عبد الباقي يوسف عضو اللجنة السياسية في حزب اليكيتي الكوردي في سوريا في لقاء حصري مع موقعنا :
في البداية نرحب بالأستاذ عبدالباقي يوسف بافي آشتي :
– استاذنا حبذا لمحة عن حياتك بشكل مفصل ، عملك السياسي و الثقافي و تواريخ الاعتقالات؟
في البداية انتسبت للحركة الوطنية الكوردية التيار اليساري في أواخر الستينات 1969 و تدرجت بالمناصب الحزبية و في عام 1987 دخلت في عضوية المكتب السياسي في حزب الاتحاد الشعبي الكوردي في ذلك الحين و عام 1992 كنت واحد من وفد الاتحاد الشعبي في مفاوضات تأسيس حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي1992 و التي تمخض بعام 1993 بمؤتمره التوحيدي حيث توحدت فيه ثلاثة فصائل كوردية و كانت نواة تأسيس حزب يكيتي الكوردي في سوريا فيما بعد .
شغلت منصب سكرتير حزب يكيتي بين أعوام 2000 وبداية عام 2004 ، والآن عضو في المكتب السياسي للحزب .
خلال نضالي السياسي تعرضت للإعتقال وأنا طالب في المرحلة الجامعية 1974 و بعد الإعتقال تم فصلي عن الدراسة، واتجهت للعمل في شركة نفط رميلان، و خلال أقل من أربعة أشهر من العمل تم فصلي مع عدد من الآخرين بحجة “خطر على أمن الدولة”.
بعدها ذهبت للعمل في شركة نقل النفط الخام والتي مركزها كانت مدينة حمص، عملت هناك لأكثر من شهرين مرة أخرى فصلوني عن العمل، بعدها قصدت أوربا لإكمال التحصيل العلمي عام 1975. عدتُ إلى الوطن حاملًا درجة الإجازة في هندسة الأتصالات الاسلكية عام 1981 . و بعد عودتي من الدراسة من أوربا عملت لدى وزارة الكهرباء مديرية كهرباء القامشلي عملت هناك أكثر من سنة وبينما كنت في الخدمة الإلزامية ( الخدمة العسكرية) تم فصلي مجدداً عن العمل.
خلال حياتي و ممارسة العمل و المهنة تعرضت كثيراً للفصل و النقل الإجباري خاصة في فترة تعييني من قبل رئاسة الوزاء لصالح التدريس في المعاهد و الثانويات الصناعية في محافظة الحسكة .
أعتقلت مرة أخرى أثناء النضال الذي قامت بها القيادة المشتركة عام 1992 وذلك بتوزيع بيان ملصق بمناسبة الذكرى الثلاثين لسحب الجنسية من الكورد تعرض مئات من رفاق و أعضاء الأحزاب الثلاث للإعتقالات و كنت واحداً من بينهم وحُكم عليّ بسنتين سجن (بين أواخر1992 و أواخر 1994) من قبل محكمة أمن الدولة العليا.
– كُثر الحديث في الشارع الكوردي عن النتائج السياسية التي حققها المجلس إلى الآن ما رأيك؟
لا أعلم ما هي تلك النتائج السياسية التي حققها المجلس الوطني الكوردي…!! بتصوري المجلس الوطني الكوردي عندما تأسس كان خطوة ايجابية خاصة وإن المجلس منذ التأسيس حسم موقفة مع إنتفاضة الشعب السوري ضد النظام الدكتاتوري ، وتبنى مجموعة من الشعارات مثل تغير النظام وبناء سوريا جديدة على أساس اللامركزية السياسية، نظام ديمقراطي يتساوى فيه جميع المكونات السورية المختلفة، ويضمن فيه حقوق الإنسان، وتبنى الفدرالية كحل لقضية الشعب الكوردي في سوريا .
كان للمجلس الوطني الكوردي دور فعال لحشد الجماهير في المظاهرات السلمية ضد النظام، ولم يفرط بحقوق الشعب الكوردي في حواراته مع المجلس الوطني السوري، وفيما بعد مع ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السياسية السورية، وأكد في اتفاقه مع الإئتلاف الوطني أن تصبح هوية الدولة سورية هوية جامعة، وليس هوية مكون معين، وأصر على حل قضية الشعب الكوردي في سوريا بموجب القوانين و الأعراف المتبنية من قبل الأمم المتحدة ، كان اتفاقاً معقولاً في ذلك الحين , لكن بعد دخول المجلس الوطني الكوردي في إطار الائتلاف الوطني السوري ، لم يستمر المجلس على مواقفه ويقوم بدوره إن كان من خلال مكاتب الإئتلاف أو من خلال الحكومة الإنتقالية التي تشكلت، أو في تحديد حصة للمجلس من المساعدات التي كانت تأتي لللإئتلاف بما يتناسب مع نسبة تمثيل المجلس فيها، وصرف مساعدات إلى العائلات المحتاجة في المنطقة الكوردية، حتى لا تضطر إلى الهجرة نحوى الخارج.
