حاورته : همرين حاجو
الفنان بهاء شيخو تولد في قرية “خجوكي” من عائلة تعمل كفلاحين في الأراضي , درس الابتدائية في القرية والاعدادية في مدينة قامشلو , لم يقبل في الثانوية لكبر عمره فالتحق إلى الخدمة الإجبارية للجيش السوري لأربعة سنوات وخلال تلك السنوات علم نفسه على البزق والأغاني والشعر , أنهى الخدمة الإجبارية في سنة 1987, ثم عاد وقدم البكلوريا في 1988 وسجل الحقوق في لبنان عاد إلى الوطن قبل إنهاء دراسته لظروف .
وكان لنا هذا اللقاء معه:
– الفنان بهاء, متى وكيف بدأ مشوارك الفني؟
بدأ مشواري الفني في بداية الصف الثامن , كنت أصنع آلة البزق على يدي من الخشب والأسلاك , وكان لشخصية وأغاني أخي الراحل محمد شيخو تأثيراً في نفسي , لدي كاسيت من عام 1973 وفيه يغني محمد شيخو ويدعمه والدي ويغني معه , فكان لهذه الأجواء تأثيرعميق فيني , وخلق دافع في نفسي لتعلمي على العزف والغناء , فيمكن القول بأن الغناء لدينا كان وراثي .
أول مرة التقطت فيها المكرفون وغنيت كان في عام 1976 , في حي قدوربك بقامشلو وذلك في إحدى الأعراس , وعندما علم الجمهور إني أخ للفنان الراحل محمد شيخو أحتشد الناس من حولي , غنيت حوالي خمسة أغاني حينها.
انتسبت إلى فرقة خلات الفلكلورية في 1980 , وقبلها كان لدي كروب من الموسيقيين وجميعنا انتسبنا إلى فرقة خلات ثم بعدها التحقت بالجيش , وكنت أتواجد في أعياد النوروز داخل الفرق الفلكلورية أثناء الإجازة .
ساعدت العديد من الفرق الأخرى من تقديم الأغاني وتعليم الموسيقا , فكان هذا بداية مشواري الفني.
– ما هو اللون الغنائي الذى اشتهرت به ؟ وأفضل أغنية ؟
في بداية مسيرتي الغنائية كبرت على أغاني الراحل محمد شيخو وبدأت بتقديم أغانيه التي كانت أغاني قومية وطنية , فاللون القومي كان الذي قد بدأت به وقمت بتقديمه ومعها أغاني العشق والأعراس والفلكلور.
وبالنسبة لأفضل أغنية هي أغنية ” وا نسريني” من كلمات الشاعر فرهاد عجمو وألحاني , فهي الأغنية التي تركت بصمة في ذهن المستمع لسنوات طويلة , وأدركت أن عمر هذه الأغنية ستكون طويلة عندما كانت تحتل مكاناً واسعاً في كل مكان ومحفل.
– ما الهدف الذي تنطلق منه دائماً فى أغانيك , وهل من رسائل تحب ايصالها إلى جمهورك؟
الفن هو هدف هو خدمة وتضحية , هدفي هو خلق ستايل خاص مختلف فيني .
أود من الجمهور أن يستمع إلى الموسيقا الكوردية القديمة الصحيحة , فأي فنان كوردي هو بمثابة مدرسة ويجب أن يتعلموا منهم طعم الفن ويستمعوا إليهم , فالموسيقا الغربية التي يدموجها اليوم مع الموسيقا الكوردية لا تقدم أي خدمة لقضيتنا الكوردية .
– أهم أعمالك؟
غنيت للعديد من الشعراء وهم ” فرهاد عجمو – سيداي تيريج – جكرخوين – الدكتور بدرخان سندي – صبري بوطاني – دلاور زنكي – غسان حزني – احمد شيخ صالح – بي بهار – حليمة ابو زيد – مصطفى تروشي” وغيرهم أيضاً.
لدي تسعة ألبومات مسجلة وغيرهم لم يتم تسجيلها في ألبومات .
