المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الشاعرة نارين عمر :….الشّعر الكورديّ موجود، ويتميّز بكلّ مقاييس الشّعر، ولكن سبب عدم انتشاره بالشكل المطلوب كامناً يعود إلى قلّة عدد المهتمين بالشّعر والشّعراء

114

الشاعرة نارين عمر :….الشّعر الكورديّ موجود، ويتميّز بكلّ مقاييس الشّعر، ولكن سبب عدم انتشاره بالشكل المطلوب كامناً يعود إلى قلّة عدد المهتمين بالشّعر والشّعراء

الشاعرة نارين عمر من مواليد مدينة ديرك خريجة ، قسم الّلغة العربيّة من كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في العاصمة “دمشق” , مع مثابرتها في الدراسة أهتمت بهوايتها بكتابة الشعر وقراءته والمطالعة , لديها العديد من المؤلفات الشعرية المخطوطة , وكان لموقعنا الموقر هذا اللقاء معها:

– كيف اكتشفت نارين عمر مواهبها؟
منذ صغري بدأتُ ألاحظ توجّهي نحو المطالعة والكتابة، بالإضافة إلى الاستماع إلى الموسيقا والأغاني، وربّما لهذا السّبب بدأتُ بنظم الشّعر الغنائيّ وما أزال أهتم.

– ما هي مؤلفاتك و أهم إصداراتك ودواوينك الشعرية؟
حتى الآن نشرتُ مجموعتين شعريّتين إحداهما بالكورديّة بعنوان “perîxana min” والأخرى بالعربيّة بعنوان “حيث الصّمت يحتضر”، ونشرتها في عام 2008م يتجاوز عدد مؤلّفاتي المخطوطة والجاهزة للطّبع والنّشر أكثر من عشرين مؤلفاً:
ثلاث روايات بالعربيّة “الهروب إلى الحياة، وبوح الذّاكرة في رئة الواقع، قبل الهجرة بخطوة”، وروايتان بالكورديّة:

Koçberiya bê nav””Henasên bîranînê, û ”
أكثر من ست مجموعات شعريّة، شعر نثري وموزون مجموعتان قصصيّتان باللّغة الكورديّة وثلاث مجموعات بالعربيّة.
دراسة حول ظاهرة العنوسة والأخرى عن جرائم الشّرف، ودراسة عن تاريخ المرأة الكورديّة ماضياً وحاضراً، كما أحضرت مجموعتين شّعريّتين ومجموعتين قصصيّتين للأطفال والصّغار بالكورديّة والعربيّة أيضاّ، وقد نشرت بعضاً منها في مجلات ومواقع مختلفة.
و كتاب عن الفنّانات الكورديّات منذ القرن الثّامن عشر وحتى وقتنا الحالي وكتاب عن الفنّانين الكورد الرّجال.
كتاب عن الأغاني الخاصة بالعروسين في الفلكلور الكورديّ.
كنتُ سأبدأ بطبع ونشر العديد منها ولكنّ الظّروف التي مرّ بها شعبنا ووطننا خلال السّنوات الماضية جعلتني أؤجّل هذا الموضوع.
– هل كان لك اشعار تم غنائها؟؟
نعم، منذ انشغالي بالكتابة شدّني الشّعر الغنائيّ ربّما لحبّي الشّديد للموسيقا والغناء الذي اكتسبته من عائلتي المحبّة لهما حبّاً لا يوصف أو من عائلتي الكورديّة الكبيرة التي يشهد لها العالم بحبّها للغناء والدّبكة، أو لأنّ الأحبّة من شعبي دفعوني إلى ذلك حين طلبوا مني كتابة كلمات أغانٍ لنوروز ولمناسبات قوميّة أخرى أو لأنّ هذه الأسباب وغيرها مجتمعة دفعتني إلى ذلك. الفنّانون والمغنّون الذين كتبت لهم هم معظم فنّاني ومغنيّي ديركا حمكو: جمال سعدون، آزاد فقه، روني جزراوي، جوان صبري، رضوان جزيري، كمال عبد الكريم، فوزي علي، مروان شرو، بهزاد قمر، شاهين شان، بالإضافة إلى الفنّان دلو دوغان والفنّانة هيفي مراد والفنّان هڤال قامشلوكي، وكان هناك تعاون بيني وبين الفنّان الرّاحل عادل حزني ولكنّ الموت حال دون ذلك.
وأوّل من غنّى من أشعاري هو بربند سمي في عام 1995م

– ما هي النشاطات التي تم نشرها لك في صحف ومجلات عربية ودولية، أو التي قمت بها في الوطن وخارج الوطن؟

