حزب العمال الكوردستاني PKK
هل هو تنظيم حزبي شرعي ?
أم أنه مجرد تنظيم ميليشيوي مافيوي ؟
بقلم : جمال حمي
(حزب ) العمال الكوردستاني PKK ونقولها تجاوزاً ، لأنه بعيد كل البعد عن العمل الحزبي والتنظيمات الحزبية التقليدية الشرعية التي يعرفها الناس في كل أنحاء العالم ، فالأحزاب تملك بالضرورة برنامجاً سياسياً واضحاً ومعلناً ، ويكون هذا البرنامج مكتوبٌ ومقروءٌ ويمكن الوصول اليه عبر المواقع الإلكترونية التابعة لتلك الأحزاب أو من خلال مكاتبها ، وكذلك يكون لديها نظام داخلي مكتوب ومقروء ومعلن وفي متناول اليد ، أما تنظيم العمال الكوردستاني فهو لا يملك برنامجاً سياسياً وليس عنده نظام داخلي يحدد علاقة الأعضاء ببعضهم ، والتي هي عبارة عن مجموعة من القوانين الداخلية التي تتعلق بالاعضاء يلجؤون اليها حال نشوب خلاف أو نزاع .
لكن الأسئلة التي ينبغي أن يطرحها كل كوردي مؤيد لهذا التنظيم على نفسه ، ماهو البرنامج السياسي لهذا التنظيم ؟ وأين هو نظامه الداخلي ؟ وماهي أهداف هذا التنظيم ؟ وما هي ثوابته الوطنية والقومية ؟ وهل عنده قضية يدافع عنها ؟
بالطبع لن يجد أجوبة على تساؤلاته هذه ، فالغموض هو سيد الموقف هنا ، اذ أن هذا التنظيم لايملك مشروعاً واضحاً ، ولا توجد عنده قضية واضحة ومعلنة يدافع عنها ، ولا يملك رؤية حقيقية لمعالجة القضية الكوردية ، وشعاراته التي يرفعها اليوم يضعها غداً ويستبدلها بغيرها ، فهو أشبه بالحرباء التي تغير لونها بحسب مقتضيات المكان ، ويغير جلده كل حينٍ كالثعابين ، بل حتى العصابات والمافيات لديهم ثوابت ، أما هذا التنظيم فهو فريد من نوعه وعجيب !! ينبغي أن يضاف الى قائمة عجائب الدنيا السبع ، حتى تصبح ثمانية .
هو يحاول خداع الشعب الكوردي ، فيبرر تعامله مع هذه الأنظمة المارقة كإيران وسورية والعراق ، بأنها مجرد مصالح وتكتيك ، وربما تكون بالفعل هي مجرد مصالح وتكتيك ، لكن هل هي من أجل جلب المصلحة للشعب الكوردي ودفع المفسدة عنهم ، أم أنهم يتحدثون عن مصالح قيادات هذا التنظيم وعلى حساب مصالح الشعب الكوردي ، هذا هو السؤال المهم ؟
لو أخذنا الأمور بالعقل والمنطق ، فينبغي أن تنعكس هذه العلاقات مع ايران وسورية والعراق لمصلحة الشعب الكوردي ، وأن يستفيدوا بالمقابل من هذه الأنظمة ويتلقوا الدعم كي تكون تركيا هي ساحة صراعهم ( ونضالهم ؟ ) حتى يتوافق كلامهم مع أقوالهم ، اذ أنهم يزعمون بأن تركيا هي العدو الأكبر للشعب الكوردي ، لكن الوقائع على الأرض مختلفة تماماً ، فالجبهة التركية باردة جداً ، والساحة التركية ليست ضمن أهدافهم وأجنداتهم ، وكل صراعاتهم موجهه ضد الشعب الكوردي في سورية والعراق ، بينما تعيش الأنظمة الأربعة التي تحتل كوردستان الكبرى في أمانٍ واستقرار ، ولا تتلقى رصاصة واحدة من بنادق هذا التنظيم ، بل ان كل رصاصاتهم هي في خدمة هذه الأنظمة ، وموجهة الى صدور الشعب الكوردي !؟
اذاً ..
لايوجد عنده برنامج سياسي ولا نظام داخلي ، ولا توجد عنده قضية واضحة ولا ثوابت وطنية ، وقضية تحرير كوردستان وشعبها واقامة دولة كوردية ليست ضمن بنك أهدافهم ، وكل صراعاتهم هي ضد الداخل الكوردي ، وهم دائموا الصراع مع أبناء جلدتهم ، وفي وئامٍ مع أعداء الشعب الكوردي ، وكل ممارساتهم وشعاراتهم تصب في خدمة أعداء الكورد ، بل ان مواقفهم ضد حقوق الشعب الكوردي أقوى وأعلى صوتاً من أصوات أعداء الكورد ! لذلك لا يمكننا اعتباره ( حزب سياسي ) ولا يمكننا ادراجه ضمن لائحة الأحزاب والحركات الكوردية التحررية ، بل حتى نكون دقيقين أكثر ، يجب علينا تصنيفه كمنظمة ارهابية معادية للشعب الكوردي وأن يضاف الى قائمة أعداء الشعب الكوردي قولا واحداً .
التعليقات مغلقة.