البارزاني وثوابت السياسة الكوردستانية
سربست بامرني*
في الحديث الشامل والصريح للسيد مسعود بارزاني رئيس كوردستان مع صحيفة (عكاظ) السعودية الموقرة، حدد ثوابت السياسة الوطنية الكوردستانية في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها كوردستان وعموم منطقة الشرق الأوسط وهي:
كوردستانيا:
ـ لا تراجع عن قرار اجراء الاستفتاء الشعبي وممارسة شعب كوردستان لحقه المشروع في تقرير مصيره ومستقبله بنفسه في الوقت المحدد (25/9/2017) وان كل ما يقال خارج هذا السياق من قبل الاعلام المضاد والمأجور لا أساس له من الصحة، والمحاولات المشبوهة التي يقوم بها هذا الطرف المعادي او ذاك لعرقلة انجاز الاستفتاء لم ولن تؤثر في الموقف الوطني الكوردستاني.
ـ الحوار الداخلي الشفاف والصريح سيكون عنوان العلاقات الوطنية وباتجاه تعزيز وتقوية الصف الوطني إزاء القضايا المصيرية ولا تغييب او تجاهل لأي طرف كبيرا كان ام صغيرا.
عراقيا:
فشل الأنظمة الحاكمة المتعاقبة في إقامة دولة القانون والمواطنة والشراكة الحقيقية وخلاصة التجارب الطويلة المريرة لشعب كوردستان مع الحكومات العراقية على اختلاف مشاربها لاستحصال حقوقه القومية الديموقراطية المشروعة، وصل الى نهايته المحتومة التي تعني استحالة العيش المشترك في ظل الوحدة القسرية، وانه من الأفضل للجميع وحقنا للدماء ودرأ للمفاسد الناجمة عن الحرب والعنف ان (نكون جارين جيدين).
عربيا:
تأكيد واضح على ان العلاقات الوطيدة والممتازة مع العالم العربي مستمرة وأنها لن تتأثر بطبيعة العلاقة مع بغداد خاصة مع المملكة العربية السعودية ومصر والكويت والأردن ودول الخليج.
إقليميا:
الاستمرار بالنهج الواقعي والمتوازن في العلاقة مع دول الجوار على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام خصوصيتها ومصالحها وفتح الأبواب امام العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي المثمر والمشاريع الاستراتيجية المشتركة مع التمسك باستقلالية القرار الكوردستاني وتقديم العون اللازم لحل المشاكل بالطرق السلمية.
دوليا:
مواصلة التعاون الوثيق مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب العالمي وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بما يتفق ومصالح شعب كوردستان ودون قبول وصاية أي طرف او تدخله في الشأن الداخلي الكوردستاني.
هذا بالإضافة الى التأكيد على تفعيل الحياة البرلمانية ومواجهة الازمة الاقتصادية ومعالجة المشاكل الناجمة عنها وضمان التعايش الاخوي بين مكونات المجتمع الكوردستاني القومية والدينية وسلمية المسيرة الوطنية الكوردستانية نحو الحرية والاستقلال.
الثوابت أعلاه ستطبع المرحلة الحالية والمقبلة بطابعها الداعي الى الحوار والسلام والتعاون المثمر والعلاقات الإنسانية الطبيعية بين المجتمع الكوردستاني والمجتمعات الجارة على أساس احترام إرادة شعب كوردستان وحقوقه الديموقراطية المشروعة ومن المؤكد انها ستحوز على ثقة وقبول كل المؤمنين بحقوق الانسان وحرياته وكرامته.
التعليقات مغلقة.