المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الشاعر زنار عزام: لم أكن يوماُ بوقا للخليفة ولم أنشد الشعر للسلطان

163

 

ملفات عديدة يتناولها شاعر الحب والوطن، كما يطيب له التسمية، يسردها بقلمه الذي يفيض بما يجول في قلبه ‹الكبير›، من شريط الذكريات إلى الكتابات الأولى، ومحاولة إنصاف للكرد الإيزديين، ومحاطات أخرى يتنقل بينها مستعرضاً أيضاً آهاته وانتقاداته التي هي أمنيات تطمح لشيء من الانصاف.

الشاعر زنار عزام حصل ضيفنا على موقع إعلام المجلس الوطني الكوردي فكان له هذا الحديث الشيق.

  • طفولة

طفولتي مشوشة … محطة حياتي ذكريات صاخبة …أيامي قيثارة أوجاع يغلفها كبرياء معطر بالشموخ …أبحث عن الماضي، سنون توالت … تجاوزت فيها أبواب الطفولة … لم أكن شقيا او بليداً. أو غبيا أو كسولا …بل كثير الحركة، كثير اللعب، كثير التساؤل.

أحببت النظافة والسباحة والربيع والأزاهير والشجر والجراف والقرية والبيادر وكرهت البكاء وصراخ النسوة والشتائم والكذب والأحلام المرعبة وقرقعة الرعد.. عصبي المزاج أثور لأتفه الأسباب.

  • كتاباتي الأولى

كنت متفوقاً في مراحل الدراسة الاعدادية والثانوية والجامعة، أقرأ كثيراً وأكتب أفكارا … متمردا وجريئاً.. وبدايات كتاباتي كانت خربشات طفولية أثارت اهتمام الكثيرين حيث كتبت أول أقصوصة قصيرة ونشرتها في صحيفة لبنانية بعنوان ‹الأحلام المحطمة›، وأقصوصة ‹الأبطال لا يموتون›.. وكنت أحد أولئك الجرحى حيث تدور أحداث القصة أثناء حرب الاستنزاف مع الكيان الصهيوني في فترة الثمانينات، ونالت الأقصوصة جائزة أفضل قصة ولم أتوقع ذلك الانجاز في سوريا، وكانت باكورة كتاباتي ونقطة التحول في حياتي المبكرة إن صح التعبير.. تزوجت مبكرا ولا أدري ما هو الحب لكنني نفذت رغبة والدي.

  • شاعر الحب والوطن

هذا هو زنار عزم الذي أصبح فيما بعد وأقول بكل تواضع شاعراً للحب والوطن، وشاعر الأحزان كما كانوا يسمونه في الجامعة والجوائز التي حصلت عليها كانت تلك التي ذكرتها على الاقصوصة الابطال لا يموتون وبعدها حصلت على عدد من الجوائز في أوروبا حينما حملت حقيبة السفر ألوك الغربة في وطن بلا وطن وحصلت على جوائز التقدير من النمسا على قصيدتي شاحنة الموت ومن بريطانيا ومن ألمانيا وسويسرا ومن أربيل الاقليم الكوردستاني المحرر ومعظم الجوائز كانت عينية على القصائد التي ألقيتها في أغلب مهرجانات للشعر والثقافة والفن وفي مناسبات عديدة ..

  • أعرق حضارة

تجاوزت تجربتي الكتابية عقدين أو أكثر ولاسيما في مجال العمل القصصي وهو عمل أدبي مضن ومنهك.. وإنني بصدق عندما أكتب انقسم إلى شخصين كاتب وقارئ، وأضع نفسي في موقع القارئ وكاتب في الوقت نفسه إلى أن أشعر كقارئ أنه أعجبني وأصبح جاهزاً للنشر، ولا أكتم عليكم إنني منذ أمد بعيد شغفت بالبحث عن التاريخ وقراءة التاريخ ولاسيما عن الشعوب والأقوام والحضارات والأديان المختلفة ووقفت مشدوهاً عبر قراءاتي الكثيرة عن الايزيدية وماهية هذه العقيدة وأكثرت من التساؤل والاقتباس والبحث عن مصادر عديدة حول إثبات إن الايزيدية ينتمون لأولئك الاجداد العظام وهم أعرق حضارة منذ أربعة الاف عام… وأحسست بثقل الامانة في معرفة مكونات هذه الديانة .. وتعمدت أشرح للقارئ البدايات الأولى من تاريخ وأصل ونشأة الديانة الايزيدية وكان عنوان الكتاب ‹الايزديون والجذور الأولى› وتوقف الاصدار ربما كانت لأسباب مادية ليس إلا.