– ما هي أعمالك الجديدة؟
جهزت مجموعة من الأغاني وكليب بمناسبة الاستفتاء في إقليم كوردستان .
– ماهي الأشياء التي يجب توافرها في الفنان كي يستمر؟
العمل الفني هو العطاء, في رأي الشخصي الفنان عندما يقدم أي شيء فني وينتظر المقابل فهذا العمل لن يدوم, أتحدث كوني فنان كوردي فجميعنا على علم بالظروف التي عشنا ونعيشها حتى الأن , فنحن بدون وطن , تعرضنا للظلم الشديد من هجر وقسر واعتقال ونفي واغتيال , فالفنان الكوردي يجب أن يكون مستعد لأي ضغط قد يتعرض له , أي جميع ما ذكرته سابقاً , فأن كان على علم بأنه لن يقاوم ويصمد فـ بالتأكيد عمله الفني لن يدوم طويلاً وهذا من وجهة نظري.
فعندما يقول الفنان أني أعمل من أجل قوميتي فيجب عليه التقرب من الأغاني القومية والسياسية , فالكثير يقدمون أغاني تتعلق بالحب والعشق فـ باعتقادي أن هذه الأغاني أيضاً قد تكون في خدمة الشعب.
وكما قال محمد شيخو في قوله ” تصفيق الجمهور هو نجاح الفنان , والفنان الذي ينتظر شباك التذاكر فربما ينجح في المرة الأولى ولكن في المرة المقبلة حتماً سيفشل ”
إذاً الفنان الذي يقدم فنه من أجل أن يملئ جيبه ففنه لن يدوم طويلاً فالجمهور نفسه لن يقبل , الجمهور هو الذي يعلي من شأن الفنان ويسقطه, فالفن عطاء.
– هل تعتقد إن الإعلام قادر أن يصنع من الشخص نجماً وهو لا يستحق؟
في الحقيقة جميعنا يعلم مهمة الإعلام , نشاهد الكثيرين على شاشات التلفزة يقدمون أغاني ليست لهم ويسجل على كليباتهم بأسمهم , فهنا الإعلام هو الذي يسلط عليهم الأضواء ويصنع منهم نجوم وهم في الحقيقة لا يملكون أي أغنية خاصة لهم.
أولاً الإعلام هنا يُذنب حقاً , وثانياً المغني نفسه يعتبر فقيراً وضعيفاً , يريد أن يقدم نفسه وهو في الحقيقة لا يملك شيئاً .
مع احترامي للكثيرين منهم إلا أني أرى هم نفسهم يغلطون بحق أنفسهم عندما يقدمون على تشهير أنفسهم على حساب أغاني ليست لهم , فقد تم أنشاء العديد من الكليبات لأشخاص يغنون أغاني محمد شيخو وتحسين طه وغيرهم , فالمعيب هنا ليس غناء أغانيهم بل تجاهل اسمهم وعدم ذكرها في الكتابة على الكليب , غير أنهم يعبثون في كلماتها بطريقة غير لائقة وبعيدة عن لونها الأساسي وللأسف نرى الإعلام يشهرهم ويسلط عليهم الضوء بعرض هذا الكليب عشرات المرات في اليوم.
فأتمنى من الإعلام أن يكون صادقاً في مهامه ويعمل بضمير.
– كونك اخ للفنان الراحل محمد شيخو ..كلمة تصفه فيها؟
محمد شيخو شخص لن يعيد التاريخ مثله.
– كلمة للشعب الكوردي وهو في الطريق نحو الاستقلال؟
الاستقلال هو كان حلم الآلاف من الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودمائهم في سبيل الاستقلال وعلى رأسهم الخالد ملا مصطفى البارزاني الذي قضى حياته في الجبال والثورات .
لأجل هذا اليوم أتمنى من الخمسين مليون كوردي أن يصوتوا بنعم للاستقلال وأن يبصموا بدمائهم بنعم للاستقلال.
التعليقات مغلقة.