تفاعلت مؤخرا قضية وفاة 4 معقلين سوريين في السجون اللبنانية إثر حملات المداهمة و الاعتقال التي نفذها الجيش اللبناني في مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال اللبنانية , و التي ترافقت مع تنفيذ هجمات انتحارية من قبل بعض المطلوبين بعمليات إرهابية وفق بيان سابق لقيادة الجيش اللبناني .
ناشطون سوريين و لبنانيون كانوا قد وجهوا الإتهام للجيش اللبناني بالقيام بعمليات تعذيب أدت إلى وفاة هؤلاء المعتقلين , إلا إن قيادة الجيش اللبناني نفت ذلك و قالت في بيان آخر لها إنها قد شكلت لجنة للتحقيق في الموضوع و كلفت أطباء شرعيين للكشف على جثث المتوفين اللذين أكدوا بأنهم لم يتعرضوا لعمليات تعذيب و إنهم كانوا يعانون من أمراض مزمنة سابقة تفاقمت لديهم نتيجة ظروف الإعتقال مما أدت إلى وفاتهم .
الموضوع تفاعل على أكثر من صعيد فكان المنتدى الاشتراكي اللبناني قد دعا إلى تنظيم تجمع يوم غد الثلاثاء في ساحة سمير قصير تحت عنوان (( وقفة تضامنية مع اللاجئين السوريين )) الأمر الذي إعتبره كثيرون تحركا في وجه الجيش اللبناني و جهوده التي يقوم بها في مواجهة الإرهاب , و إعتبروا إن ما يقوم به الجيش اللبناني هو عمليات إستباقية تجري بين الحين و الآخر و لا تتم بخلفية عنصرية و غير موجهة ضد السوريين , و إنما ضد المخلين بالأمن و الجماعات التي تحاول ضرب الإستقرار في لبنان , و يتخوف اللبنانيون من أن تكون مخيمات و أماكن تواجد اللاجئين السوريين خلايا نائمة لجماعات النصرة و المجموعات الإسلامية المرابطة في جرود عرسال اللبنانية التي تشهد اشتباكات متقطعة بين عناصر التنظيمات الإسلامية من جهة و حزب الله و الجيش اللبناني من جهة أخرى و كذلك تشهد قصفا من قبل الطيران السوري بين الفينة و الأخرى , و يتم الحديث حاليا في وسائل الإعلام اللبنانية عن إقتراب ساعة الصفر لمعركة عرسال بين الجيش من جهة و التنظيمات الموجودة فيه من جهة أخرى .
و يعتبر الكثير من اللبنانيون أن الجيش اللبناني خط أحمر و لا يجوز المساس به .
و كان وزير الداخلية اللبنانية قد أعلن في وقت سابق عدم الموافقة على خروج مظاهرتين يوم غد الثلاثاء واحدة مع الجيش و أخرى ضده .
و على صعيد آخر أعلن الأمن العام اللبناني اليوم عن توقيف شخص سوري من أهالي الرقة و عرفته بأنه ناشط في مجال الكمبيوتر و الإنترنت يدير صفحة بإسم ( اتحاد الشعب السوري في لبنان ) متهمة بالتحريض ضد الجيش اللبناني و كان من الداعين لمظاهرة يوم غد الثلاثاء ضد الجيش اللبناني .
و قد أنتشرت اليوم و على وسائل التواصل الإجتماعي ( الوتس اب ) لا يعرف مصدرها رسائل يدعو البعض منها اللبناني الى منع تجوال السوريين يوم غد الثلاثاء و إعتبار كل سوري متجول هو متظاهر ضد الجيش اللبناني , و بالمقابل وصلت دعوات للسوريين للإضراب حتى نهاية الإسبوع ( مشان يعرفو قيمة السوري و مشان كرامته ) .
و يتخوف اللبنانيون من أن تتحول إستضافة اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية الى إقامة دائمة على غرار تجربتهم مع الفلسطنين و يشتكون من مزاحمة اليد العاملة السورية المنافسة لليد العاملة اللبنانية و يطالب الكثير من اللبنانين على المستويين الرسمي و الشعبي بتنظيم عودة اللاجئين الى مناطق آمنة ضمن الأراضي السورية بالتنسيق بين الحكومتين السورية و اللبنانية و بإشراف الأمم المتحدة و المنظمات الدولية .
عبدو عيسى
إعلام ENKS – لبنان
التعليقات مغلقة.