رسالة الرئيس مسعود البارزاني إلى الرأي العام….
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد مرّ إقليم كوردستان بتجربة مكتظة بالمآسي والمشاكل مع الحكومات العراقية المتعاقبة على الحمك على مدى مئة عام مضت، وفي تلك الأعوام المئة العصيبة لم نلحظ أي ترجمة حقيقية لمبدأ الشراكة، وقد تعرض شعب كوردستان لحملات الأنفال والقصف بالأسلحة الكيمياوية ، وبناء عليه وبهدف تحقيق السلام التام والإبتعاد عن الحروب والمشاكل قرر شعب كوردستان إجراء عملية الإستفتاء ليقرر من خلالها مصيره ولينحو صوب الإستقلال.
إنّ هذا القرار الذي اتخذه شعب كوردستان وخطوته نحو الإستقلال، ليس إلا حقا طبيعيا وعادلا لهذا الشعب، ولا يتنافى هذا الحق مع أي من المبادئ السماوية والإنسانية، كما أنّ ممارسة هذا الحق لا تعني أبداً معاداة لأي مكون قومي أو ديني من مكونات الشعب العراقي، حيث ستتم إعادة بناء أسس قوية لعلاقات تاريخية جديدة بين شعب كوردستان والشعب العراقي، وسيوضع حد لمن يريد أن يزرع الفتنة ويؤجج الخلافات بين الشعبين .
وإن أي تصريح أو تصرف يمكن أن نتلمس منه معاداة لمبادئ التآخي والتعايش السلمي، لا يمت بأية صلة للقيم العليا لشعبنا، وليس له أية علاقة بالسياسة العامة للإقليم، وهو بعيد كل البعد عن ثقافة التعايش والتسامح التي يتّسم بها شعب كوردستان.
واليوم وإذ يخطو شعبنا نحو الإستقلال نؤكد للجميع بأننا لا يمكن أن نخلط بين التصرفات الإجرامية واللاإنسانية للأنظمة العراقية ضد شعب كوردستان وبين روح الأخوة التي تربط شعب كوردستان مع الشعب العراقي، ونؤكد بأن عملية الإستفتاء لن تؤثر بشكل سلبي على إستمرارية روح وعلاقة الصداقة والأخوة بين شعب كوردستان والشعب العراقي بل إنها ستعمل على تعميق هذه العلاقة، وللعلم فإن الشعوب العراقية كانت دوما ضحية للتصرفات الإجرامية للحكومات الدكتاتورية، وقد كنا دائماً نناضل معاً في خندق واحد وجبهة واحدة ضد الظلم والإستبداد.
وإننا نطلب من مواطنينا الأحبة في كوردستان مراعاة القيم العليا لشعبنا وثقافة التآخي والتعايش السلمي التاريخي بين المكونات القومية والدينية أثناء تعبيرهم عن إرادتهم وحين مطالبتهم بحقوقهم العادلة.
ونطلب من أخواتنا وإخوتنا العراقيين أن يدركوا ويتفهموا جيدا بأن شعب كوردستان لم يكن بتاتاً سبباً في زعزعة وحدة العراق والشراكة والعيش المشترك، بل إن الأنظمة المستبدة والحكومات العراقية المتعاقبة ساهمت في زرع سياسة الإنكار التي كانت سببا رئيسياً في تخريب مبدأ الوحدة والتعايش والشراكة.
مسعود البارزاني
10/9/2017
التعليقات مغلقة.