الأستفتاء .. ثورة الكورد في إثبات هويتهم .. وفرض شخصيتهم الاعتبارية على الأصدقاء والأعداء
الثورة ليست فقط حمل السلاح ومواجهة الأعداء وتقديم تضحيات في الأرواح والممتلكات، بل الثورة أيضاً المواجهة بالطرق السلمية والدبلوماسية، فيعتبر الاستفتاء بالنسبة للشعوب المضطهدة ثورة بكل المقاييس الإنسانية، وعلى الشعب الكوردي أن يثورَ في يوم الاستفتاء، وأن يقولَ كلمة ( نعم ) على تقرير مصيره وإثبات هويته، وفرض شخصيته الطبيعية والاعتبارية بين أمم العالم.
بيريخان داوود قيادية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا: « إن قرار إجراء الاستفتاء في إقليم كوردستان الذي أعلنه الرئيس مسعود البارزاني بالتوافق مع مجموعة الأحزاب السياسية، هو حق مشروع للشعب الكوردي, والاستفتاء وسيلة سلمية ليقرر الشعب مصيره، وهي خطوة مباركة ينتظرها الشعب منذ أمد طويل لنيل حريتهم وإقامة دولتهم أسوة ببقية شعوب العالم, لما قدموه من تضحيات كبيرة عبر مسيرة طويلة من المعاناة والظلم والدمار والإبادة الجماعية والتهجير القسري.
لقد كان للكورد دور رئيسي وتاريخي في الدفاع عن المنطقة ضد كل الغزاة الذين استهدفوها من المغول إلى الصليبيين إلى الاستعمار الغربي الذي فرض نفسه على الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى وكذلك الثانية.
وقد حاول الشعب الكوردي في إقليم كوردستان أن يشارك الحكومات العراقية المتعاقبة بدءاً من الحكم الذاتي وانتهاءً بالنظام الفيدرالي ضمن الدولة العراقية الاتحادية, لكنها جميعاً باءت بالفشل بسبب العقلية الإقصائية للحكومات العراقية المتعاقبة بمختلف توجهاتها وأيديولوجياتها.
لذا فإن الاستفتاء هو حق طبيعي لهذا الشعب العظيم الذي يمتلك كل المقومات لقيام الدولة الكوردية: ( الأرض- اللغة- التاريخ- الشعب- السلطة السياسية).
حيث أثبت الكورد نجاحاً كبيراً في إدارة الإقليم منذ 1991 وحتى وقتنا الراهن بقيادتها الحكيمة المتمثلة بالرئيس «مسعود البارزاني», رغم الصعوبات التي كانت تعترض طريقها من الحكومة الاتحادية والدول الإقليمية الغاصبة لكوردستان.
لذا يتطلب من الشعب الكوردي أن يؤيدوا هذا المشروع العظيم لأن أي تجربة ناجحة في أي جزء من كوردستان سينعكس حتماً بشكل إيجابي على الأجزاء الأخرى ».
بسة عبدي قيادية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا: « قيام دولة كوردستان هو حلم كل كوردي، والاستفتاء هو الطريق الأسلم الذي يحقق هذه النتيجة وهو حلم مشروع، لأنه حق من حقوق الشعب الكوردي، بل هو الحق الأساسي والركيزة التي عليها تتحقق باقي الحقوق وبرأيي هو ضرورة يجب أن تتحقق لعدة أسباب:
1- حق من حقوق الشعب الكوردي حسب القوانين الوضعية للمجتمع الدولي الذي يقر بحق كل شعب ان يكون له دولته المستقلة.
2- من الناحية الدينية: حيث تقر جميع الأديان بحق الأمم والشعوب بأن تكون لها كينونتها ووجودها بل وستحاسب يوم القيامة على أساس سلوك أفراد تلك الأمة أو المجموعة المعينة بذاتها والمتعايشة في بقعة معينة بنظام معين.
