الشاعر و الأديب و الباحث الفلكلوري “صالح حيدو “من مواليد مدينة عامودا 1956 يسكن في مدينة الحسكة ، “حيدو” كرس جل حياته و أهتمامه للتراث و الفلكلور الكوردي ليبدع فيه أروع إبداع حيث القصة و الأمثال الشعبية و الشعر والأغاني ليغدو كالنبع فيضاً بتدوين كل شيء عن التراث الكوردي.
كتبت لوحة عنه في السليمانية ولقبوه بـ “كبير الفلكلور” بدعوة من قبل زوجة الرئيس العراقي السابق و سكرتير حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني “جلال الطالباني”.
له العديد من الكتب و الأشعار و الفيديوهات التي ستبقى شاهدة على مدى حبه وولعه بالتراث الكوردي .
وكان لمراسلنا هذا اللقاء معه :
أستاذ صالح هل لك أن تشرح لنا سبب تراجع الفلكلور الكوردي و مدى تأثير هذا التراجع على التراث الكوردي و الشعب الكوردي ؟
الفلكلور هو تاريخ الشعب الغير مكتوب لذلك إعادة شمله و توزيعه مهم جداً , ولهذا السبب أعداء القضية منذ مئات السنين قاموا بمنعها و حظرها ولم يتركوا للفرق الفلكلورية أن تبوح بحريتها ولم يسمحوا بطباعة الكتب الفلكلورية ولم يسمحوا بالأغنية الكوردية تغني في الأعراس و الحفلات , و النشيد القومي و الرسمي كان ممنوع من الغناء وحتى اللبس الكوردي و الفلكلوري كان ممنوعاً .
وفي ذلك الوقت لم نكن نملك وسائل الإعلام كالراديو و التلفاز و الصحف وجميعها كانت محظورة وممنوعة , لذلك هذه الإجراءات كانت كالظلام على التراث و الفلكلور الكوردي .
ورغم أن العدو حاول بشتى الأنواع لابتعادنا عن تراثنا وقوميتنا وذلك بكثرة إعلامهم وصحفهم إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك فمقاومة شعبنا كانت أقوى .
واليوم نرى أن وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المطبوعة قد أُنشأت بين المجتمع الكوردي لذا يجب علينا الاهتمام بها وأنشاء الكثير من المراكز الثقافية و الفلكلورية و مساعدتها .
أستاذ حيدو من معوقات الفلكلور الكوردي هي الأنظمة السياسية التي كانت تتحكم في كوردستان كيف يمكن إعادة الروح إلى مجتمعنا الكوردي و حثّهم على الإهتمام بالفلكلور الكوردي ؟
هذه الأنظمة في الحقيقة لم يقتصر ضررها على الفلكلور الكوردي بل أيضاً أضرّت باللغة الكوردية و التاريخ الكوردي و الوجود الكوردي .
عندما نحاول إعادة الروح إلى إجتماعاتنا ومجتمعنا مثل قبل ،وتطوير فلكلورنا و لغتنا و ثقافتنا يجب علينا افتتاح مراكز كبيرة و يجب على المراكز الاستمرار في عملها و نضالها لفترة طويلة.
الفلكلوريون و المفكرون و الفنانون و الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال يجب دعمهم و تلبية متطلباتهم و تخصيص ميزانية لعملهم .
كما يلزم وجود كوادر يتجولون بين الشعب وتشجيعه و يقوموا بإجراء ندوات و يتحدثون عنها في التلفاز و إنشاء كتب وثائقية وتخصيص حصص لتدريسه في المدارس و الجامعات مثل المراكز التعليمية في الدول الأوربية لأنه برؤيتي للمدارس الأوربية المتقدمة تُدرّس حصة للفلكلور فيها .لذلك يتوجب أن تكون هذه الثقافة موجودة بين شعبنا . ويتوجب على الحكومات الكوردية ومؤسساتها مساندة الفلكلور و دعمه و تخصيص ميزانية له وتأمين متطلبات الذين يسهرون على تقدمه و جعله جزء من الثقافة و النضال الكوردي .
