التحولات السياسية التي طرأت على المسألة الكوردية منذ الحرب العالمية الاولى و في مرحلة اشتداد الصراع الدولي في الشرق وخاصة بين القوتين البريطانية والروسية أثر بشكل سلبي على مستقبل الشعب الكوردي ففي عهد الانتداب البريطاني كانت سياسة الحكومة البريطانية بشأ ن الكوردتحتاج إلى اكثر من تاريخ حيث قامت سياستها على دعم اقامة وحدات صغيرة ذات حكم ذاتي أو امارات في منطقة كوردستان ويمكن أن نسمي السياسة البريطانية بسياسة نوئيل وكيل الاستخبارات البريطانية وقد قام نوئيل بمحاولات نشطة لتطوير وتثبيت سياسة دعم كوردستان مستقلة أو على الاقل بحكم ذاتي حينها كان مسؤولو المستعمرات والتي لها صله بالشرق الاوسط غير مبالين الى حقيقة القومية الكوردية بالمستوى الذي كان نوئيل مقتنعا بها .
في مؤتمر القاهرة ناقش المؤتمرون ممثلي المستعمرات البريطانية ومكتب الحرب ومكتب الجو البريطاني مسألة الكورد ونتج عنها :
1 – اقتراح بوجوب إقامة شريط من دويلات ذات حكم ذاتي حول حدود ولاية الموصل
2 – اقتراح فرنسي بتقسيم كوردستان بين دائرتي النفوذ البريطاني والفرنسي
3 – اقتراح يقضي بأن على البريطانيين رفع ايديهم عن كوردستان واقتصار نفوذهم على المناطق النهرية
وفي المباحثات السرية في اجتماع ضم وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا حول الترتيبات المقبلة للشرق الأوسط انبثقت عنها اتفاقية سايكس بيكو , و بموجبه الحقت كوردستان إلى اربع دول، تحرك الكورد وبذلوا جهودا لايصال صوتهم الى مؤتمر الصلح في باريس وحينها لم يكن للكورد كيان سياسي حتى يشارك وفدهم رسميا في المؤتمر الا ان وجهاء وزعماء الكورد خولوا شريف باشا بالتواصل مع الفرقاء ورغم الجهود التي بذلها شريف باشا نجح في إدخال ثلاث بنود تتعلق بالقضية الكوردية في معاهدة سيفر اب 1920 وهي في البنود 62/63/64 الا ان الدولة التركية عملت بكل جهدها بان تصف القضية الكوردية انها قضية داخلية تستطيع الدولة حلها ولم ترى معاهدة سيفر النور للاسباب التالية صعود اتاتورك والحركة الكمالية وتوسيع مناطق نفوذه وقوته .
تراجع الغرب عن وعوده للكورد وتناساهم في معاهدة لوزان التي اتت لصالح ما ارادته تركيا , نصت معاهدة لوزان على أن تتعهد انقرة بمنح معظم المكونات في تركيا الحماية الكاملة والحريات دون تمييز من غير ان ترد اي ا شارة للكورد .
عد الكورد هذه المعاهدة ضربة قاسية ضد مستقبلهم وحملو دول الحلفاء المسؤولية الاخلاقية والانسانية تجاه الشعب الكوردي ولاسيما الحكومة البريطانية التي ألحقت ولاية الموصل بالعراق والتي يشكل الكورد أعلبية سكانها وأصبح الشعب الكوردي موزعا عمليا وقانونيا بين اربع دول .
ولكن الأوضاع اليوم تختلف عما آلت اليه سابقا بفضل التضحيات وخاصة في جنوبي كوردستان بدء من ثورة ايلول المجيدة بقيادة الملا مصطفى البرزاني وصولا إلى اقليم كوردستان والاعتراف بها دوليا ,
منذ سقوط بغداد انتقلت الدولة العراقية إلى دولة اتحادية فيدرالية ورغم ذلك اختلفت علاقة حكومة بغداد مع حكومة الاقليم و قامت بتهميش مواد الدستور والمادة 140 بالاضافة الى قطع حصة الاقليم من الموازنة لإعادة الفوضى إلى الاقليم .
في الوقت الذي تقوم اكثر دول العالم بمد السلاح والذخيرة إلى قوات البيشمركة لمحاربة اعتى انواع الارهاب العالمي المتمثل بداعش بمقاومة شرسة والدفاع عن الوطن والمواطن قدم خلالها البيشمركة دمائهم في سبيل كوردستان لم يبقى خيار امام السيد الرئيس مسعود البرزاني إلا الاجتماع بالكتل السياسية و إعلان مشروع الاستفتاء بشان الاستقلال وهو حق مشروع كفلته القوانين الدولية و ميثاق الامم المتحدة في حق الشعوب في تقرير مصيرها , و تم تحديد موعد الاستفتاء في الخامس والعشرين من ايلول .
بالتوفيق للاخوة في جنوبي كوردستان بوضع أولى ركائز الدولة الكوردية المستقلة
بقلم : وليد معمو
التعليقات مغلقة.