نافع بيرو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا , وكان له مع مراسلنا هذا الحوار:
– كيف تقييم دور المجلس الوطني الكوردي في كوردستان سوريا ؟
المجلس الوطني الكوردي له مكانته السياسية كوردياً ودولياً وعلى مستوى المعارضة يعد من أكثر القوى الفاعلة والمنظمة بخلاف بقية قوى المعارضة ويمتلك حاضنة جماهيرية على امتداد جغرافية كوردستان سوريا.
واستطاع المجلس المشاركة في كافة المؤتمرات التي تخص الشأن السوري ولجنة علاقاته الخارجية لعبت دوراً مميزاً في ايصال قضيته إلى الرأي العام العالمي وتواصلت مع الكثير من عواصم العالم ( باريس.فيينا .برلين.بروكسل.لندن .) وشارك في كل مؤتمرات جنيف وتمت دعوته إلى استانه..
حالياً ليس فقط المجلس الوطني وإنما عموم المعارضة السورية تعاني وذلك بعد التغيير الذي حدث في مواقف الدول الداعمة لها وخاصة أن هذه الدول بدأت تتنصل من التزامتها وأصبحت تبحث عن صيغ جديدة للحل ولم يعد اسقاط نظام بشار من أولوياته كما كان في بداية الثورة ولعل التدخل الروسي المباشر كان السبب الأساسي في التغيير الذي حصل إضافة إلى عدم وضوح الاستراتيجية الأمريكية حتى الأن ومدى تقاطع المصالح الأمريكية الروسية وهذا ما دفع إلى أن تقوم أكبر دولتين داعمتين للمعارضة ( تركيا والسعودية) بإعادة النظر في مواقفها وبالتالي البحث عن بديل معارض يلبي الحد الأدنى من التوافق بين هذه الدول .
– ما هي سقف متطلبات المجلس الوطني الكوردي لدى الائتلاف ؟
قرار انضمام المجلس الوطني الكوردي إلى الائتلاف كان سياسياً بالدرجة الأولى ولم يكن نتيجة تطابق في الرؤية لمستقبل سوريا ما بعد النظام . وكان يعلم أن هناك شخصيات في الائتلاف شاركت في جرائم النظام ضد الكورد و ستحذو حذوه في عدم تقبل حقوقهم. وكان الائتلاف حينها المعارضة الوحيدة التي يعتمد عليها العالم في اسقاط النظام واحداث البديل الديمقراطي. ورغم أن الوثيقة الموقعة معه لاتنسجم والحد الأدنى من مطالب الكورد إلا أنها تبقى اعتراف بحقوقه القومية رغم أن الائتلاف لم يعمل بفحوى الوثيقة مطلقاً لا قبل ولا بعد توقيعها . ونتيجة هذه المواقف إلى جانب الترتيبات الدولية الجديدة بخصوص الوضع السوري العام وما أل إليه وضع الائتلاف وبروز دور منصتي موسكو والقاهرة كل ذلك يجعل المجلس الوطني أمام استحقاقات جديدة وعليه إعادة ترتيب أوراقه وتحديد خيارته وفق متطلبات المرحلة والسياسة التي تنتهجها الدول صاحبة القرار في الشأن السوري.
– هل استطاع الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا أن يكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه الشعب الكوردي والقضية الكوردية في كردستان سوريا؟
يملك الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا أكبر حاضنة جماهيرية وتنظيمية في كوردستان سوريا ويبقى رغم ما تعرض له من إرهاب منظم من قبل الـ ب ي د القوة الرئيسية التي يعول عليها في تثبيت استحقاقات المرحلة المقبلة كونه إلى جانب بقية أحزاب المجلس الوطني الكوردي حامل المشروع القومي الكوردي ولديه قوات عسكرية انتصرت في كافة المعارك التي خاضتها ضد إرهاب داعش وهذا ما دفع أعداء الكورد إلى محاربته بكل وسائل الاضطهاد وصل إلى درجة اغتيال قياداته ونفيهم وسجنهم محاولين الحد من نفوذه مستغلين عدم رغبته في الدخول في اقتتال كوردي كوردي والمجازفة بهذه الفرصة التاريخية.
– برأيك الشخصي ما مصير عفرين في المستقبل السوري ؟
موقع عفرين الجغرافي يجعل من الصعوبة بمكان أن يستطيع أي كيان كوردي من الاستمرارية بدونه، ليس فقط بالنسبة لكوردستان سوريا وإنما أيضاً لبيقية أجزاء كوردستان الملحقة بالدول الغاصبة ومن هذا المنطلق يحاول أعداء الكورد فصل عفرين على غرار محاولاتهم في كركوك لا مجال للمساومة على عفرين ولكن يبقى ذلك مرهوناً إلى حد بعيد بالتفاهمات الأمريكية الروسية وتوزيع مناطق النفوذ خلال الفترة القادمة ، فالوضع في غرب الفرات يختلف عن شرقه في الوقت الحالي ونعتقد أن المصالح الأمريكية تقتضي أن يكون الإقليم الكوردي المرتقب كياناً واحداً.
– ما هي رؤيتكم بشأن الاستفتاء وهل سوف ينتهي الأمر بالاستقلال ؟
في الوقت الذي نقدر أهمية مواقف دول العالم و خاصة أمريكا و دول الاتحاد الأوروبي و تركيا في الاستفتاء و الاستقلال ، نعي تماماً أنها تبني مواقفها وفق مصالحها ، وهي لم تصرح علانية بأنها ضد الفكرة بقدر تحفظها على التوقيت الذي من شأنه أن يشتت القوة في محاربة الإرهاب (حسب تقديراتها) . وهنا نعتقد بأن انجاز الاستفتاء و الاستقلال سيزيد من الروح المعنوية لدى الكورد و محاربتهم للإرهاب بشكل أكبر من السابق ونعتقد جازمين أن هذه الدول ستدعم بقوة الاستقلال الذي سيليه الاستفتاء فيما بعد عندما تدرك هذه الحقيقة وأن كوردستان قادرة على حماية مصالحها مستقبلاً, فكوردستان العراق تعيش منذ ٢٥ سنة ككيان شبه مستقل واثبت الكورد دورهُم في استقرار المنطقة و حاربوا الإرهاب نيابة عن العالم .
جميعنا يتذكر عندما اعلنت كوردستان الفيدرالية عام ٢٠٠٣ وقبلها مطالبتهم بالحكم الذاتي وموقف الكثير من الدول الرافضة ،إلا أن شعب كوردستان تمكن من فرض إرادته وأصبح الإقليم الكوردي يتلقى الدعم من مختلف دول العالم الحر.
واليوم يقيم الإقليم أفضل العلاقات مع هذه الدول وكون معهم علاقات سياسة ودبلوماسية واقتصادية قوية.
وأصبح الكورد رقماً صعباً في المعادلة الدولية ونحن واثقون من أن العالم سيتفهم رغبتهم .
حاوره : زيوار الاحمد
إعلام ENKS تركيا
التعليقات مغلقة.