الكاتبة والشاعرة سارة الشيخ طالب السهيل عراقية الأصل من مواليد الأردن درست المراحل الأولى من حياتها في الأردن , تخرجت من كلية التجارة قسم إدارة الأعمال من جامعة لندن ثم درست الإعلام في القاهرة, ودرست علم النفس و أكملت دراستها العليا مؤخراً في حقوق الإنسان.
أخذت العديد من الكورسات في التربية و الإعلام و السياسة و التنمية البشرية و التحكيم الدولي.
وكان لمراسلنا هذا الحوار معها:
– انسة سارة هل لك أن تعرفي عن نفسك للقارئ وخصوصاً للقارئ الكوردي؟
أنا إنسانة بسيطة رغم كل التعقيدات التي حولنا إلا أنني أجد دائماً ملاذاً للأمل و الحياة ، طموحاتي كثيرة و اتطلع إلى غدٍ أفضل لأهلي ووطني و كل الشعوب الأخرى ، الظروف التي مررت بها كوني أبنة لمناضل وزعيم عراقي علمتني القوة الداخلية و الإصرار وعلمتني حب الجميع و تقبل الأخر وأصبحت أكثر استيعاباً لقضايا الناس والشعوب وحلمي أن يحقق الجميع أحلامه .
ولدت في الاردن لأب عراقي الشيخ طالب السهيل الشخصية الوطنية المشهود لها بالنضال النظيف والوطنية و والدتي سيدة هاشمية مثقفة أبنة رجل علم و سياسة وأدب.
والداي أثرا في نشأتي فكل منهم أعطاني من دمه و طباعه و أخلاقه فورثت حب الوطن و الناس و مساعدة الآخرين من أبي و أخذت من أمي حب القراءة و الاطلاع و الثقافة و حب الطبيعة , وأخذت من جدتي الرومانسية و الحكمة
أكره أن يهان أي إنسان أمامي فلكل إنسان حق في الحفاظ على كرامته و حق في العيش الكريم أكثر ما يزعجني العنصرية بأنواعها و الطائفية التي قتلت نصف سكان الأرض و النزاعات التي من الممكن أن تحل بسهولة إذا عم الخير القلوب و عم الانصاف العقول و عم العدل بين
الساسة , إنسانياً أعشق السفر والترحال بحثاً عن المزيد من المعرفة الحية عن الابداعات والثقافات، وأهيم بابداع الخالق العظيم فيما خلق من طبيعة ساحرة.
– كيف بدأت بمسيرتك ككاتبة؟ وما هي أهم أعمالك؟
نشأت على حب القراءة فعشقت الأدب منذ نعومة أظافري بدءاً من الشعر مروراً بقصص الأطفال، والفضاء الأدبي جعل خيالي واسعاً في أرض الله وسماءئه وانتمائي إنساني رحب رغم جذري العشائرية القبلية العربية.
وتعلقي بالاطفال منحني هذه الإنسانية التي لا أحتمل فيها وقوع ظلم على مظلوم، وجعلني أناهض العنف في كل صوره, باعتباره بوابة لكل الجرائم بحق المقهورين والضعفاء، ولذلك فان معظم مقالاتي قد عالجت قضية العنف ضد المرأة والطفل والطبيعية.وغيرها.
ومن أعمالي : لدي العديد من الدواوين الشعرية، مثل “صهيل كحيلة ” وديوان” نجمة سهيل” ، و “دمعة على أعتاب بغداد” . ومن أعمالي للأطفال قصة “سلمى والفئران الأربعة ” وتحولت لمسرحية للأطفال ، وقصة” نعمان والأرض الطيبة ” و طبعت بطريقة برايل للمكفوفين، و”ليلة الميلاد ” وكتب المقدمة لها البابا شنودة بطريارك الكرازة المرقسية، و” قمة الجبل “، و” قصة حب صينية أوسور الصين الحزين ” باللغتين العربية والصينية، ” واللؤلؤ والأرض “مهداة للطفل الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وتم ترجمتها للغة الفرنسية.
كما قمت بتأليف بعض الكتب التعليمية للأطفال مثل كتاب “حروف وأرقام”. و قصة “أميرة البحيرة” و” ندى” و “طائر العقاقير” من دار المعارف و المناهج التعليمية للصفوف الاولى, بالإضافة إلى عدة قصص للأطفال تحت الطبع , و كتب بحثية للكبار أيضاً .