شاركت في ندوات ثقافيّة “اجتماعيّة وسياسيّة وفكريّة وأدبيّة” في جميع مناطقنا الكورديّة “ديرك ونواحيها وقراها، كركي لكي، تربسبيه، قامشلو، عامودا، دربيسية، سري كانيه، الحسكة”، بالإضافة إلى ندوات في دمشق وحلب وغيرها.
شاركت مرّتين في مهرجانات كوردستان الجنوبيّة في عام 2012 في ملتقى إعلاميّي باشور وروژآڤا
وفي عام 2014 من خلال الاحتفال بتأبين الشّاعر الكبير عمر لعلي من قبل وزارة الثّقافة في إقليم كوردستان
وبعدها أقامت لنا رابطة كتّاب كوردستان مهرجاناً شعريّاً في دهوك، وتوجّهت إليّ الدّعوة لحضور مهرجان “سيداي جگرخوين” في عام 2008 لكنّني لم أتمكّن من الحضور لأسباب أمنيّة، وكذلك لم أتمكّن من حضور مؤتمرات ومهرجانات أخرى في الأردن وغيرها لأسباب مختلفة.
أكتب وأنشر في مختلف المجلات والصحف والمواقع الكورديّة والعربيّة.
كما كتبتُ ونشرتُ وما أزال في جرائد ومجلات معظم الأحزاب الكورديّة.

– ماهي الجوائز التي حصلت عليها ؟
على الرّغم من أنّني أعتبر محبّة شعبي ومجتمعي لي من أكبر وأفضل الجوائز، فإنّني تشرّفت بهذه الجوائز وشهادات التّقدير التي حصلت عليها:
– جائزة الشّاعر تيريج Seydayê Tîrêj.
– جائزة من الحزب الدّيمقراطيّ الكرديّ في سوريا الپارتي.
– جائزة منظّمة المرأة في حزب الوحدة الدّيمقراطيّ الكورديّ في سوريا.
– جائزة العلّامة والشّاعر ملا أحمد پالو من قبل رابطة الكتّاب والصّحفييّن الكورد في سوريا.
– جائزة اتحاد نساء كوردستان سوريا.
– شهادة تقدير من فرقة ديرك الموسيقيّة بقيادة الفنّان جوان صبري.
– وسام أفضل كاتبة لعام 2009 من موقع دلجان الالكتروني.
– الجائزة الثّالثة للقصّة القصيرة من دار الأدباء الثّقافيّة بإدارة الشّيخة خلدية آل خليفة.
– مجسّم للشّاعر جكرخوين من منظّمة المرأة بالحسكة في حزب الوحدة الكورديّ.
– جائزة مهرجان الشّعر الكورديّ التّاسع عشر الذي أقيم في قامشلو في عام 2014 بالإضافة إلى كوني كنتُ من بين أفضل الكتّاب على مستوى العالم من قبل لجنة تحكيم شعبة الكتّاب والأدباء في منتدى الصّحافة العالميّة لعام 2009 م كما وتمّ التّنويه إلى العديد من أعمالي الأدبيّة المشاركة في مسابقات وجوائز عربيّة وعالميّة.

– ما رأيك ونظرتك للاستفتاء وهل لك طريقة معينة احتفلت به؟
أعتبرُ الاستفتاء الحدث الأبرز والأهمّ لنا كشعب وأمّة خلال هذه الفترة الهامّة جدّاً في تاريخنا، وعلينا جميعاً أن نقف إلى جانب إخوتنا في جنوبيّ كوردستان، وندعمهم بكل الوسائل
والإمكانيّات. كتبتُ فيه بعض المقالات، لكنّني أحببتُ أن أعبّر عن موضوع الاستفتاء بشكل آخر أكثر تميّزاً من خلال الّلحن والموسيقا حيث شاركتُ في كتابة كلمات أغنية للفنّان الرّائع “جوان صبري”، وقد حوّلها إلى ڤيديو كليب تذاع في مختلف الفضائيّات والإذاعات الكورديّة، بالإضافة إلى كتابتي لكلمات أغنية سيغنّيها الفنّان المتألق “هڤال قامشلوكي” سوف تذاع بعد أيّام، وكتبت كلمات أغنية للفنّان الأصيل “رضوان جزيري” سيذيعها خلال اليومين القادمين وكلّها عن الاستفتاء والاستقلال.

– متى يكون الشاعر قريباً إلى قلوب الناس؟
في كلّ مناسبة وحين أذكر، وأؤكّد على أنّه إذا أراد أيّ شاعر أو كاتب أو سياسيّ أن يكون قريباً من النّاس ومحبوباً لديهم عليه أن يتحلّى بـ”التّواضع” كلّما كان متواضعاً، سخيّ التّواصل معهم، مشاركاً لهم في أفراحهم وأحزانهم كان قريباً إلى قلبهم، بالإضافة إلى الصّدق والأمانة في كلّ ما يكتبه، وينشره، لأنّ الشّعر النّابع من وجدان وفكر وقلب الشّاعر بصدق وتفان يلج قلب ونفس القارئ بصدق وأريحيّة وسلاسة، بهذه المزايا والصّفات يستطيع الشّاعر أن يكون متفاعلاً مع قضايا شعبه ومجتمعه وقريباً إلى نفسهم.

