المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الشاعر كوني رش : أي شخص يرى نفسه مناضل وصاحب قضية وأرض عليه الاطلاع على تاريخ البدرخانيين والتعلم منهم

312

 

حاورته : همرين حاجو

كونى ره ش ( Konê Reş )، ولد عام 1953م. في قرية (دودا) الواقعة على الحدود السورية التركية بين مدينتي عامودا وقامشلو, هو كاتب وشاعر كوردي، جذبته الكتابة منذ ريعان شبابه، كان مولعاً بالأساطير والقصص الكوردية منذ نعومة أظفاره، وقد دفعه هذا الحب والشغف بها إلى الاهتمام بالتراث والفلكلور الكوردي، وبشكل خاص تراث العائلة البدرخانية. وهو معروف بين الأوساط الثقافية الكوردية في كوردستان والمهجر، ليس بسبب حبه للتراث فقط وإنما بسبب عشقه للغته الكوردية، وجهوده الكبيرة لنشر هذه اللغة بين أبناء شعبه، وذلك عبر مقالاته وقصائده المختلفة.

وكان لموقع المجلس الوطني الكوردي لقاء خاص به:

– الشاعر “كوني رش” متى وكيف بدأت بالكتابة؟

في البداية درست وبدأت باللغة العربية لأن المنهاج واللغة في المدارس كانت بالعربية واللغة الكوردية كانت محظورة في سوريا, كنت أكتب بعض الخواطر بالعربية في 1974,وبعدها كتبت قصة جدتي الأرمنية بعنوان (رحلة عذاب) , ثم لاحقاً في عام 1977 بعد تجربتي الفاشلة للدراسة في ألمانيا عدتٌ إلى الوطن وقررت الكتابة باللغة الكوردية, وكنت ألتقي مع الشاعر جكرخوين وأوصمان صبري وغيرهم من الشعراء حيث جعلت منهم مرجعاً لي وقاعدة أتعلم منهم أصول وقواعد اللغة الكوردية.

 

– لم لقبت نفسك بـ “كوني رش” ؟ 

اللقب هو عادة دارجة بين جميع الشعراء والكتاب في العالم مثل “أدونيس” أسمه الأصلي هو محمد علي حسين وغيره من الشعراء والكتاب والعلماء لديهم ألقاب,

أما بالنسبة لِلقبي فكان هناك رجل ختيار اسمه احمد في الضيعة التي كنت أسكن فيها وكان جارٌ لنا , كان رجلُ ذو شخصية قوية كريمة محب لقوميته لم يكن يتحدث إلا بالكوردية وقد أسماه جدي بـ “كوني رش” وكان دائماً جدي يشبهني بهذا الرجل ويقول لي أنت مثل كوني رش يلجأ إليك جميع المارة.

لقبت نفسي بأسمه لأسباب أمنية تشبيهاً بسواد المأساة التي كانت تسود كوردستان من قتل وسجن ودمار وتشريد سواء في الجنوب أو الشمال أو الشرق والغرب من جهة, ومن جهة أخرى هناك فلسفة لـ نيتشه يقول فيها أن الإنسان له شخصيتين الأولى هي شخصيته واسمه المعروف لدى عامة الناس, والثانية هي الشخصية والأسم الذي هو يختاره لنفسه.

 

– ماهو الشعر القريب لنفسك وتردده دائماً لكَ ولغيركَ ؟

هناك البعض من أشعاري القريبة مني وغيرها من أشعار الشاعر القومي أحمدي خاني وبعده ملا جزيري, والشاعر الكبير جكرخوين, أشعار هؤلاء الأقرب إلى نفسي دوماً.

 

– ما الأفضل في رأيك, الشعر القديم أم الشعر الحديث؟

للشعر القديم نكهة خاصة, هي بمثابة مرجع للشاعر ليكتب ويخلق الشعر الحديث ويستفيد منه لكن في هذا العصر لا يمكن البقاء على القديم والبكاء على الاطلال فلا بد من الحداثة.

أنا مع الشعر الحديث مع التطور , فكان بدايتي مع القصيدة الكلاسيكية لاحقاً ثابرت على الكتابة الحديثة.

 

– هل تأثرت بأحد الشعراء القدامى ؟ ولماذا ؟

بالتأكيد…فالحس القومي والوطني في داخلي قد خُلِقَ من تأثري بهم, وفي بدايتهم الجزيري والخاني وجكرخوين وفقهي طيران وقدري جان وغيرهم.

والسبب هو عندما أعود إلى  أشعارهم وحسهم القومي ودعوتهم إلى حقوق الشعب الكوردي أتأثر بهم.

 

– هل الشعر موهبة أم وراثة ؟

 للوراثة دور كبير في شخصية الفرد ولكن للموهبة دور أكبر في كتابة القصيدة الممكنة, والأثنتان يكملان بعضهما البعض في كتابة القصيدة الناجحة المبدعة, وكمثال أبنتي لديها قدرة في الكتابة.

 

– يقال أن لكل شاعر وكاتب جو يحب الكتابة فيه , فكيف وأين يحب كوني رش الكتابة ؟

جو الكتابة مرتبط بنفسية وثقافة الكاتب فالكاتب المبدع لا يهمه أين ومتى يكتب لأن كل تركيزه سيكون على ما يكتب, فعندما يتعرض لحادث أو موقف معين فحتماً سيباشر بالكتابة.

فأنا تعودت أن أجلس كل يوم في المقهى وأبدأ بالكتابة في تلك الضجة ولكن لا أسمع أحد كون لدي هدف وألم في داخلي أسمعه, وأحياناً أكتب  في آخر الليل حيث السكون والهدوء.

