إستقبل السيد “مسعود البارزاني” رئيس إقليم كوردستان، أمس السبت 26/8/2017 في صلاح الدين، وزير خارجية فرنسيا “جان إيف لودريان” و وزيرة دفاع فرنسا “فلورنس بارلي” والوفد المرافق لهما.
في هذا اللقاء الذي حضره السيد “كوسرت رسول علي” نائب رئيس إقليم كوردستان وعدد من المسؤولين السياسيين والإداريين والعسكريين في الإقليم، أعرب وزير الخارجية الفرنسي عن سعادته لزيارة كوردستان، وشدَّد على ضرورة تطوير وإزدهار وإستمرار علاقات الصداقة بين شعبي فرنسا وكوردستان، وأكد الوزير بأن هذه العلاقات الودية بين الشعبين بقيت راسخة ولم تتغير حتى عندما تغيَّر رؤساء الجمهورية ورؤساء الحكومات في جمهورية فرنسا، ومازالت هذه العلاقة الثنائية متينة ومستمرة.
ومن جانبها أبدت وزيرة الدفاع الفرنسية تقديرها وإحترامها للدور البطولي والشجاع لقوات بيشمركة كوردستان في الحرب ضد الإرهاب، وأشارت إلى التهديدات الواضحة والصريحة والمستمرة للإرهاب على صعيد العالم، وبيّنت بأن إستقرار المنطقة يشكل لبلدها أهمية كبيرة، وأكدت على إستمرار الدعم الفرنسي الذي تقدمه لقوات البيشمركة، وأكدت أيضاً على بقاء القوات الفرنسية في التحالف الدولي للحرب ضد الإرهاب.
وفي محور آخر من هذا اللقاء قدّم وزير خارجية فرنسا الشكر لشعب كوردستان لإيوائه أعداداً هائلة من النازحين واللاجئين والمستضعفين، وأشاد بالطريقة الإنسانية التي يتعامل بها إقليم كوردستان مع ملف النازحين، وأكد على رغبة بلاده الملحة لعودة النازحين إلى ديارهم، وأكد أيضا بأن فرنسا ستبقى دائماً داعمة لكوردستان في أوقات السلم كما كانت دوما داعمة لها في أوقات الحرب .
وفي قسم آخر من حديثه قدّم وزير الخارجية الفرنسي للرئيس بارزاني شرحاً لموقف بلاده من عملية الإستفتاء في إقليم كوردستان، وأكد على ضرورة إستمرار الحوار بين الإقليم وبغداد للوصول إلى نتيجة ترضي الطرفين.
وبالمقابل ومن جانبه شكر الرئيس بارزاني شعب وحكومة فرنسا و وصف فرنسا بالصديق الكبير والعظيم لشعب كوردستان، وسلط الضوء على التهديدات التي يشكلها الإرهاب وعلى عملية تحرير الموصل ودور قوات البيشمركة في هذه العملية، وأكد سيادته على ضرورة العمل المتواصل والجاد في مرحلة ما بعد تحرير الموصل من أجل القضاء على العوامل التي أدت الى ظهور تنظيم القاعدة وداعش، وأن تكون الحرب ضد الإرهاب حربا فكرية وإقتصادية وإجتماعية وان لا تقتصر موجهة الإرهاب على الجانب العسكري فقط.
وأبدي الرئيس بارزاني قلقه على الوضع العام في مرحلة ما بعد تحرير الموصل، وإمكانية ظهور مشاكل جديدة بسبب عدم وجود خطة سياسية واضحة، في حين أن القيادة السياسية الكوردستانية شددت دوما على ضرورة وضع خطة سياسية قبل عملية تحرير الموصل .
وحول إعادة إعمار الموصل أكد الرئيس بارزاني بأن إعادة أعمار هذه المدينة هي مسألة تُعتبَر فوق إمكانيات الحكومة العراقية، وإن كورستان ستبقى دوما الملاذ الآمن للنازحين إلى أن يعودوا إلى مناطقهم.
وفيما يخص عملية الإستفتاء في كوردستان، أكد الرئيس بارزاني للوفد الضيف بمنتهى الصراحة بأنّ شعب كوردستان لن يتحمل تكرار التجارب الفاشلة، وما دمنا لم ننجح في تثبيت أسس ومبادئ الإتحاد الإختياري في العراق منذ حوالي مئة عام، وبما أن حكومة بغداد ماتزال تتجاوز على حقوق شعب كوردستان، فإنّ شعب كردستان سيسلك سبيل الإستفتاء وتقرير المصير، ويتمنى هذا الشعب أن يعيش في علاقة جيرة إيجابية جنبا إلى جنب مع بغداد، وأن يبني معها علاقات جوار جيدة .
وشدد سيادته على أن الإستفتاء هو حق ديمقراطي لشعب كوردستان، وإن هذا الشعب سيمارس هذا الحق بطريقة سلمية، وسيخطو نحو الإستقلال بعيدا عن العنف، وسيستمر في الحوار مع بغداد في مرحلتي ما قبل وبعد الإستفتاء، وطلب سيادته من فرنسا التي تعتبر رمزا لدعم الحريات في العالم، بأن تتفهم رغبة شعب كوردستان وآلام هذا الشعب الذي يعاني منها منذ مئة عام.
وفي ختام الإجتماع شدد الجانبان على ضرورة إستمرار علاقات الصداقة والتعاون والتنسيق بينهما.
التعليقات مغلقة.