شهد إقليم كوردستان بكامل أراضيه بما فيها المناطق الكوردستانية الواقعة خارج إدارة الإقليم، يوم الإثنين الماضي، 25 أيلول 2017، استفتاء الاستقلال كخطوة أولى في سبيل إعلان دولة كوردستان، ورغم المعارضة الدولية والإقليمية لإجراء الاستفتاء بزعم أنه قد يحيد العالم عن الحرب على داعش والتهديدات التي لوحت بها بعض الدول لكنها لا تزال في إطار التصريحات دون أن تدخل حيز التنفيذ بعد.
المطالبات بضرورة إبقاء محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش على رأس الأولويات في إطار مساعي منع إجراء استفتاء استقلال إقليم كوردستان كان يثير في السابق قلق أربيل، لكن تكرار ذات التصريحات الآن بعد الانعطافة التاريخية في إقليم كوردستان بإجراء الاستفتاء بات يثير بغداد هذه المرة.
ويرى عدد من المراقبين أن إصرار مسؤولي بعض دول العالم على حرص بلدانهم على وحدة الأراضي العراقية أمر تحتمه “المجاملات الدولية” ومصالح الحفاظ على العلاقات مع بغداد.
وقال نائب مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، جوناثان آلن: “نحن نواصل دعمنا لسيادة العراق ووحدة أراضيه، وهذا هو موقف جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي”.
لكن هذه الدول التي تحدث عنها المسؤول البريطاني ذاتها تطالب بغداد والأطراف الأخرى بعدم تنفيذ تهديداتها ضد إقليم كوردستان والتركيز على العدو المشترك ألا وهو داعش.
وتابع آلن: “ما يجب أن يحدث الآن هو تهدئة الأوضاع، التركيز على الحرب على داعش، خاصة الأمن في كركوك والمناطق المشمولة بالمادة 140 أمر في غاية الأهمية بالنسبة للأمم المتحدة”.
نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، رد على سؤال مراسل شبكة رووداو الإعلامية في نيويورك، مجيد نظام الدين كلي، بشأن موقف الأمين العام حيال توجيه رئيس الوزراء العراقي، القوات الأمنية بالتحرك صوب كركوك التي تسيطر عليها البيشمركة.
وقال حق: “نحن نراقب الأحداث وحال حصولها سيقوم الأمين العام للأمم المتحدة بإصدار بيان بشأنها، وكما تعلم فإنه اجتمع مع عدد من قادة العالم ومنهم مسؤولون عراقيون، وعرض عليهم مخاوفه وقلقه بهذا الشأن”.
مراقبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للأوضاع قد تحد من قدرة بغداد على تحريك القوات الأمنية إلى كركوك وفتح جبهة حرب جديدة في العراق خلافاً لمصالح دول العالم.
التعليقات مغلقة.