يقع جبل الأكراد شمال شرق مدينة اللاذقية غربي سوريا، ويحاذيه جبل التركمان شمالا ومدينة الحفة التي معظم سكانها من اصول كوردية والقرى القريبة منها غربا. وأغلب مساحته تتبع اللاذقية وهناك مساحة صغيرة منه داخل محافظتيْ حماة وإدلب.
ليس هناك تحديد دقيق لمساحة الجبل ولكن خبراء يقدرونها بحوالي أربعمائة كيلومتر مربع، ويتراوح ارتفاعه بين ثلاثمائة متر وألف وستمائة متر. ومناخه بارد شتاء غزير الأمطار تكسو تلاله الثلوج عدة مرات، ومعتدل صيفا, يقسم الجبل إلى ناحيتين :
1- ناحية سلمى وتضم عدداً من القرى وهي : سلمى ودورين وترتياح ومرج خوخة وكفردلبة والكوم والمارونيات والمريج وساقية الكرت وبسوفا وبعض الأراضي المتناثرة على شكل إقطاعيات زراعية .
2- ناحية كنسبّا : وتضم عدداً من القرى وهي : كنسبَا وشلف وعين القنطرة ووادي باصور والعيدو وشلف وبللة ومجدل كيخيا وطعوما وآرا وبروما وكدين ودويركة وعكو والكبانة والدوير ونحشبا وعرافيت وأبو ريشة ومزين وكفرتة ووادي الشيخان والحمرات وسحاقير وعين الحور وبوز الخربة وشير قبور وبرزة والسرمينية والحدادة وأرض الوطى والمشرفة والقساطل .
وهناك عدد من القرى الممتدة على طريق ريف إدلب بمحاذاة الجبل وهي كوردية أيضاً مثل الكندة وتردين وأوبين واليونسية ….. الخ .
يشتهر جبل الأكراد بغابات الصنوبر والعزر والأرز والبلوط والسنديان، ويعيش فيها كثير من الحيوانات البرية كالخنازير والضباع والأرانب، وكذلك الطيور على اختلاف أنواعها لا سيما الشحرور والحجل والحمام، وتخترق تلاله وديان سحيقة تتدفق فيها المياه شتاء وبعض الينابيع صيفا.
السكان
لا تتوفر إحصائية رسمية لعدد سكان جبل الأكراد لكونه يتوزع على ثلاث محافظات، ولكن معلومات المختصين تقدرهم بـ 150 ألف نسمة، و المتوزعين على أربع عشائر هي: كيخيا والموشان والعوجان والشيخان.
1- عشيرة الموشان : من أكبر العشائر الكوردية في الجبل ومركزها سلمى والقرى المحيطة بها كالمريج والمارونيات وترتياح ومرج خوخة وكفردلبة والكوم والكبانة وعكو وبعض القرى التابعة لناحية سلمى .
وأبرز العائلات في هذه العشيرة من الناحية التاريخية والحيازات الزراعية : هي عائلة الحاجي وشمدين وحمدو وفاتو وشاكر ويوجد من العوائل ايضاً على سبيل الذكر لا الحصر جلالو وجعفرو وسيو وحسينو وسينو وبريمو و…. الخ .
2- عشيرة العوجان : أيضاً عشيرة كوردية كبيرة في الجبل وتضم عدداً من القرى مثل كنسبا ونحشبا وأرض الوطى والحدادة وشلف وبعض القرى القريبة من ناحية كنسبا .
وأبرز عائلاتها زهوري وبازيدو وموسى وخليل وطبنجة وخليلو وهناك عدد آخر من العائلات يصعب حصره بسهولة .
3- عشيرة الكيخيا (كاخودا) : وهي عشيرة كوردية ايضاً لكنها أصغر حجماً من العشيرتين السابقتين الذكر وأهم القرى التي تنتمي لها هي مجدل كيخيا ودويركة وبروما وآرا وطعوما .
وأبرز عائلاتها هي حاج بكري ( كيخيا ) لأنّ أصل عائلة الحاج بكري هو كيخيا وهي العائلة الأكبر من حيث عدد السكان ويصل امتدادها حتى حلب مروراً بجسر الشغور وريف إدلب وعلي آغا وبكداش وقنزوعة وبرو وبكور وجولاق وهناك ايضاً آل رجب والشيخ و……الخ .