لا أود أن ادخل في تفاصيل أخرى، لكن و بتصوري المجلس تراجع عن الدفاع عن القضايا السورية الوطنية، وخاصة الدفاع عن حقوق الشعب الكوردي أبتداءاً من اجتماع رياض 1 .ورقة المبادئ التي تبنت في الرياض! ومن ثم صدقت في مؤتمر لندن كانت مخزية ، المجلس الوطن الكوردي لم يبدي الموقف الصحيح بشكل جيد و من ثم حوارات جنيف 3 ففي حوارات جنيف ورغم أن المجلس جمع أكثر من نصف مليون توقيع من الكورد يطالبون فيه بنظام فدرالي للمناطق الكوردية شاهدنا تراجعاً مخزياً لممثلي المجلس في المفاوضات تلك كما أن رئاسة المجلس ولجنة العلاقات الخارجية مجتمعة يتحملون مسؤولية التخلي عن حقوق الشعب الكوردي، والتراجع عن اللامركزية السياسة والقبول بـ اللامركزية الإدارية فهنا تراجع المجلس على مستويين , اولاً: على المستوى الوطني السوري، وثانياً: على المستوى القومي الكوردي.
ففي ورقة المبادئ الرئيسية لا يوجد ما يؤشر إلى حقوق الشعب الكوردي وبهذا الخصوص هناك دراسة قانونية و لغوية نشرها المحامي عبدالله الإمام استخلص فيها خلو تلك الوثيقة من ما يشير إلى الحقوق القومية للشعب الكوردي، واختصر على حقوق المواطنة، ورغم كل ذلك قبلها ما يسمى بمكتب متابعة جنيف للمجلس الوطني الكوردي .
مؤخراً مكتب متابعة جنيف اجتمع في هوليرعلى ضوء اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السعودي مع الهيئة التفاوضية برئاسة حجاب وطالبهم بضرورة مراجعة ورقة المبادئ على ضوء المتغيرات الجديدة .
و تشكيل وفد جديد يتشكل من الهيئة العليا للمفاوضات و منصتي موسكو والرياض و شدد على ضرورة مشاركة المكونات السورية كافة.
وفي هذا السياق وعندما بدأت الاجتماعات مؤخراً في الرياض شاهدنا بأن ممثل المجلس الوطني الكوردي لم يذهب إلى تلك الإجتماعات رغم اهميتها من جهة صياغة ورقة مبادىء جديدة ومن جهة أن يصبح المجلس الوطني الكوردي كيان مستقل، ونداً للكيانات الأخرى، لا أن يبقى تمثيله من خلال الائتلاف الوطني والذي هو جزء من تجمع أوسع. أي شيء يميز منصة موسكو أو منصة القاهرة أو هيئة المفاوضات عن المجلس الوطني الكوردي الذي يمثل كيان قومي ثاني مكون في سوريا.
– البيان الصادر عن اجتماع ما يسمى مكتب متابعة جنيف ماذا حقق؟
البيان الذي اصدره مكتب متابعة جنيف بإعتقادي موقفهم الأحق وعدم حضور ممثلهم للأجتماع الذي ذكرناه سابقاً، قد ألغى ذلك البيان. فبحسب ما جاء في البيان بأنهم سيحاولون بأن يكون للمجلس الوطني كيان مستقل في الحوارات و سوف يعملون من أجل إدخال حقوق الشعب الكوردي في ورقة المبادئ , لكن عدم الحضور لممثل المجلس و عدم اتخاذ المجلس أي موقف تجاه ممثله وعدم أرسال ممثل أخر بديل منه مما يعني بأن المجلس غير جاد في بيانه ذاك و لا يعد أكثر من ذرة رماد في أعين الكورد .
– ما هي النواقص و كيف ينبغي على مكتب العلاقات التابع للمجلس فعله قبل فوات الأوان؟
نواقص كثيرة ولا يمكن تعدادها حالياً ، المجلس أو الذين قد نصبوا أنفسهم على قرار المجلس بتصوري لا يستطيعون القيام بأي مراجعة و اتخاذ أي موقف يعيد إلى المجلس دوره و يحقق بعض طموحات الشعب الكوردي.
الأولى على المجلس أن يعقد مؤتمره وخصوصاً قد مضى عليه أكثر من سنة و نصف لذلك من المفترض أن يعقدوا مؤتمرهم بأسرع وقت , و يعيدوا النظر بكل هذه القضايا و يتخذوا قيادة جديدة، و ممثلي جدد في جميع المؤسسات إن كانت ضمن المعارضة السورية أو الوفود المفاوضة و في إدارة و رئاسة المجلس الوطني
القائمون حالياًعلى القرار الكوردي لا يستطيعون القيام بمهامهم، مكتب جنيف نصبت نفسها بديلاً عن المجلس ويتجاوز بإستمرار قرارات الأمانة العامة للمجلس الوطني، وهذا يخالف دستور المجلس بحد ذاته .
