للمرة الأولى طوال 40 عاماً الماضية، يدلي رئيس أمريکي بشهادته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصورة منطقية و صحيحة بخصوص إن الشعب الايراني ضحية لهذا النظام و يعانون منه أکثر من غيرهم وهم يرغبون في تغيير هذا النظام.
هذه الحقيقة الموضحة من قبل الرئيس دونالد ترامب، تحمل ملامح و سمات مرحلة جديدة و بداية النهاية لنظام جاء من الأساس محشوا بأنواع بالخداع و الدجل و مزاعم”الامدادات الغيبية” کي يفرض نفسه على کاهل الشعب الايراني.
الرئيس الأمريکي الذي صرح بأن ثروات الشعب الايراني تبذر من أجل بقاء دکتاتورية الأسد و کوقود للحرب الداخلية في اليمن و لحزب الله، وإن الدکتاتورية الفاسدة الحاکمة التي صادراتها العنف و سفك الدماء و الأزمات، تخاف من الشعب الايراني أکثر من أي شئ آخر.
ما قد ذکره ترامب في أول خطاب له في الجمعية العامة للأمم المتحدة و الذي يجب أن يرحب به من قبل المجتمع الدولي و بالأخص من قبل الشعب و المقاومة الايرانية، وقد تم الترحيب به فعلاً، غير إنه يجب وضع أحجار على حجر الأساس هذا حتى يتم تشييد البناء الجديد.
السيدة مريم رجوي في معرض ترحيبها بکلمة الرئيس ترامب بخصوص النظام الايراني، دعت الإدارة الأمريکية إلى الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کبديل وحيد للدکتاتورية الدينية الإرهابية الحاکمة في إيران. کما طالبت السيدة رجوي الولايات المتحدة الأمريکية بتعويض الشعب الايراني عن إعتماد السياسة المأساوية السابقة ازاءه و ضرورة وضع نهاية للمرحلة السابقة.
السياسات التي أشارت لها السيدة رجوي لحد الأن و التي کانت ولاتزال محفزاً و مشجعاً لنهج هذا النظام في إنتهاك حقوق الإنسان في إيران و التدخل في شٶون بلدان المنطقة الداخلية و توسيع نطاق الإرهاب خارج إيران و التحرك بإتجاه إنتاج القنبلة النووية عن طريق الحرس الثوري.
في إيران تم إعدام 120 ألف فرداً ولايزال إعدام المعارضين مستمراً إلى يومنا هذا. في عام 1988، وبالاستناد الى فتوى معادية للإنسانية من الخميني، تم إعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي خلال أقل من ثلاثة أشهر. في اول من ستمبر عام 2013، تعرض سکان معسکر أشرف الذين کلهم أعضاء في المعارضة الايرانية إلى هجوم دموي من قبل عملاء قوة القدس و الحکومة التابعة لها في هذا البلد حيث تم إبادتهم بصورة جماعية و تم نهب و سلب أموالهم و ممتلکاتهم و مصادرة الاسلحة و المعدات التي کانوا يمتلکونها.
هذا النظام الدموي الاستبدادي لم يکتف بما اسلفنا ذکره وانما قام أيضاً بإرسال عشرات الالاف من أفراد الحرس الثوري لحماية دکتاتورية بشار الأسد و قتل و ذبح أبناء الشعب السوري ولايزالوا متواجدين هناك لحد الأن. وفي اليمن هناك وضعية مشابهة. خلال الاعوام ال14 المنصرمة، قام عملاء و جلاوزة النظام الايراني بسفك دماء و إباحة القتل و الدمار في العراق.
لحد الأن، هناك دلائل و شواهد کثيرة في متناول اليد وهي في تزايد مستمر بأن هذا النظام هو البٶرة الأصلية للإرهاب في العالم وبشکل خاص في المنطقة. عدد کبير من أفراد المعارضة الايرانية تم قتلهم و إغتيلاهم في بلدان المنطقة. الدعم و المساندة المادية و المعنوية للنظام الايراني مستمر للمجموعات المتطرفة و الإرهابية في المنطقة على قدم و ساق.
ماقد تم سرد ذکره أعلاه و بإختصار، هي مصائب و فجائع نظام الدکتاتورية الدينية الحاکمة في إيران من خلال إستغلال السياسات غير السليمة للغرب تجاه إيران، ومن الضروري و الواجب بعد مجئ إدارة الرئيس ترامب و کلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يتم العمل الجدي من أجل التعويض عن تلك الاخطاء.
الحقيقة التي تم تجاهلها و إخفائها خلف السحب الداکنة لمسايري البلدان الغربية للنظام الايراني، هي حقانية و عدالة النضال الدموي المستمر لإسقاط أکبر و أسوء دکتاتورية في التأريخ. ولهذا فلابد أن يکو الاعتراف بهذا النضال من سمات و ملامح السياسة و العهد الجديد. ومن دون أدنى شك فإن هذا النضال يتمثل و يتجسد في قيادة السيدة مريم رجوي و تعبيرها عن إرادة الشعب الايراني و المقاومة الايرانية لإسقاط نظام الملالي، وهي تأخذ کل الامور بنظر الاعتبار ولابد للمجتمع الدولي أن يهب لمساندتها و دعمها في نضالها الذي ليس يخدم مصالح الشعب الايراني فقط وانما المنطقة و العالم أيضاً. السيدة رجوي لاتريد مالا أو سلاحا أو أي شئ آخر من الدول، إنها تريد فقط الاقرار بالحقوق التغاضى عنها للشعب و المقاومة الايرانية من أجل القضاء على الدکتاتورية الحاکمة في وطنها، حيث إذا کان من المقرر إجراء تغيير في النظام في إيران فإنه غير متيسر و ممکن من دون الاعتراف بهذا البديل الاصيل الجاهز لإتمام هذه المهمة على أحسن مايکون.
من هنا، فإنه لابد من إتخاذ خطوات جدية و عملية من قبل الإدارة الامريکية ولاسيما بعد إلقاء کلمة الرئيس ترامب، ومن أهم هذه الخطوات، إحالة ملف جرائم هذا النظام وخصوصاً إرتکاب مجزرة إبادة 30 ألف سجين سياسي في عام 1988، الى المحکمة الجنائية الدولية و طرد الحرس و الميليشيات العميلة لهذا النظام من العراق و سوريا و اليمن و أفغانستان و لبنان، کما يجب العمل بصورة حازمة من أجل الحيلولة الکاملة لعدم حصول هذا النظام على الأسلحة النووية و ازاء ذلك فتح باب الحوار مع المقاومة الايرانية.
في هکذا سياق يتم تغيير الخوف و الذعر الحالي لحکام إيران الى موتهم و فنائهم و عودة إيران الى أحضان المجتمع الدولي و يستتب السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم.
عبدالرحمن مهابادي *کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
التعليقات مغلقة.