3- من ناحية المنطق وفلسفة حياة البشر: المجموعة البشرية التي تمتلك القوة الكافية بأن تدافع عن نفسها وتحمي كيانها وأفرادها وتستطيع أن تؤمن لهم حياةً كريمة واستمرارية وهذا أيضاً موجود.
لذلك فالاستفتاء هو الطريق الصحيح الذي يضمن تحقيق الحلم الكوردي للشعب الكوردي في كوردستان الجنوبية, وهو بذات الوقت لا يمنع تحقيقه للأمة الكوردية ببقية الأجزاء بل سيكون الدافع والرافعة لتحقيقه, مع العلم أن إعلان دولة كوردستان يزيد من الضغوط الدولية والإقليمية المعادية عليها وعلى بقية الأجزاء آلاف المرات لأنه سيؤدي الى تغيير الخارطة السياسية ومخططات المصلحية المستقبلية لجميع الدول, لذلك نجد تخبطاً بالسياسة الدولية حيث ارتبكت كثير من الدول من التغيرات الجارية وأعلنت مواقف متناقضة.
وعلى الكورد الاستمرار والمحاربة من أجل تحقيق منطق الحياة, وأن يستغل الإنسان الممكنات ويحارب من أجل تحقيقه ».
معاذ يوسف محامي: « بداية الاستفتاء هو الأداة الأكثر شيوعاً بين الشعوب والدول المتحضرة لمعرفة رأي الشعب في مسالة مصيرية سواءً كانت تتعلق بالتوقيع على اتفاقية واتخاذ موقف حاسم من مسالة دولية أو وطنية داخلية أو تغيير شكل الدولة أو تكوين دولة سواء بالتفكك أو بالاتحاد.
وبالنسبة لاستفتاء كوردستان لا يخرج عن كونه ممارسة طبيعية وقانونية وحضارية لحق تقرير المصير، هذا الحق الذي تبلور بمفهومه الحديث بعد الثورتين الأميركية 1776م والفرنسية 1789م والتي اندلعتا لمطالبة الشعوب بحقوقها ورفع الاضطهاد عنها, ولأهمية هذا الحق تم إيراده في ميثاق الأمم المتحدة: (عدم جواز الحرمان من الحقوق الأساسية للإنسان- والأمم صغيرها وكبيرها من حقوق متساوية).
كما نص على هذا الحق الكثير من العهود والمواثيق الدولية حتى أصبح هذا الحق من المسلمات في معرض مطالبة الشعوب بحقوقها.
لقد ناضل شعب كوردستان العراق من أجل حقوقهم وقارع أعتى الدكتاتوريات, وتجلى ذلك بوضوح إبان ثورة أيلول التي قادها الخالد «مصطفى البارزاني»، ورغم أن هذا الشعب العظيم انتزع بعض من حقوقه إلا أنها لم تكن بمستوى التضحيات الجسام التي قدمها ولايزال.
بعد كل هذا الكفاح المرير حارب هذا الشعب تنظيم داعش الإرهابي الذي استهدف الحياة والحضارة والإنسان فكانت قوات البيشمركة المدافع عن الإنسانية جمعاء وبمساندة التحالف الدولي, حيث استطاعت إركاع تنظيم داعش الإرهابي ودحره على أرض كوردستان بقيادة الرئيس «مسعود البارزاني».
إن هذا الشعب يستحق أن يقرر مصيره بنفسه ويجب على المجتمع الدولي أن يحترم رغبة هذا الشعب, ومهما كانت نتيجة الاستفتاء فقامة تضحيات هذا الشعب تعلو فوق جميع الحسابات السياسية للدول الإقليمية وللدول العظمى التي يجب أن تحترم رأي هذا الشعب الذي إخثار إبداء رأيه بأرقى أسلوب حضاري وقانوني وإنساني.