-المجلس قام مؤخراً بالتظاهر في وسط قامشلو في ظل الإرهاب و سياسة كم الأفواه من قبل pyd ما هو تعليقك السياسي ؟
من الواضح بأن الــ ب ي د حزب شمولي و الحزب الشمولي لا يستطيع الشراكة مع الأخرين لا بل يخاف من الشراكة و بالتالي هناك مصاعب كثيرة لترتيب البيت الكوردي فمنذ اتفاقية هولير 1 و المجلس الكوردي حاول دائماً ترتيب البيت الكوردي، ولكن الــ ب ي د لم يلتزم بتلك الإتفاقيات، فهو يرى بأن الشراكة السياسية قد يضعف موقفه، على العكس ترتيب البيت الكوردي يقوي الجميع، وهو ضروري للتعامل مع القوى الدولية الفاعلة، و لكسب موقفهم لصالح القضية الكوردية . ب ي د يخطأ كثيراً و ممارساتها الأخيرة لقمع المجلس الوطني الكوردي واعتقال قيادات و كوادره و الإعلامين, ومن ثم أغلاق مكاتب المجلس الوطني الكوردي والاحزاب المنضوية فيه، يدل على عقلية هذا الحزب و خوفه من الاخرين.
من حق المجلس التظاهروفضح سياسات وممارسات الــ ب ي د وهو ضروري، لكن باعتقادي هذا وحده لا يكفي , المجلس يجب ألا يختصر نضاله فقط للمظاهرات ضد ممارسات الــ ب ي د , من المفروض أن يبتكر أساليب جديدة للنضال, تنازلات المجلس الوطني الكوردي في مفاوضات جنيف دخل لمصلحة الــ ب ي د فقد قلل من ثقة المجلس في الشارع الكوردي.
مظاهرات المجلس يجب أن لايختصر فقط على فضح تلك الممارسات التي ذكرناه، بل يجب أن تقام أيضاً في المطالبة بأدراج حقوق الشعب الكوردي في الحوارات الحالية و خاصة أنه سيكون هناك اجتماع مهم في 15\10 في السعودية وقبل هذه الفترة يجب أن تدرج القضية الكوردية على جدول أعمال الحوارات بين الوفود المفاوضة و العمل على أن يكون للمجلس الوطني الكوردي كيان مستقل، كيان ند للهيئة العليا للمفاوضة، وند لمنصتي موسكو و القاهرة لذلك لا يجب أن تقتصر نضالات ومظاهرات المجلس الكوردي على المطالبة بالأفراج عن المعتقلين، و كأنه أصبح نضال المجلس المطالبة بأفراج السجناء وفتح المكاتب وهذا تكتيك من قبل الــ ب ي د نجح في إلهاء المجلس الوطني الكوردي عن أهدافه الحقيقية.
– ما هي التنازلات التي قام بها المجلس لقبول الشراكة مع تف دم وهل تراها تصب في مصلحة الحركة الكوردية في ظل أن الطرف الثاني يبالغ بكم الأفواه و يصاعد من همجية الاعتقالات ولاسيما محاولة احراق المقرات الحزبية قبل عدة أيام في قامشلو ؟
بتصوري أي تنازل المفروض أن يكون من قبل تف دم وليس من قبل المجلس الوطني الكوردي.
المجلس الوطني الكوردي قدم تنازلات سخية من أجل ترتيب البيت الكوردي لكن ب ي د ومجلس غرب كوردستان في ذلك الحين لم ينفذوا تلك البنود ، واليوم ب ي د هو المعني بتقديم التنازلات لأنه هو الذي يحكم المنطقة هذا من ناحية . من ناحية أخرى هو محتاج لتقديم التنازلات ليرضي القوى الدولية إذا ما أراد أن يقوي تحالفه معها ويتخلى عن النظام الإيراني والسوري،
كما ويجب الا تتغرر بأن أمريكا تتعامل معه وتقدم له السلاح , أن الغرور غالباً ما يكون نهايتة كارثية , ترتيب البيت الكوردي مهم لها لتطمين القوى الدولية المعنية بأن الشارع الكوردي متماسك وهذا سيقلل من تأثير ودور تركيا وايران في محاربتهم للقضية الكوردية، إن هذه الدول تستغل بأن الشارع الكوردي مشتت، وغير متفقين مع توجيهات ب ي د التي تعتبر بنظرهم جزء من قنديل فمجرد التفاهم مع المجلس سيحبط الكثير من هذه السياسات المعادية للمسألة الكوردية في سوريا وحتى لموضوع الديمقراطية في سوريا لأن هذه الدول لا يريدون أن تصبح سوريا دولة ديمقراطية تحترم فيها حقوق مكوناتها.
حاوره : آراس شيخو-فرهاد شيخو
إعلام ENKS أوربا
التعليقات مغلقة.