– هل لك أن تحدثينا عن بداية تعرفك على الشعب الكوردي؟
في بداية الأمر تعرفت منذ نعومة أظافري على الشعب الكوردي من خلال والدي الذي تربطه صداقات حميمة جداً مع العائلات الكوردية و القبائل المختلفة و أيضاً السياسيين الكورد تربطني بهم صداقات شخصية و احترام كبير متبادل , و قد كنت طفلة ألعب مع أولاد أصدقاء والدي وكان يجمعنا أمور كثيرة لم أجد أي اختلاف أو خلافاً بيننا , وكان بعضهم يقيم في كوردستان وبعضهم في بغداد و بعضهم في أنحاء العالم , كما أن كورد الخارج من المناضلين و كورد الداخل من البيشمركة , كنت أفكر بكل مواطن عراقي و أحزن على معاناته.
وعندما كبرت قليلاً بدأت أسمع عن ما جرى للكورد من إبادات جماعية مثل مجزرة حلبجه والانفال و المقابر الجماعية و القتل و الاضطهاد فشعرت بتعاطف كبير والخجل من وحشية البشر و كانت زيارتي إلى إقليم كوردستان ترسيخ لكل هذه المشاعر الطيبة اتجاه الكورد بعدما رأيت بنفسي الفيديوهات المصورة و التقارير والسجن القديم الذي أصبح الان مزار للذكريات الأليمة شيء فظيع جداً.
كنت اتسائل ماذا فعل هؤلاء الأبرياء ليستحقون هذا الكم من الوحشية والعنف و القتل فأجد الصور و الفيديو لسيدات من القرى وأطفال أبرياء لم يفعلوا أي شيء ليستحقوا هذا الكره.
أهداني الأصدقاء بعض الكتب التي تتحدث عن الكورد وكوردستان في التاريخ وعرفت الكثير عن الكورد و كان حبي لهم يزداد كلما كثر أصدقائي الكورد , وفي قرارة نفسي كنت أشعر بالاعتذار عما جرى لهم رغم أن الشعب العراقي كله عاش تحت ظل العنف و الاضطهاد , ومر بأوقات عصيبة من حروب وحصار واحتلال وإرهاب وأنا شخصياً ضحية من هذه الضحايا فقد يتمت صغيرة و حرمت من وطني وأهلي و عانينا أنا و أسرتي شتى أنواع الحروب النفسية و الإعلامية و الاقتصادية و الشخصية , أنني لأفخر بالتعرف على الشعب الكوردي خلال زياراتي لإقليم كوردستان وأدركت قيمة هذا الشعب المناضل عبر تعزيزه دورالمرأة في بناء المجتمع، وكيف سبقت كوردستان دول أوربا وأمريكا في النضال السياسي، ف نسرين رضا عزيز كانت قد دفعت ثمناً لنضالها السياسي بالسجن عام 1960 بإعتبارها مسؤولة الحركة الكوردية فى كركوك, والمناضلات الكورديات اللواتي ساهمن بالدفاع عن وطنهم وأطفالهم و أيضا مع البشمركة ,و فرحت جداً عندما قرأت قصة الأميرة خانزاد و فرحت أكثر أنه للمرأة الحق بأن تكون شيخ عشيرة و إنها إذا دخلت كفصل في نزاع يتم سماع كلمتها ورأيها , وقد زرنا سيدة كوردية في منزلها و قد كانت رئيسة بلدية وأسعدني ذلك , وأكون سعيدة عندما أرى سيدات كورديات حققن الكثير في السياسة و الأدب و الثقافة و برلمانيات جديرات بالاحترام و دبلوماسيات , تسعدني نجاح المرأة الكوردية في الجمع بين نضالها السياسي والعلمي والعملي في كل أنشطة الحياة الحديثة التراثية مع الاحتفاظ بأنوثتها عبر بيئتها الثقافية وتألقها بالزي الوطني الذي يزيدها جمالاً ورونقاً.
وكم بهرتني صناعة السجاد المطرز باللونين الأحمر والذهبي خلال تجولي بالأسواق وكيف يحافظ الكورد على صناعة القشطة المتوراثة عبر الأجيال والمعروفة ” بالقيمرالكوردي” وهي الأشهر على الأطلاق بجانب نظيرتها العراقية، وكانت تمثل وجبة إفطاري الرئيسية في كوردستان مع الخبز المستوي على التنور والعسل الجبلي الطبيعى بشمعه.
وستظل الأيام التي قضيتها بكوردستان جزءاً مهماً من ذاكرتي الشخصية، خاصة وأنني عاشرت أهلها الطيبين المضيافين، ولمست فيهم الحرص على اعلاء قيم التسامح والمحبة للأخرين، دون أن تتسرب إليهم مشاعر الكراهية ضدهم بفعل ما عانوه من اضطهاد تاريخي .
وقد التقيت بمثقفيه ومبدعيه وعرفت عن كثب مدى انفتاحهم على العالم رغم حرصهم على الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة. فالشعب الكوردي يحافظ على جيناته البطولية التي عرف بها في صفحات التاريخ الإنساني، فالإنسان الكوردي بطبعه مقاتل شجاع لنصر قيمه ومبادئه، ويفخر بأصله ونسبه وماضيه، والاهتمام بالأصل لديه يجعله مكافح دائماً من أجل تحقيق أهدافه وتحقيق بطولاته بروح الفروسية التي تشع من روحه وقلبه.
