قال رئيس اقليم كوردستان، مسعود بارزاني، الاربعاء، إن زمن التهديد والوعيد انتهى، في رد على منتقدي إجراء الاستفتاء في بغداد، مضيفا “لن نتراجع عن موقفنا”.
وكتب الرئيس بارزاني في حسابه الخاص على الـ”فيسبوك” اليوم الاربعاء 19 تموز 2017 أن “الحكومة العراقية حاولت دوما تهميش الكورد والغاء ممثليات شعب كوردستان، بالإضافة إلى الحصار المفروض على قوات البيشمركة من قبل الحكومة العراقية”.
وفيما يلي النص الكامل لرسالة الرئيس بارزاني:
بسم الله الرحمن الرحيم
لاحظنا وفي الفترة الاخيرة العديد من التصريحات التي تطلق من قبل السياسيين والمسؤولين العراقيين، والتي تستهدف الوقوف ضد الاستفتاء وحقوق شعب كوردستان، معللين حججهم بالالتزام بالدستور وتطبيقه. وكان من الاجدر على المسؤولين العراقيين التدقيق في محتوى ومواد الدستور العراقي، لأن ديباجة الدستور تؤكد وبشكل واضح على أن الالتزام بالدستور العراقي يضمن بقاء العراق موحدا.
والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه في هذا الموضوع هو: هل التزموا هم بهذا الدستور؟ عشرات من الأمثلة تؤكد على أن الحكومة العراقية لم تلتزم بهذا الدستور الذي صوت عليه الشعب العراقي، وعلى العكس من ما جاء في هذه الوثيقة لم يتم حفظ التوازن في الجيش العراقي، وتم تهميش الكورد في حين أن قوات البيشمركة هي التي وضعت الأساس الاول لاعادة تشكيل للجيش العراقي بعد عام 2003.
أما في السلك الدبلوماسي فقد حاولت الحكومة العراقية دوما تهميش الكورد والغاء ممثليات شعب كوردستان، بالإضافة إلى الحصار المفروض على قوات البيشمركة من قبل الحكومة العراقية، في حين أنها تشكل جزءا مهما من المنظومة الدفاعيه العراقية، هذا بالإضافة الى أهمال وتهميش المادة 140 من الدستور العراقي والتنصل عن تكوين المجلس الاتحادي، هذا المجلس الذي يضمن التوافق والتوازن بين المكونات العراقية.
كما استمرت المحاولات للتجاوز على النظام الفدرالي وهو بحد ذاته تجاوز واضح على الدستور، باهماله أو عدم تنفيذه ووصلت العلاقة بين بغداد وإقليم كوردستان الى قطع قوت هذا الشعب بجرة قلم واحدة، ولم نرى أية ادانة لهذا القرار اللا انساني واللادستوري الذي يمنع الحليب عن اطفال كوردستان والذي يشكل خرقا واضحا للدستور، من اي من الأطراف السياسية او أي من المراكز الدينية. لذلك من حقنا أن نسأل باي من القوانين او المواد الدستورية تريد الحكومة العراقية أن تتخذ إجراءات قانونية ضد شعب كوردستان؟
ومن جهة أخرى ومن أجل تثبيت الشراكة بين المكونات العراقية كنا بحاجة لمبدا التوافق، لكنهم تجاوزوا على هذا المبدأ أيضا ومازالوا ينادون بالأغلبية السياسية، ونحن نعلم جيدا وهم أيضا يعلمون ما هو القصد من مبدأ الأغلبية السياسية، والذي يهدف إلى القضاء على الشراكة وتهميش المكونات الأساسية الأخرى.
ومن هنا نعلنها للجميع، ان الاستفتاء هو حق طبيعي لشعب كوردستان وجميع شعوب العالم ويجب أن نمارس هذا الحق الطبيعي، واود أن أسأل: لم هذا الاصرار على حرمان هذا الشعب من ممارسة هذا الحق الذي يحق لغيرنا؟ واؤكد أيضا على التزامنا في تحقيق ما ضحى به شهداؤنا بدمائهم من أجله، كما اننا ملتزمون امام الرأي العام باحقاق الحقوق العادلة لشعبنا، كما نؤكد على اننا لن نتراجع عن هذا الحق وسوف يمارس شعب كوردستان هذا الحق بطريقة سلمية بعيدة عن العنف، لأننا لا نريد تكرار التجربة المريرة والفاشلة السابقة، وأنا ارى من الافضل أن نعيش كجيران نحترم بعض ونراعي العمق الاستراتيجي لبعضنا، وأن نتعاون كأصدقاء وإخوان في المجالات المتعددة.
انتهى زمن التهديد والوعيد في التعامل مع الحقوق العادلة لشعب كوردستان، ولا نحب ولا نريد ولا نحبذ استخدام هذه اللغة.
ان شعب كوردستان يريد أن يعيش في سلام وتآخي، ولا يمكن لهذا الشعب أن يقبل بلغة التهديد والوعيد من أي كان.
التعليقات مغلقة.