تستمر معاناة السوريين تحت ضربات قصف طائرات النظام وأرهاب المجموعات المسلحة، وتستمر معها جولات المؤتمرات الدولية بين الأطراف المتصارعة، لا السوريون مهتمون بما يجري داخل هذه المؤتمرات لفقدان الثقة بها, هدفهم الوحيد البحث عن العيش الكريم، ولا الأطراف المتصارعة مهتمة بما يجري داخل سوريا لصراعهم على بسط النفوذ وفقدان الرحمة والإنسانية من قلوبهم، همهم الوحيد أصبح بسط النفوذ وجمع الأموال والصراع على السلطة.
المواطن السوري لم يعد يستنجد بأحد سوى الله لأنه أصبح على قناعة أن لا أحد يبالي بما هو فيه سوى الله رب العالمين. الأزمة السورية مستمرة، والدمار والنزوح والقتل في استمرار أيضاً، فالطفل يضع رأسه على حافة الطريق وينظر إلى السماء ويتأمل النجوم ويحلم بمستقبله الذي بات من المستحيل، لأنه على علم بأنه إذا نام اليوم فيكون غده إما شهيداً أو مشرداً، فأمنيته الوحيدة هو أن يصبح شهيداً لكي يشتكي إلى الله على هؤلاء لسلبه حقوقه وحياته ومستقبله، والأم تحتضن طفلها بشدة خوفاً عليه من الموت لأنها فقدت الكل ولم يبقى سوى هذا الرضيع، هي تخاف عليه رغم علمها على مستقبل ولدها المجهول، بقيت لها أمنيةً واحدة وهي أن لا تكون حظ أمهات الجيل القادم مثل حظها العاثر.
وعند النظر إلى من يحضرون هذه المؤتمرات نرى بطونهم كبيرة الملأ بعذاب ومعاناة هذا الطفل وتلك الأم، والجشع يملئ قلوبهم وأبصارهم، فقط يتحدثون ويناقشون داخل تلك المؤتمرات اتهاماتهم للبعض وصراعاتهم على السلطة غير آبهين بما يجري على الأرض، وهنا نتساءل لماذا مات الضمير الإنساني؟ هل أصبحنا وحوشاً غير آبهين بما يجري؟ ألا يحرك مشهد طفل أو شيخ أو أم تحت الأنقاض تلك المشاعر الميتة، ألا يحرك مشهد طفل أو شيخ جالس تحت الشمس الحارقة أو في البرد القارس الضمير البشري، مَشاهد تُبكي الحجر.
الكثيرون ينادون بشعارات ضد كل هذا وذاك ولكن أين ذلك من كل هذا، دون الإحساس بالمسؤولية تجاههم، وهنا أنادي إلى من بقيت في قلوبهم مشاعر إنسانية، تكاتفوا وتراصوا ونادوا بصوت عال علّ ذلك يبدي شيئاً، لإخراج هذا الشعب المسكين من معاناته، شعبٌ أنهكته المعاناة وطال انتظاره من الأمل بالخلاص من هذا الواقع الأليم، والعودة إلى ديارهم والعيش بأمان وسلام.
عزالدين الملا ,,,
التعليقات مغلقة.