نتيجة الحرب المستمرة في سوريا عموما والمناطق الكوردية خصوصاً منذ ما يقارب السبعة أعوام ، وحجم الدمار الكبير الذي أصاب البنية التحتية لكافة مناطق سوريا ،
يجد المواطن نفسه محاطاً بالموت من جميع الجهات لذلك يلجأ إلى الهروب إلى الدول المجاورة والعيش في المخيمات.
ومن هذه الدول تركيا ومدن شمال كوردستان وهي الأقرب جغرافياً لمناطقنا الكوردية حيث يعيش آلاف من اللاجئين الكورد في المخيمات التي نصبتها الدولة التركية .
أسباب اختيار اللاجئين العيش في المخيمات:
يرى المتابعون أن قبول اللاجئين العيش في المخيمات تعود أسبابها إلى الحالة المادية الصعبة الذي يعانيها اللاجىء
وخاصة ممن لا يستطيعون العمل لكسب العيش. كما أن نقص فرص العمل وغلاء المعيشة خارج المخيمات .
وفي هذا السياق صرح لموقعنا محمود خليل وهو من احد القاطنين في سروج :
أننا اخترنا العيش في المخيمات لعدم قدرتنا على تحمل مصاريف المعيشية الغالية من آجار البيوت ومستلزمات الحياة اليومية وخاصة أن الاكثرية لم يجلبوا معهم الأموال الكافية وتركوا ورائم كل شيء .
معاناة اللاجئين في المخيمات التركية:
– تختلف ظروف اللاجئين المقيمين في مخيمات اللجوء في تركيا عن ظروف أقرانهم ممن دخلوا إلى قلب المدن والتجمعات المحلية وانخرطوا بين سكانها.
ومن ضمن هذه المخيمات مخيم سروج “آفاد” يعتبر من أكبر المخيمات التي أنشأتها الحكومة التركية، حيث تتواجد
بين مدينتي علي كور وسروج التابعتين لولاية رها (شانلي أورفة)
وهي على مقربة من مدينة كوباني ،
وهو مخصص للاجئين الكورد الذين نزحوا من مدينة كوباني, بعد مهاجمة تنظيم “داعش” الارهابي للمدينة وريفها,
ويعيش فيه قرابة 25,000 شخصٍ تقريباً في الخيام وهي وتدار من قبل منظمة آفاد التركية وهي برعاية الأمم المتحدة
أن اللاجئين في هذا المخيم يعيشون حالة يرثى لها من حيث ضيق مساحة المخيم الواحد والذي يضم أكثر من خمسة أشخاص وفي هذا السياق صرح استاذ أحمد كمري أحد القاطنين في المخيم لموقعنا بما يلي :
أن الكثافة السكانية هي من المشاكل الكبيرة التي نواجهها حيث أنه تعيش عائلة في خيمة واحدة للعائلة وهذه العائلة لا تقل عن خمسة أشخاص .
كما صرح كمري أن حياة الخيم صعبة من الناحية النفسية …ورغم ذالك تبقى أفضل بكثير من العيش تحت القصف وتحت حكم الاحزاب والمسلحين .
_ الأسباب التي تمنع اللاجئين من العودة :
يرى المراقبون أنه عندما يطول الأمر ويستغرق الهجران سنين يفقد اللاجئ الأمل بالعودة إلى الديار ، وهنا يسعى اللاجئون للحصول على توطين في بلد آخر، نظراً لإدراكهم أن الأوضاع في بلدانهم قد لا تعود إلى وضعها الطبيعي لسنوات طويلة، أو لأنّ الظروف التي استدعت خروجهم ما تزال قائمة،
خاصة إذا كانوا قد خسروا في الظروف التي استدعت لجوءهم معظم ممتلكاتهم، أو إذا كانت ظروفهم الاقتصادية صعبة أصلاً، حتى قبل وقوع الكارثة أو الأزمة التي استدعت هذا اللجوء او أن الحرب لم تغلق ابوابها بعد .
و في هذا السياق صرحت خديجة عثمان :
أن اغلبية اللاجئين لايريدون العودة نتيجة استمرار الحرب و لعدم وجود الامان وصعوبة المعيشة .
وخاصة ان هناك بعض الايجابيات في المخيمات
وخاصة شعور اللاجىء بالامان و لمعيشة مقبولة حيث تقدم افاد التركية لكل شخص100ليرة وهي تكفي للعائلات كبيرة العدد ….يسمح الدولة لساكني المخيم بالخروج والعمل خارج المخيم والعودة اليه ..
والكهرباء متوفر بشكل دائم وكذلك الماء …عدم وجود مشاكل تذكر…يعامل سلطات المخيم بالتساوي مع الجميع ..توفير الطبابة والادوي بشكل دائم ومجاني
بخصوص التعليم في المخيمات التركية :
يرى الباحثون رغم الظروف الصعبة التي يعانيها اللاجئ في المخيمات الا إنهم يملكون إرادة قوية في متابعة التعليم وقد ساعدت الحكومة التركية في ذلك حيث إنه يوجد
أكثر من 60 ألف طالبٍ سوري يتابع دراسته في تركيا، يتوزّعون على 55 مدرسةً سوريةً، حسب ما أفادت به جريدة ياني شَفك التركية. يقطن معظمهم في مخيمات اللجوء، ويتابعون دراستهم في مدارسها.
ويتصدّر مخيم كلس اللائحة بعدد طلابٍ يقارب 3700، منهم 120 في المرحلة الثانوية. ويبلغ كادره التدريسيّ 135 مدرّساً.
ليأتي بعده مخيم “ملاطيا” الذي تحوي مدارسه على 3000 طالبٍ، يشرف على تدريسهم 125 معلماً. ويضم مخيم “يايلاداغ” حوالي 700 طالبٍ و34 مدرّساً. أمّا مخيم “ألتينوز” في منطقة أنطاكيا فيدرس فيه أكثر من 700 طالبٍ مع 36 من المعلمين.
_أمنيات اللاجئين:
يتطلع كثير من اللاجئين إلى اليوم الذي يمكنهم فيه العودة إلى دفء الوطن و عودة السلام إلى وطنهم ولم يتخلوا عن أحلامهم رغم كل الصعاب التي تعترضهم
وفي هذا السياق صرحت اللاجئة امينة إسماعيل لنا بما يلي :
أنه وبعد مرور أعوام على معاناتها في المخيمات لم تفكر يوما بالهجرة إلى الدول الأوربية تفضل البقاء قريبة من مدينتها المنكوبة كوباني وتعيش على أمل العودة الى مدينتها .
وبعد نحو سبعة أعوام من اللجوء الكوردي إلى تركيا وشمال كوردستان ما زالت أوضاع الكورد هنا على حالها وكأن الجميع ما يزال في مرحلة المفاجأة وبين سندان الأحداث الداخلية ومطرقة الأوضاع الإنسانية للاجئين ليس أمامهم إلا الصبر والانتظار.
إعلام ENKS مكتب تركيا
صديقة عثمان
التعليقات مغلقة.