وكما تشير المصادر إلي أن لفظ ” كاردو” تعني البطل، وأن ترجمة كلمة كوردستان إلى العربية تعني “وطن الأبطال”.
ولاشك أن قيم الفروسية والبطولة لدى الشعب الكوردي قد لفتت انتباه الشعراء للتغني بها وابراز حقيقتها في تجليها لدى الشاعر الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري معبراً عن شجاعة الكورد وصمودهم بقوله :
شعبٌ دعائمهُ الجماجم والدمُ تتحطم الدنيا ولا يتحطمُ
– من وجهة نظرك كيف رأيتي الشعب الكوردي وتاريخه و ثقافته وعاداته؟
في رأيي أن الشعب الكوردي يمثل أنموذج فريد للصبر وعدم الاستسلام لليأس أو الهزيمة، فهو يكافح من أجل نصر حقه التاريخي، ورغم ما تعرض له من ظلم عبر العديد من الحقب التاريخية إلا أنه يقبل على الحياة بحماس، ولعل احساسه بقوة قوميته وحفاظه على عاداته وتقاليده جعلته أكثر تماسكاً، ورفضاً لأي شعور بالكآبة أو التشدد الديني ويقبل على الحياة ويستمتع بها ارتباطاً بعشقه للطبيعة الخلابة التي تتمتع بها أرضه.
ولأن الإنسان أبن بيئته، فأن سحر الطبيعة بكوردستان ونقائها وخلابة مناظرها قد انعكس على سكانها، الذين يتمتعون بنقاء السريرة وطيبة القلب والاخلاص في المودة والكرم، فالكوردي مهما كان منصبه أو مركزه المالي لابد وأن يقوم بتقديم الطعام بنفسه لضيفه على سبيل الأكرام والتقدير والتحية.
ولعل صفات الطيبة والأخلاص والكرم التي يتحلي بها الشعب الكوردي من أهم مقومات قوميته، ولذلك فأن إقامة أية صداقة معهم تصبح أكثر متانة بسبب هذا الاخلاص، وإنه لشرف لأي إنسان مخلص أن يصادق إنساناً طيباً مخلصاً.
– في هذه الأزمة التي نمر بها كان المتضرر الأكبر هم الأطفال ماذا يمكن أن نفعل لأجلهم و معروف بجل حبك للاطفال وأهتمامك بهم؟
لاشك أن كلا من الطفل العراقي والسوري قد دفعا ثمناً باهظاً لتكاليف الحرب على الإرهاب الداعشي وإرهاب كل المنظمات الإرهابية، وللأسف أن هذا الثمن لا يزال يدفعه الصغار ويستمر دفعه لسنوات قادمة، باعتبار أن ما تعرض له الأطفال من إرهاب أسود وغسيل أدمغة ومشاهد دموية وهجرة ولجوء وغربة وغياب أمن ورعاية أبوية في موطن اللجوء يمثل كارثة إنسانية بكل المقاييس، وما لم يتدخل المجتمع الدولي لانقاذ هؤلاء الأطفال فأن الثمن سيدفعه العالم كله على أيدي هؤلاء الصغار الضحايا الذين قد يتحولون إلى مجرمين عتاة في المستقبل من هول ما نشأوا عليه من جرائم ارتكبت بحقهم واغتالت براءتهم مبكراً.
فالأطفال بسوريا والعراق قد رضعوا مفردات الحرب و قسوتها، ومبكراً صارت لديه ثقافة الحرب وأنواع الأسلحة المستخدة في هذا الصراع الشيطاني، ولا غرابة في ذلك لأن تفاصيل الحرب قد اخترقت أسماعمهم ومنازلهم وشوراعهم ومدارسهم ومخابزهم بفعل علميات القصف المستمر على الآمنين.
أما الأطفال في المخيمات فقد صاروا نهباً للمآسي بدءاً من حرمانهم من الجنسية حيث تؤكد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، أن الحرب قد أجبرت كُلاً من سورية والعراق إلى نزوح الملايين منهما إلى بلدان كتركيا ولبنان والأردن، وولد عشرات الآلاف من الأطفال في المنفى حيث تعمل المفوضية مع حكومات البلدان المستقبلة للاجئين على إعطاء الأولوية لتسجيل المواليد، ولكن مع ذلك بقيت هذه المشكلة من أكثر الأمور التي يعاني منها اللاجئين في كل من سورية والعراق.
