أيام مثقلة بالهموم .. تمرببطئ مدحلة كل يوم , تترك خلفها الكائنات خرقا بالية . يحملها الهواء أحيانا فتعلق بحائط ترابي تتراقص عليه في مهب الريح .. صور يتدفق بعضها الى سلة المهملات كي يمنح الذاكرة مجالاً لإستيداع المزيد , مزيدُ لا يعرف الإنتهاء . بعض الصور عصية على المحو والغياب ملتصقة بجدران اوعية الذاكرة كغليسريد ثلاثي التركيب على جدران أوعية القلب . . كصورة بيكس متحاملا على يأسه متجها ً صوب إحدى الدوائر الملحقة بدائرة الأمن العسكري للحصول على فيزا العبور إلى نصيبين . بعد أن أمضى مع أولاده اسبوعا ضنك كصيام الفقراء .. كموائدهم الخاوية .. إلا ابتسامات أمل واظبت على ملئ صحون أطفاله بأحلامهم الملونة عن سكاكر العيد وثياب العيد .. بعد توفير ألف ليرة لدفع التسعيرة لعنصر الأمن مقابل استرجاع جواز السفر ممهورا بالموافقة . استيقط بيكس باكراُ قبل أطفاله النائمين , ارتدى ثيابه الرثة بهدوء وخرج ممتطياً دراجته الهوائية . عرج على السوق اشترى عدة أنواع من فاكهة نضرة . وقفل عائداً الى البيت . أفرغ الأكياس من محتوياتها وراح يصفف الفاكهة اليانعة بعناية في صندوق نظيف . حمل صندوقه وثبته في مؤخرة الدراجة . أطفاله الذين شاهدوه وشاهدوا الفاكهة التي لا يعرفون طعمها ظلوا صامتين .. ينتظرون أباهم عائدا , ومعه الفيزا .. ينامون ويرونه يبيع الشاي في أسواق نصيبين يشتري لهم ثياب العيد وسكاكره . يرونه وهو يشتري لهم فاكهة نضرة كتلك التي رآوها صامتين ..أربعون عاماتمر وتطول أحلام الفقراء …ومازال العيد ينتظر الفيزا.
السابق بوست
التعليقات مغلقة.