 

– ما هي أهم كتاباتك؟

قصص الأمراء (بالكوردية) 1990 بيروت , سيبان وجين (Sîpan û Jînê) , مجموعة شعرية للأطفال 1993 بيروت , الأمير جلادت بدرخان (حياته وفكره) بالعربية 1992 دمشق. وبالكوردية في استوكهولم 1997 – السويد , انتفاضة ساسون (1925 – 1936) , عثمان صبري (1905 – 1993) بالكوردية بيروت 1997, أنا تلميذ بدرخان مجموعة شعرية للأطفال، 1996 بيروت , مجموعة شعرية للأطفال Şagîrtê Bedir-Xan nim , ياوطن ! (Welato!) مجموعة شعرية بالكوردية 1998 بيروت , جمعية خويبون 1927 ووقائع ثورة آرارات 1930، تقديم مراجعة الدكتور عبد الفتاح بوتاني، باللغة العربية، أربيل 2000 , بوابة الحياة والحب: (Dergehê Jîn û Evînê)، مجموعة شعرية بالكوردية 2001 , ديوان جودي جبل المقاصد , كتاب قامشلي دراسة في جغرافيا المدن 2003, ديوان شجرة الدلب , صهيل الليالي الأسيرة

– هل لديكَ كتابات جديدة ؟

لدي الأن كتاب بأسم “بريا ميرديني” موجود في مطبعة دياربكر للطباعة وهو كتاب عن سيرتي الروائية حوالي 300 صفحة, وأيضاً أشعار عن قامشلو حوالي 300 صفحة ومتأكد أنه سيصدر ضجة بين الشعراء.

 

 ما رأيك في كثرة القنوات الفضائية والمواقع الألكترونية وهل خدمت الشاعر والكاتب أم لا ؟

القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية مهمة كثيراً في الوقت الحالي للشعراء والكتاب الكورد اليوم , لأن في القديم كان الشاعر والكاتب الكوردي محظور وممنوع عليه نشر حسه القومي والكتابة بلغته واطلاعه على الجماهير , وهذا أيضاً يعود إلى نشاط الكاتب إن كانت كتاباتهم ناجحة وتخدم الشعب وتستحق النشر فبرأي القنوات والمواقع سيدعمونه.

 

– هل ترى أن ثقافة الشاعر تخدمه شعرياً أو شعره يخدمه ثقافياً ؟

الثقافة هي التي تخدم الشاعر , فالثقافة تساعد الكاتب على مواصلة الكتابة وتساعده في الشهرة على مطبوعاته.

 

– هل للكتابة وقت ؟ أي هل كتبت شهر بدون دافع , وأن كتبتها ما رأيك بالشعر الذي بلا دافع؟

الشعر الذي يكون بلا دافع يشبه بالطعام الذي يكون بلا طعم ونكهة , فلا يمكن الكتابة بدون وجود دافع يدفع الكاتب إلى الكتابة , فالشعر هو شعور واحساس وما يحدث حول الكاتب هو الدافع الذي يجعله يبدع في الكتابة.

 

– هل الشاعر أو الكاتب يطلق على نفسه شاعر وكاتب أم الجمهور هم من يطلقون اللقب ؟

بالتأكيد الحكم يعود إلى الجمهور المتابع له , لأن الجمهور هو الذي يقيم الشاعر من خلال كتاباته ومواضيعيه.

 

– الكاتب “كوني رش” معروف مدى اهتمامك بنسل العائلة البدرخانية , وهناك الكثير من كتاباتك وأبحاثك عن العائلة البدرخانية , مالسبب الذي جعلك مهتم بتاريخ البدرخانيين ؟

في الحقيقة أي شخص يرى نفسه مناضل وصاحب قضية وأرض عليه الاطلاع على تاريخ البدرخانيين والتعلم منهم , وأنا ككاتب وشاعر كوردي جعلت منهم منبراً لنفسي في الاطلاع إلى القضية الكوردي وثقافته , فالبدرخانيون هم الذين دعوا إلى استقلال كوردستان, البدرخانيون هم الذين أصدروا أول صحيفة كوردية وذلك في القاهرة سنة 1898, البدرخانيون هم الذين جعلوا من منزلهم في اسطنبول سفارة لجميع المناضلين يدعون فيه للاستقلال , البدرخانيون هم  الذين حولوا الكتابة الكوردية إلى الحروف اللاتينية , هم الذين كتبوا أول شعر للاطفال باللغة الكوردية , لذلك  أرى أن مكان تواجد البدرخانيين فيه يكون هو كوردستان أينما كانوا , وسأبقى أكتب عنهم دوماً.

 

– إقليم كوردستان في الطريق نحو الاستقلال من خلال الاستفتاء الذي حدده الرئيس مسعود برزاني في 25الشهر الجاري , هل جهزت شعر بهذه المناسبة ؟ وما الكلمة التي تود أن توجهها إلى عامة الشعب الكوردي بمناسبة الاستقلال ؟

يوم 25 أيلول سيكون عرس كوردستان , هذا حلم أحمدي خاني وملاي جزيري, وبهذه المناسبة جهزت هذا الشعر الذي قام بتلحينه الفنان بهاء شيخو :

Strana Serxwebûnê

Bîst û pencê vê ilûnê

Refrandoma serxwebûnê

Erê erê, bo hebûnê

Bijî bijî serxwebûnê

Kurdno! Rabin bilezînin

Nasnameya xwe bistînin

Bi yek dengî bilîlînin

Bijî bijî serxwebûnê

 

ورسالتي التي أوجهها إلى عامة الشعب الكوردي هو “اللغة الكوردية” أي أن لا ينسوا لغتهم الكوردية ويعلموها أولادهم فمن لا ينسى لغته لن ينسى وطنه.

 

التعليقات مغلقة.