ويعاني أطفال اللجوء من كل أشكال العبودية والحرمان الأبوي والاستغلال الجسدي…وغيرها من المآسي. ولاشك أن هذه المآسي تحتاج بسرعة إلى حملة أممية لجمع التبرعات لجمع أطفال اللجوء وخضوعهم للعلاج النفسي من آثار هذه الحرب الشيطانية، وإعادة احتوائهم فكرياً بعمل غسيل دماغ موازي لفكر التشدد والظلم الذي شربوه على أيدي التتنظيمات الإرهابية.
وعلى مؤسسات المجتمع المدني الإسراع بالقيام بدورها في إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال للحياة الاجتماعية السوية، أما مجتمع رجال الأعمال الشرفاء بالعالم يمكنهم الإسراع بتدبير تبرعات مادية كبيرة لإعادة أطفال سوريا والعراق إلى موطنهم وإقامة مراكز تأهيل نفسي وتعليمي جديد يؤهل هؤلاء الصغار مجدداً للحياة الآمنة، وإنشاء مراكز للتأهيل الحرفي الذي يمكن أن وفر لهم في المستقبل دخلاً.
– بإفتتاح تطبيق قناة سارة للأطفال وهي خطوة جيدة لمساعدتهم وتنمية قدراتهم العقلية و الفنية من كان صاحب الفكرة ومن قام بمساعدتك و الهدف المرجو من التطبيق ؟
الحقيقة إنني خضت تجارب عديدة في فن مخاطبة الأطفال عبر القصص الأدبية والمسرحيات والكتب التعليمية وغيرها، ولكن ونحن نعيش في عصر الفضاء المفتوح، وتعامل الطفل الصغير مع الجوال والآيباد والفيس بوك وتويتر، جعل هناك حاجة ملحة في مخاطبة الطفل بما يفهم من وسائل عصره، بينما ينفتح الطفل اليوم علي مقاطع فيديو اليوتيوب لا تناسب سنه ولا احتياجاته المعرفية الترفيهة.
من هنا جاءت فكرة توظيف تكنولوجيا العصر في مجال أدب الطفل وتنويره عبر تطبيق قناة سارة للأطفال بهدف توفير محتوى رقمي مناسب للصغار وأكثر أماناً بالتعاون مع احدى الشركات الخاصة ويحتوي التطبيق على مجموعة كبيرة من الفيديوهات التعليمية للأطفال وبرامج الرسوم المتحركة والموسيقى ومواد تعليمية عن الحيوانات.
- بما أنك عضو في عدة جمعيات مدنية هل لديكم فكرة بمشروع إنساني في سوريا أو كوردستان سوريا؟
بالحقيقة إنني أساهم تطوعياً في عدة جمعيات و لم أنتمي لأي منهم و لكن المشاريع التي أتمنى تحقيقها في سوريا وكوردستان سوريا هي مركز لإعادة تاهيل الأطفال نفسياً و معنوياً إلى جانب تعليمهم و تثقيفهم كسلاح يواجهون به المستقبل .
فصاحب العلم و الثقافة لا يمكن أن ينجرف بتيارات ضبابية لكي نحمي هؤلاء الأطفال يجب أن نفكر أولاً بأساسيات الحياة و العيش وكل في مجاله:
أولاً: البيئة المعيشية الصالحة:
لأن ما يمكن أن نبنيه في المدارس للحفاظ عليه يجب أن يكون الطفل في بيئة سليمة و صالحة للعيش الكريم .
أول خطوة بناء مساكن ومن ثم المدارس بالتوازي مع تأمين مصادر دخل لآباء هؤلاء الأطفال عن طريق مصانع أو حرف يدوية وماشابه.
– هل فكرتي بكتابة رواية تروين فيها مأساة الطفل السوري و الكوردي الذي ضاق من بطش قوى الظلام و الإرهاب “داعش”؟
كتبت فعلياً قصص قصيرة جداً تناولت جزئية النازحين سواء من سوريا أو العراق أو الكورد و يتم حالياً انتظار دورها في النشر مع دار المعارف المصرية وخلال مقالاتي تناولت الكثير عن هذه القضايا بشكل تفصيلي و ربما لاحقاً أحول كل ما استجمعت من معلومات و مشاعر اتجاه هذه القضية لاصيغها في رواية تحكي للعالم معاناة شعب تكالبت عليه الأمم .
وفي نهاية الحوار شكرت الكاتبة سارة موقعنا الموقر بقولها ” شكراً لاستضافتكم لي سعدت جداً بهذه المقابلة الجميلة التي تعبر عن رأيي الشخصي بعيداً عن رأي أي شخص آخر فأنا أمثل نفسي رغم إني انتمي لعائلة الكثير منها هم من الشخصيات العامة, إلا أنني ككاتبة و مفكرة لي حرية الرأي و الأختيار.
حاورها : فرهاد شيخو
إعلام ENKS – كوردستان
التعليقات مغلقة.