4- عشيرة الشيخان : أيضاً عشيرة كوردية معروفة لكنها بالنسبة للجبل تعتبر صغيرة قليلاً وأهم القرى التي تنتمي إليها هي وادي الشيخان ومزين والعيدو والقساطل و….الخ .
أهم عائلاتها الشيخاني وأوسو وعدد من العائلات الأخرى
وهناك أقليات مسيحية وأرمنية وعلوية ومرشدية (المرشدية جماعة منشقة عن الطائفة العلوية في سوريا)،
التاريخ
الجبل يحتوي على مواقع أثرية مهمة جداً فقد مرت عليه حضارات كثيرة : ميديّة وليست كنعانية كما تم ترويجه (نظرا للحروب الكبيرة بين الميديين والآشوريين في المنطقة)وسريانية ورومانية وبيزنطية وهناك الكثير من المواقع الأثرية التي أميط اللثام عنها ولا زال هناك الكثير منها لم يكشف السر عنه بعد
أثبتت المكتشفات الأثرية أن الآراميين والإغريق والبيزنطيين سكنوا الجبل ودفنوا موتاهم فيه. وفي العصور الإسلامية سُمي جبل الأكراد بهذا الاسم نسبة إلى أغلبية سكانه الكورد وقد صل الكورد إلى الجبل مع حملة القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي الكردي.
فقد كورد جبل الأكراد لغتهم الأم نتيجة البعد الجغرافي عن الناطقين بها في شمال شرقي سوريا، اذ تم تعريب الجبل منذ فترة طويلة رغم الهوية الكوردية لأبناء الجبل وحتى اللغة الكوردية تكاد تنقرض ولم يعد يرددها إلا ما ندر من العجائز ,ورغم ممارسة سياسة التعريب الطويلة الأمد بين الأهالي في جبل الأكراد لم ينسوا أنهم كورد ومن أصول كوردية ولم يكفّوا عن الافتخار والاعتزاز بأصولهم وميّزاتهم ولا سيما تمسّك الكورديّ بقراراته ووفائه بوعوده .وتستمرّ معاناتهم منذ أن فُرضت لغة أخرى على لغتهم الأم الكوردية بحجة الدين أو غيره في سبيل تضييع لغتهم الأم والدليل واضح في غياب المدارس التي تدرس باللغة الكوردية وعدم ذكر أي شيء عن الحضارة الكوردية رغم أن منطقة جبل الأكراد برمّتها سكان كورد وهم ليسوا بأقلية هناك.
لاقتصاد
عانى جبل الأكراد من الإهمال الشديد للدولة، ولم تصل الكهرباء إلى أغلبية قراه إلا في الثمانينات، في حين بقيت خدمات توفير المياه والصرف الصحي والاتصالات ممنوعة عنه حتى مطلع الألفية الجديدة، باستثناء ناحيتيْ سلمى وكنسبا فكان وضعهما أفضل نسبيا.
تنبع أهمية جبل الأكراد من الناحية الاقتصادية كونه منطقة جبلية مرتفعة جداً تبدأ من ارتفاع 300 متر وحتى 1600 متر وهو أهم منطقة لزراعة الفواكه بالدرجة الأولى والخضار والقمح والشعير والبقوليات بشكل عام , وللجبل تصنيف دولي مهم جداً من حيث نوعية وجودة الفاكهة التي ينتجها وأهمها : التفاح والخوخ ثم باقي أنواع الفاكهة كالدراق والسفرجل والمشمش والكرز والتين والعنب والتوت و……….الخ ثم المكسرات كالصنوبر والجوز واللوز والفستق الحلبي ………الخ ثم تجد الحمص والفول والبصل والثوم والقمح والشعير كماقلنا وبالتالي فإن الجبل يصلح فيما لو تم العناية به بشكل جيد لأن يكون سلة غذائية تكفي منطقة الساحل كاملة .
ويخلو جبل الأكراد من أية مشاريع إنتاجية، ولا يعرف ما إن كان يحتوي على ثروات باطنية لعدم دراسته جيولوجياً
السابق بوست
التعليقات مغلقة.