عبدالرحمن كلو : اصوات المعارضة للأستفتاء ليست لها أية قيمة مجتمعية بالنسبة للحاضنة الوطنية الكوردستانية.
عبد الرحمن كلو / مواليد ١٩٥٦ گرکی له گی مهندس مدنی – جامعة حلب
انخرط في العمل الحزبي منذ عام ١٩٧٤ على يد الرعيل الحزبي الأول باحث وكاتب في الشأن السياسي الكوردستاني له العديد من المقالات السياسية والأبحاث وعضو في اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكوردي في سوريا .
كان لمراسلنا هذا الحوار معه:
– ما هي نتائج أستطلاعات الرأي العام حول الأستفتاء؟
بخصوص موضوع الاستفتاء ونتائج استطلاعات الرأي العام في البيئة العربية وأجهزة الإعلام العربي فهي ليست تعبيراً دقيقاً ولا يتسم بالمصداقية لأن الشارع العربي عموماً ما زال يعيش أوهام تراكمات الموروث الثقافي العروبي للقرن العشرين حيث الآراء , والمواقف مازالت تنتمي للحاضنة التاريخية لتلك الحقبة ولم يستطع الرأي العام العربي حتى الآن تخطي أوهام هذا الموروث المرضي المشوه , وحتى إذا كانت نتائج الاستطلاع لصالح الاستفتاء وحق تقرير المصير فهذا يعني أن الكورد الناطقين بالعربية قد ساهموا بالمشاركة الفعالة في هذا الاستطلاع ، أما في البيئة المجتمعية الكوردية فحقيقة الموضوع لا يحتاج إلى أي استطلاع فالكورد بمختلف مشاربهم السياسية والفكرية وفي الأجزاء الأربعة من كوردستان تواقون لتلك اللحظة التاريخية التي تجسد نضالات أكثر من قرن من الزمن وأجزم أن النسبة المئوية لا تتناسب مع استطلاعات الرأي الكوردي ربما لن تشكل الأصوات المعارضة للاستفتاء نسبة ضئيلة جداً من الألف وليس من المئة، وهذه النسبة لا تمثل إلا النشاز وليست لها أية قيمة مجتمعية بالنسبة للحاضنة الوطنية الكوردستانية.
– ماذا بعد استفتاء الإقليم برأيك ؟
أؤكد أن الاستفتاء هو ليس من أجل الاستفتاء كما يريد البعض الترويج له، بل هو من أجل إعلان الدولة المستقلة في جنوب كوردستان وعملية الاستفتاء هي تشريع قانوني للوصول إلى الهدفى ، وهي رسالة إلى المجتمع الدولي بالصيغة القانونية للتعامل مع نتائج هذا الاستفتاء وفق العهود والمواثيق الدولية الخاصة بحق الشعوب في تقرير مصيرها .
– هل يمكن أعتبار نتائج الأستفتاء ب(بنعم) جواباً للجميع؟
التساؤلات ذات الاشكالية أم أنه يجب العودة إلى دائرة الحوارات مع بغداد والأطراف السياسية الأخرى المختلفة
كما أن الاستفتاء بحد ذاته هو اشراك الشعب في صناعة القرار وهو أكبر من أن نقوم بمحاصرته أو تقييده بحوارات حزبية زائفة لأن الأحزاب بحد ذاتها استمدت مشروعية وجودها من شرعية قضية الشعب في الحرية والاستقلال ، ولا يمكن لأي حزب سياسي مهما علا شأنه أن يعارض الاستقلال إلا إذا كان يعمل بموجب أجندات استخبارات الدول التي تقتسم كوردستان ، ولهذا السبب نرى هذه الشريحة المرتبطة مع أجندات المشروع الايراني في العراق تنهي كلامها عن الاستقلال بكلمة ( لكن ) أي أنها تريد أن تلغي كلما ما سبق ، أو تلجأ إلى شروط مسبقة وكأن الاستقلال مشروط بمنصب معين لشخص محدد ، ناسية أو متناسية أن موجبات الحالة الوطنية الكوردستانية هي التي فرضت توزيع المهام في مؤسسات الإقليم وتلك الحالة الوطنية وحدها تقرر مشروعية المؤسسة القائمة أو أية سلطة تشريعية كانت أو تنفيذية أو قضائية .
ماذايكون موقف حكومة العراق في حال صوت الشعب بالأستقلال برأيك؟
في الجانب العراقي في بغداد أعتقد أن الأمور اختلفت كثيراً عما كان عليه في انتخابات 2005 ، فالانسحاب الأمريكي العاجل من قبل الديمقراطيين عام 2011 سهل تمدد النفوذ الايراني في العراق الذي أصبح رهينة مسلوبة الإرادة لصالح المشروع الطائفي الشيعي في إيران حتى باتت بغداد في قم وطهران ، وأفشل نظام الحكم الفيدرالي أو تم نسفه بالكامل للعودة بالعراق إلى مرحلة حكم الطائفة الذي هو أسوأ من حكم القوميين العرب، لذلك فالموقف العراقي في بغداد لن يكون إلا صدى للصوت الرافض من دولة ولاية الفقيه في قم وطهران .
بكل الأحوال الشرق الأوسط يخضع إلى عملية إعادة هيكلة بحكم انتهاء صلاحية نتائج اتفاق سايكس بيكو وانتهاك ما كان يسمى بالسيادات الوطنية التقليدية عبر الفوضى الخلاقة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف التي تحارب الإرهاب للعودة به إلى حدود الجغرافيا السياسية للمكونات القومية والطائفية، وكوردستان “الدولة الوطنية ” مطلب وهدف دولي بالأساس لتحقيق حالة من الاستقرار والأمن والسلام بعد هزيمة الإرهاب فكراً وثقافة وسياسة .
حاوراه آراس شيخو
إعلام NEKS أوربا
التعليقات مغلقة.