– ما رأيك بالشعر الكوردي، وهل أخذ مكانته بين الأوساط الثقافية؟
الشّعر الكورديّ موجود، ويتميّز بكلّ مقاييس الشّعر، ولدينا شعراء كورد متميّزين وجيّدين، ولكنّني أرى سبب عدم انتشاره بالشكل المطلوب كامناً في قلّة عدد المهتمين بالشّعر والشّعراء وعدم الاهتمام الكافي بهم من الجهات المسؤولة على الرّغم من أنّنا استبشرنا خيراً خلال السّنوات الأخيرة بتوجّه شرائح من مجتمعنا الكورديّ إلى تعلّم لغتنا الكورديّة، لكنّهم ما يزالون يجدون الرّاحة والمتعة في الكتابة والقراءة بالّلغات الأخرى لكنّني متفائلة بالجيل القادم الذي سيولي الاهتمام الكافي بلغتنا وأدبنا.

– هل كان لك اي نشاط أو مشاركة في المجلس الوطني الكوردي؟
نعم، شاركتُ في المجلس الوطنيّ الكورديّ في سوريا، محليّة ديرك ممثّلة عن “الاتحاد النّسائيّ الكورديّ في سوريا” الذي أسّسْتُه مع مجموعة من نساء ديرك وتمّ الدّعوة لتأسيس الاتحاد بمبادرة شخصيّة منّي في عام 2012 م، وكنت أوّل امرأة من ديرك تشارك في المجلس.

– كيف تجدين تأثير الفن في المجتمع الكوردي؟
الفنّ الكورديّ عامل أساسيّ وهامّ من العوامل التي حافظت على تراثنا وثقافتنا وحضارتنا، وهو فنّ راق ورائع بكلّ أجناسه وأنواعه، ولكن مع الأسف لا يوجد اهتمام كاف به وبالفنانين باستثناء عدد قليل من الفنّانين الذين أخذوا حصّتهم وحصّة غيرهم، وندائي دائماً لوسائل إعلامنا المختلفة والفضئيات الكورديّة الكثيرة أن يهتموا بالفنّ والفنّانين.
ربّما لهذا السّبب ومنذ سنوات طويلة أكتبُ عن الفنانين والفنانات عبر حلقات متسلسلة بالكورديّة والعربيّة، أنشرها في مختلف المواقع والصّحف والمجلات.

– هل المجتمع الكوردي يهمل المثقفين والشعراء الكورد؟
مع الأسف شعبنا الكورديّ كغيره من شعوب الشّرق لا يلتفت إلى مبدعيه إلا بعد رحيلهم، حيث يمجّدونهم، ويعظّمون شأنهم، ويتسابقون على الحديث عنهم.
صحيح أنّ بعض الشّعراء والمثقفين أخذوا مكانتهم ولكنّ البعض الكثير منهم ظُلِموا.
نتمنّى من الجهات المعنيّة الاهتمام والرّعاية.

– قلت أنه على المراة الكردية أن تنسى أنانيتها، هل من الممكن توضيح هذه النقطة ؟
نعم، قلتها، وأقولها على الدّوام.
بعد عام 2011 ظهرت على السّاحة الكورديّة العامّة منظّمات وتنظيمات نسائيّة عديدة ولكنّ روح الانقسام والانشقاق دبّ فيها بسبب أنانيّة بعضهنّ ممّن انتسبن إليها لأسباب شخصيّة أو عائليّة أو عشائريّة، وبدأن يعملن بأنانيّة مفرطة، ما جعل وضعنا كنساء يتراجع كثيراً، لذلك المرأة النّاشطة في أيّ مجال كان عليها أن تعمل بروح جماعيّة وبنيّة صادقة.
قبل عام 2011م كان عدد النساء النّاشطات والكاتبات لا يتجاوز أصابع اليدين، وقد قاومت تلك النّسوة الظّروف الصّعبة التي عشنها إلى أن تمكّن من بناء ذاتهنّ عبر سنوات طويلة من النضال والعمل، أمّا امرأة اليوم فتريد أن تحصل على كلّ شيء دفعة واحدة وبوسائل عدّة.
على المرأة الكورديّة أن تعمل بإخلاص وتفان، وأن تضع مصلحتها الشّخصيّة وأنانيّتها جانباً عندها ستحقّق كلّ ما تسعى إليه، ولكن هذا لا ينفي أنّ هناك نساء وفتيات أثبتن جدارتهنّ، وأوجّه إليهنّ كلّ التّحيّة والسّلام.
لأنّني أعرف إمكانيّات المرأة الكورديّة جيّداً، إذا تمكّنت من توظيفها كلّها في خدمة قضيّتها وقضيّة شعبها ومجتمعها ستعطي أفضل النّتائج، فمستوى أعمالها ونشاطاتها هو الذي سيقدّم لها المكانة والشّأن بين شعبها وناسها، وألا تتسلّق السّلم دفعة واحدة.

 

 

حاورتها : صديقة عثمان

إعلام enks في أورفا

التعليقات مغلقة.