الاستحواذ على العملية التعليمية في كردستان سوريا، من قبل “الإدارة الذاتية” التي أسسها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، يكاد يطبق على التعليم ويفرغه من محتواه بعد سلسة قرارات ليس آخرها فرض مناهجها الخاص على طلاب الشهادة الثانوية العامة في العام الدراسي القادم.
على الرغم من تأكيد الشارع الكردي بشقيه الاجتماعي والسياسي على أهمية التعليم بالكردية إلى جانب العربية في سوريا المستقبل، إلا أنه عبر عن رفضه للمناهج المفروضة هذه ووجدها خطوة غير صحيحة إذ تؤدلج التعليم من خلال نشر أفكار حزب العمال الكردستاني PKK وزعيمه عبد الله أوجلان، إلى جانب تركيزه بشكل أو بآخر على العسكرة من خلال اقحام صور المقاتلين التابعين للحزب وزعميه، إضافة إلى نصوص تتحدث عنهم.
تحت يافطة إدراج اللغة الكردية في التعليم فرضت “الإدارة الذاتية” مناهج ايديولوجية توصف بالهشة والايدولوجية، إذ أنها ليست من إعداد خُبراء ولم تخضع للتّقييم والتجربة، يقوم بتدريسها كادر لم يحظى بفرصة دخول الجامعات أو معاهد إعداد المعلمين، بل تم تلقينهم بعض المصطلحات على عجالة في مراكز خاصة أعلنتها الإدارة لهذا الغرض، إضافة لإقحام مادة تحت مسمى “الأمة الديمقراطية ” في تماهي مع مادة التربية القومية في مناهج البعث.
قرارات “الإدارة الذاتية” المتعلقة بالتعليم وضعت الطلاب وذويهم في حيرة لا يحسدون عليها، بين خيار الخضوع لهذه المناهج أو البحث عن بدائل تكاد تكون معدومة، مع منع سُلطات PYD أطفال الكُرد الالتحاق بالمدارس التي تدريها وزارة التربية في حكومة النظام، كما يعاني التلاميذ في المرحلة الأولى من عدم توازن المنهاج وحجمه الكبير، وسط رغبة الكثير من الأهالي التركيز على اللغتين العربية والكُردية معاً.
إلا أن التعليم في هذه المناطق دخل غرفة الإنعاش مع ازدواجيته بين النظام والإدارة، وبات عدم الاستقرار يرخي بظلاله على مدارسها وطلابها، بعد قرارها وقف تدريس المنهاج المعتمد من النظام لطلاب الشهادة الثانوية العامة والحاقه بقرار إيقاف المعاهد التعليمية الخاصة والدروس الخصوصية، في عرقلة إضافية لعميلة التحصيل العلمي.
التعليقات مغلقة.