تقوم الحكومة التركية بنقل لاجئين كورد من غربي وجنوبي كوردستان وآخرين من العرب السوريين إلى أماكن خالية من كل شيء بالقرب من حدودها مع إقليم كوردستان في ولاية “هكاري”، ثم تنقلهم إلى ولاية “عثمانية” ومن ثم إلى مخيمات أخرى على حدودها مع سوريا بغية ترحيلهم إلى سورياً وتسليمهم بعد التحقيقات لتنظيم جبهة النصرة في إدلب، ليواجهوا مصيراً مجهولاً”.
في المقابل استطاع نشطاء كورد – بمجهود فردي – من التواصل مع بعض اللاجئين العالقين في تلك المخيمات، والذين قالوا أن هناك نقطة عسكرية تركية تدعى “دريجيك” تابعة إدارياً لولاية هكاري، حيث تعتبر نقطة استقبال أولية، ويتم استقبال اللاجئين القادمين من إقليم كوردستان في العراء. وأشار النشطاء إلى أن اللاجئين يعانون من الكثير من المتاعب والمصاعب، فالمخيمات غير صالحة للسكن، وتفتقد لأدنى الخدمات، حيث لامنظمات إنسانية ولا أطباء ولا إدارة، ويرفضون تقديم الماء والطعام والدواء لللاجئين”.
الأمر الذي يجبرهم على الاعتماد على أنفسهم في شراء احتياجاتهم من الماء والطعام بشكل يومي. وأشاروا إلى بعض من معاناة اللاجئين العالقين، فهم يعتمدون على مياه نهر قريب للاستحمام وغسل ملابسهم وحاجاتهم ، دون أن تتدخل الحكومة التركية لتقديم مساعدات إنسانية لهم “.
حيث توفيت لاجئة جراء إصابتها بلدغة من أفعى سامة. كما أوضح النشطاء بحسب تواصلهم مع اللاجئين أنه تم نقل أول دفعة منهم في الـ 18 من سبتمبر/أيلول الجاري إلى داخل سوريا، وبينهم لاجئون كورد من إقليم كوردستان، وتم استفزازهم من قبل جبهة النصرة عندما تم تسليمهم من قبلها بطلبها مبلغ 700$ من كل لاجئ لتعيدهم مجدداً إلى تركيا، وقد استطاعوا أن يصلوا إلى مدينة عفرين، وهم الآن في إحدى مدارسها”.
وقال الناشط السياسي دلوفان عبدو، أن هذه التصرفات التي وصفها بـ” اللاأخلاقية” ليست ببعيدة عن الحكومة التركية، وأن لها باع طويل بموضوع الاتجار بالبشر واستغلال قضيتهم وقبض مبالغ مالية تصل لمليارات الدولارات من الدول الاوربية، واتفاقيتها مع الاتحاد الأوروبي لعودة اللاجئين من الجزر اليونانية ليست ببعيدة ومازال اللاجئون في اليونان وهم بالألاف يعانون إلى يومنا هذا جراء تلك الاتفاقية المشؤومة”.
موضحاً في حديثه لـ (باسنيوز): “في نيسان من عام 2016 تم ترحيل العشرات من اللاجئين من الجزر اليونانية إلى تركيا، وها هي تعيد نفس المشهد وذلك بإعادة اللاجئين لديها والذين دخلوا إليها من جهة إقليم كوردستان وإرسالهم إلى الحدود السورية وتسلميهم لقوى الشر والإرهاب (جبهة النصرة) عن طريق معبر باب الهوى إما تبتزهم بدفع مبلغ مالي كبير لإعادتهم لتركيا مرة أخرى أو تقوم بتسهيل دخولهم إلى عفرين، ليستلمهم قوات الـ YPG”.
وأضاف عبدو: “تركيا التي تستغل قضية اللاجئين الفاريين من هول الحرب لأسباب سياسية أيضاً وهي الضغط على حكومة الإقليم كي ترضخ لتقديم تنازلات لها، ويكون هناك عملية تشويش على الاستفتاء الذي سيجري في 25 أيلول القادم، حيث الدفعة الأولى التي تم إرسالها لسوريا كانت معظمها من مواطني إقليم كوردستان”. كما أكد أنه على تواصل يومي مع اللاجئين العالقين هناك، وأن بينهم أطفال ونساء وكبار السن، وهم يناشدون العالم المتحضر والمنظمات الإنسانية ولجان حقوق الإنسان، لإيجاد حل لهذه المشكلة الإنسانية والتواصل بشأنهم مع المسؤوليين الأتراك لمنع إعادتهم بشكل قسري للداخل السوري “.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة دريجيك في ولاية هكاري ومنذ سنوات هي منطقة عسكرية ساخنة وساحة حرب مفتوحة بين عناصر حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي، وقد تحدث أحد اللاجئين عن سقوط قذيفة بالقرب من المخيم، وأن هناك آلاف العالقين ينتظرون المصير نفسه”.
تقرير : إدريس سالم
التعليقات مغلقة.