  • أعمالي

عندما نفكر بالألم لا نرى في الوجود إلا الدمعة والعذاب والهموم ونتناسى أن الألم قد يفجر بركانا أو يصنع نهارا أو يغير تاريخاً، كتبت مجموعة من المقالات والقصة والشعر وصدر لي عدة كتب عبر دور النشر في حمص ودمشق، كتاب رحلة الاحزان والغربة والضباب وشيرين والبركان والحب والحرب، وتعال لكي نحرق الغيوم وديوانين من الشعر بعنوان ‹من أنت يا شيرين› و‹أحلام المساء› وكنت أنشر في صحف محلية ولبنانية وإيلاف اللندنية.

  • الفن

تأثير الفن في المجتمع الكوردي واضح وللفن رسالة وتاريخ واشراقة ودور في توعية الجيل الكوردي ورسم معالم الحضارة ونقلها عبر الصوت والكلمة والصورة إلى عالم الابداع والتألق، وبيان معالم المجد والحضارة. وتصوير الواقع الفن ليس محصوراً في الغناء والرسم والرقص والطبل والمزمار والفلكلور والتراث، الفن رسلة ابداع مجتمعة للجيل الكوردي لغة وأصالة وتصوير الفن رسالة ابداع وأبجدية نور وتغريدة عطاء ومعزوفة مجد وهو ليس أقل أهمية من البندقية.

الجيل الكوردي بحاجة للفن والتوعية وبيان ذلك التراث والابداع الكوردي منذ ألف عام، الفن رسالة كما للبندقية رسالة وأهمية وضمن حقول ذلك الفن الادباء والشعراء.

  • اهمال المثقفين

إن المجتمع الكوردي يهمل المثقفين والشعراء الكورد، وفي وطني يخلد الفنان والشاعر حينما يرحل نحو السماء والقليل القليل منهم يخلد فقط في ذكر البعض من عطاءاته، وفي وطني معرض للاعتقال والاهمال والملاحقة وعدم الاهتمام ليس إلا.. والآن توفرت الفرصة لتخليده والاهتمام به ورغم ذلك ورغم الفضائيات الكوردية أجد التقصير والاهمال إن لم يكن مقصودا لكنه الاهمال بعينه..

كم أتمنى الاهتمام بذلك الشاعر والفنان والمثقف واعطاء الدور له لينقل رسالة الابداع إلى الجيل الكوردي البرعم عبر نافذه كل هذه الفضائيات التي تصدح بآلاف الاغاني دون الاهتمام بشاعر هنا أو كاتب هناك.. واعطاء المجال له وبكل اللغات ان ينشد للوطن ‹تغريدة› المجد عبر رياح الابداع والنصر والنجاح والحضارة..

كم يسعدني حينما أجد في اوروبا الفنان والشاعر والاديب والكاتب في درجة القداسة وفي وطني لا أرغب ان يكون في مرتبة القداسة بل في مرتبة الاهتمام ليس إلا.. وهناك العديد ولست في مجال ذكر الاسم..

  • كبت الحريات

تعرضت مرات عديدة للاعتقال وكانت قهوة الزقوم مستمرة في ملاحقتي ومتابعة كل حرف اكتبه.. ولم أكن يوما بوقا للخليفة ولم أنشد الشعر للسلطان.. لذلك كنت شوكة في عين الطغاة عبر قلم صغير أحمله وقلب كبير بين اضلاعي لايهاب السلطان..

مكتب إعلام ENKS  في تركيا – أورفا

حاورته: صديقة عثمان

التعليقات مغلقة.