرة حريتها واستقلالها، والشعب الكوردي في هذه المرحلة كان له تأثير لما قام به من دور مميز وفعال في مكافحة أعتى إرهاب عرفه التاريخ والمتمثل بداعش وقد نال إعجاب وتقدير العالم من خلال بيشمركته الأبطال، مما يتيح ويمنح فرصة ذهبية في أن يستغل هذه الفرصة السانحة لهم، وتحقيق ما عجز عنه أجدادنا في تحقيقه، ألا وهو نيل الحرية والاستقلال، وما أعلنه رئاسة إقليم كوردستان الممثلة بشخص الرئيس مسعود البارزاني من إعلان الاستفتاء على الاستقلال كوردستان بتاريخ 25-9-2017 هي خطوة صحيحة في اتجاه تحقيق حلم الشعب الكوردي، وواجب علينا نحن الكورد رص الصفوف وتوحيد الكلمة وتوجه يداً بيد نحو صناديق الاستفتاء وقول كلمة (نعم) للاستقلال (نعم) للعزة والكرامة، (نعم) لحلم طالما انتظره الشعب الكوردي ».

الاستفتاء في إقليم كوردستان هو بداية آمال قوية لبقية أجزاء كوردستان, واليوم الظروف تعيد نفسها على شعبنا ولا نود أن نكون مرة أخرى ضحية لبقية الشعوب الذين لم ولن يبالوا بمصيرنا لليوم, لذا فنحن على أمل من شعبنا الكوردي في بقية الأجزاء أن يواصل النضال والمقاومة وأن نكون يدً واحدة حتى نستطيع ضم الأجزاء الأربعة ونكون دولة كوردستانية مستقلة يعم فيها الأمان والاستقرار بعد المعاناة الكبيرة التي تعرضنا لها منذ القديم وإلى اليوم ».

لذلك نؤكد أن يوم 25 أيلول بالنسبة للشعب الكوردي في أجزاء كوردستان الأربعة خطوة مهمة وحاسمة لنيل حقوقه المشروعة، ويتطلب من جميع الكورد الوقوف إلى جانب إقليم كوردستان، وتقديم كل ما يلزم من دعم معنوي على الأقل، لأن نجاح هذه الخطوة في إقليم كوردستان هو نجاح لجميع الكورد وفي أجزائه الأخرى، إذاً واجب علينا توحيد الصف وقول كلمة (نعم) للاستقلال.

عزالدين ملا ,,,,

التعليقات مغلقة.