نلاحظ بعض الفنانين الكورد يحاولون دمج الموسيقى الأجنبية كالرّاب و الهوب إلى الاغنية و الموسيقا الكوردية برأيك ما مدى تأثير ذلك على الأغنية الكوردية ؟
كما ذكرت ، هذا بالأصل ليس عائداً لنا ، وليس لنا فيه شيء وليس من ثقافتنا و روحنا و لغتنا و له تأثير سلبي على الفلكلور الكوردي لأنه عندما نستمع لها لا نرى فيها الثقافة الكوردية و الأداء الكوردي و الروح الكوردي لذلك يعتبر هذا غزوٌ جاءنا من الغرب ,ومن يقوم بهذا العمل بقناعتي الشخصية اعتبره عمل غير صحيح و ضد قواعد الفلكلور الكوردي .
أستاذ حيدو كشاعر وكاتب كوردي كيف تنظر إلى الاستفتاء الذي دعا إليه إقليم كوردستان ؟
بالتأكيد الاستفتاء في العالم أجمع هو حقّ جميع الشعوب وحق أيّ قومية وأيّ مكون على وجه الأرض .
أيّ شعبٍ عندما يوحّدون صوتهم ويدلون به لأجل حريتهم و استقلالهم و قدرهم وهذا حقهم و لا أحد يستطيع الوقوف في وجههم.
ونحن جميعاً مع الاستفتاء و مع استقلال كوردستان .
أنَّ التراث الكوردي لا ينظر إلى المرأة نظرة دونيّة ولا يفرّق بينها وبين الرجل ، لماذا يحاول بعض الرّجال منع المرأة المشاركة مع الرّجل في جميع مجالات الحياة ؟
بالنسبة لنظرتي و النّظرة التي قمت عليها – يقولون المرأة نصف المجتمع – أقول المرأة هي المجتمع بأكمله لانها نصف المجتمع وتربي النّصف الآخر إذاً فهي المجتمع بأكمله.
اللغة العادات التقاليد التّعليم الإقتصاد جميعا ترجع إليها و الرّجل غريب .
عندما لا تشارك المرأة في ثقافتنا و لغتنا و فلكلورنا فسيصاب المجتمع بالشلل .
فالرّجل الّذي يحاول إعادة نضال المرأة للوراء فهو يكون بذلك بعيد عن الحضارة والواقع الذي نعيشه اليوم , فالرّجل و المرأة يكملان بعضهما البعض.
و المجتمع الذي يحاول إغلاق الطريق أمام المرأة فهو يغلق الطريق أمام الحياة بدون شك .
أنا مع اولئك الذين يساندون المرأة و يحاولون تقدمها .وبما أن الرّجل و المرأة يكملان بعضهما فكذلك الفلكلور لا يصح بدونها و العادات و التقاليد و الوطن لا يصح بدنها .
الشباب هم روح العصر ما هو تقييمك لثقافة الشاب و الشابة الكوردية و مدى إطلاعهم على الفلكلور الكوردي ؟
في الحقيقة الشباب روح العصر أوافقك في هذا ، لكن شبابنا و بناتنا ابتعدوا منذ زمن بعيد عن الثقافة الكوردية و الفلكلور الكلوردي لأنهم كانوا متأثرين بوسائل الإعلام العالمية و متأثرين بوسائل الإعلام التي تعادي الكورد لذلك تراهم بدون ثقافة و أهتمام بالفلكلور الكوردي .
شبابنا وبناتنا هم كورد ولكن يفتقدون إلى الروح الكوردية لأن الحياة الكوردية التي عشناها هم لم يعيشوها لأنهم جيل جديد جيل الفيسبوك و جيل الأنترنت و جيل التلفاز وجيل المسلسلات .
بقناعتي أرى أنه يجب على شبابنا و بناتنا اليوم الإهتمام و تعلم الفلكلور الكوردي والتمسك به .
حاوره : فرهاد شيخو
إعلام ENKS
التعليقات مغلقة.