كما يجب أن تسعى حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق إلى تنفيذ هذه الرغبة مهما كانت وبأسلوب حضاري وسيكون ذلك لمصلحة الجميع ».
قدري جان الملا سياسي: « جاء قرار الاستفتاء بعد التضحيات الكبيرة التي قدمه الشعب الكوردي خلال مسيرة نضاله الطويل، وأيضاً بعد تحولات سياسية كبيرة في المنطقة وخاصةً في العراق بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي، وأثبت الشعب الكوردي والقيادة الحكيمة في إقليم كوردستان المتمثلة بالرئيس «مسعود البارزاني» جدارتهم وبأنهم شعب يستحق الاحترام من خلال احترامهم لحقوق كافة الأقليات القومية والأثنية ضمن جغرافية الإقليم، حيث كانت حملة الإعمار والبناء المنقطعة النظير التي يشهده الإقليم محل إعجاب كل المراقبين والمحللين السياسيين, وجاء هذا القرار العظيم كثمرة لدماء الشهداء (البيشمركة) طوال عقود من النضال على درب الحرية والاستقلال.
كان قرار تحديد يوم الاستفتاء في 25-9-2017 على استقلال كوردستان قراراً حكيماً وشجاعاً من قبل الرئيس «مسعود البارزاني» وأغلب الأحزاب الفاعلة, وسوف يكون لإعلان الدولة الكوردية منعطفاً تاريخياً في حياة الشعب الكوردي في أجزاء كوردستان الأربعة وفي الشتات، وعلى الكورد أينما كانوا مساندة هذا القرار كواجب قومي وأخلاقي، وأؤكد أن الدولة الكوردية أصبحت حقيقة وليست حلماً ».
سردار ياسين سياسي: « إجراء الاستفتاء على استقلال كوردستان في ٢٥ ايلول المقبل هو أولى خطوات نحو تشكيل دولة مستقلة لطالما انتظره الشعب الكوردي، الشعب الكوردي لاقى الظلم والمعاناة على يد الحكومات العراقية المتعاقبة، وفي خطوة نتوقع من خلالها وضع حد للعديد من الأزمات والحروب، والشعب الكوردي الذي كان ومازال ضحية لعبة سياسية تلك التي جزأتها وجعلتها تحت نير الاستبداد لتواجه شتى أشكال السياسات والممارسات التي كانت ولم تزل تستهدف وجوده بدء من محاولات محو هويته القومية مروراً بالمجازر, كان الكورد عبر نضالهم الطويل يتطلع دوماً الى الحرية والسلام، وأن يكون له شخصية الاعتبارية، وبناء مستقبله في أجزاء كوردستان الأربعة ولم شملهم في دولة مستقلة استناداً الى التاريخ المشترك والمصالح المشتركة واللغة المشتركة, والشعب الكوردي يتمتع بكل هذه المقومات التي تعطيه كامل الحرية في أن يمارس حقه في تقرير مصيره بنفسه، بما في ذلك حقه في الاستقلال وإعلان دولته المستقلة.
فأننا نعتبر مشروع إقليم كوردستان الحل الأمثل لطي صفحة التنافر والتصارع في كوردستان، وانطلاقاً من مفاهيم الحرية في منظمة الأمم المتحدة التي تؤكد بأن (الشعوب الحرة لا يمكنها إلا ان تقر بحرية الآخرين)، فإن الحرية وحدها تعزز من قوة الشعب وتعمم ثقافة التعايش والاحترام, ناضل الكورد كثيراً وقدموا تضحيات جسيمة في سبيل نيل حقوقهم المشروعة، نتمنى أن يتحول يوم ٢٥ ايلول إلى ثورة من أجل إثبات الكورد لشخصيتهم الطبيعية بين دول العالم، وأن يتحول إلى أيلول السلام والأمان الدائم (دولة كوردستان حرة مستقلة) ».
عزالدين ملا ,,,,
التعليقات مغلقة.