المجلس الوطني الكوردي في سوريا

اللقاء التشاوري للمؤتمر القومي الكوردستاني…. زاغروس آمدي

111

لا أدري بصراحة ما إذا كان المؤتمر الوطني الكوردستاني حزبا سياسيا أو برلمانا أو أي تنظيم آخر، لكن الذي اعتقده من خلال نشاطاته أنه ليس أكثر من هيئة لحزب العمال الكوردستاني أو جناح سياسي عام له، وقد عقد هذا المؤتمر 16 مؤتمرا ، لكنه لم يحظ إلى الآن بأي إعتراف دولي وسبب ذلك هو علاقته بالحزب المذكور كما أظن. وأعتقد أن مهمته تنحصر في الترويج والدعاية والقيام بنشاطات سياسية نيابة عن العمال الكوردستاني بصورة شرعية في أوروبا كون أن العمال الكوردستاني حزب محظور ومصنف إرهابيا من قبل أمريكا ودول الإتحاد الأوروبي كما هو معروف.
وقد عقد مؤخرا لقاءا تشاوريا في السليمانية دون رفع العلم الكوردستاني أو حتى دون تطرقه بصورة جلية لوطن مستلب اسمه كوردستان.

ومع أنه كان يمكن لهذا التنظيم أن يلعب دورا مهما في التنسيق بين مختلف القوى السياسية الكوردستانية، لكن مع تغيير العمال الكوردستاني أهدافه في تحرير كوردستان وتأسيس وطن قومي للكورد إلى مشروع أمة ديمقراطية شرق أوسطية، لم يعد لهذا المنظمة دورا قوميا واضحا، لذلك فقد الكثير من أهميته، وعدم مشاركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – عراق في اللقاء التشاوري الأخير السابق الذكر يٌظهر بجلاء أن الأهداف قد اختلفت كثيرا، حتى أن البيان الختامي لهذا المؤتمر أغفل ذكر الهدف القومي للشعب الكوردي بإقامة دولة كوردستان المستقلة، وهو ما يجمع الكورد، كما أنه لم يأت مطلقا على ذكر موضوع الإستفتاء حول حق الكورد في الإستقلال في اقليم كوردستان العراق في وقت أصبح هذا الموصوع مسألة دولية والحدث الأكثر تداولا كورديا وإقلميا، ودوليا إلى حد ما. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن مسألة استقلال كوردستان في أي جزء منها أضحت من المنسيات عند هذا التنظيم.

ولم أتفاجأ مطلقا بصراحة لعدم مشاركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ع في هذا اللقاء، لأن هدف هذا الحزب في الإستقلال أصبح خارج إمكانيات وأهداف هذا المؤتمر. لكن الذي فاجأني فعلا هو التصريحات التي صدرت من بعض الأعضاء في المجلس الوطني الكوردي السوري برغبة المجلس في المشاركة باللقاء التشاوري لهذا المؤتمر وكأن هذا المؤتمر سيأتي بحل سحري لمشاكلهم مع حزب الإتحاد الديمقراطي.
نصيحتي للقائمين على هذا المؤتمر أن يغيروا اسمه إلى مؤتمر الأمة الديمقراطية الشرق أوسطية وأن يدعو الأحزاب والقوى السياسية في الشرق الأوسط كافة إلى المشاركة في مؤتمراتها، طالما تحول الهدف عند العمال الكوردستاني من تأسيس وطن قومي للشعب الكوردي إلى تأسيس أمة ديمقراطية شرق أوسطية ليكتسب مصداقية وليتحقق الإنسجام بين المسمى والأهداف. وأن يكفوا عن التحدث باسم الشعب الكوردي والتحدث باسم امم الشرق الأوسط كافة.

 

التعليقات مغلقة.