منذ بداية الثورة السورية و تدهور الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الأمنية خاصة في كوردستان سوريا، وعلى اثره توجهت انظار بعض الكورد نحو إقليم كوردستان- بحثاً عن حياة آمنة – والذي فتح لهم باب الإقليم من أوسعه وقام بإنشاء المخيمات لهم .
وبعد هجمات تنظيم داعش الإرهابي ع جبال شنكال و القرى التي في محيطها و سيطرتهم عليها و على الموصل و إقترابهم من هولير وحدوث حالات النزوح بإتجاه الإقليم ، بدأ الاقتصاد بالجمود وخاصة شركات البناء التي كان أغلبية اللاجئين الكورد السوريين يعملون فيها ويسدون ثغرة الفراغ الذي يعيشونه وينسيهم همومهم ومتاعبهم .
ومع نقص المعامل و المصانع و فرص العمل لذوي الشهادات ، توجه بعض اللاجئين الكورد الى شركات البناء و خصوصاً الشباب منهم ، فأستغل بعض أصحاب هذه الشركات و المتعهدين (المقاولين) العمال الكورد السوريين -نظراً لكثرة الأيادي العاملة – و إعطائهم أجور عمل رخيصة بالمقارنة مع السنين الأخرى و مع العمال الأجانب و تأخير رواتبهم لأكثر من شهر مما يزيدهم هما و شقاءً ، فهم بحاجة لهذا الراتب بشكل يومي لتأمين مستلزمات الحياة اليومية . فيضطرون إلى العمل وفق شروط المتهعدين (المقاولين) ومع العلمِ إن بعض المتعهدين يقومون بإختلاس أجور العمال و أتعابهم في ظل عدم وجود قانون يحميهم .
وما يزيد الأمر سوءاً هم خريجي الجامعات و حملة الشهادات الذين لا يجدون عمل حسب شهاداتهم و إمكانياتهم فيزيدهم هماً و قهراً على الحالة التي وصلنا لها ، وعلى تعبٍ ذهب أدراج الرياح. وللوقوف بشكل أوضح عند هذه الحالات، التقى موقع ENKS مع بعض العمال الذين أعربوا عن رأيهم بهذا الموضوع الهام.
يقول علي من أهالي قامشلو في تصريح خاص لموقع ENKS: عند مجيئي إلى كوردستان اضطررت للعمل لدى مقاول من أكراد تركيا بسبب احتياجات العائلة بسعر أدنى من عماله الأتراك و طوال سنة كنت أعمل لديه وفي الأخير هرب ولم يحاسبني على الأيام التي عملت لديه ، ولكن بفضل بعض المعارف و صلت إلى جزء من حقي وأنا لست الوحيد الذي يحصل معه هذا الشيء فكثر الذين اُكلت أموالهم و أتعابهم .
وأضاف علي: ان فرص العمل قليلة ولكنني متفائل بتوفر فرص العمل بعد القيام بالاستفتاء و إقامة دولة كوردستان و وضع قوانين لعدم السماح للمتعهدين بسلب تعبنا وعرقنا .
اما الشاب محمود من سكان كوباني و المقيم حالياً في السليمانية وخريج معهد لغة إنكليزي و طالب علم الإجتماع يقول في تصريح خاص لموقع ENKS: اضطررنا للخروج من سوريا نتيجة الأوضاع فيها وعدم قدرتنا على إكمال دراستنا ونقص العمل أيضاً و توجهنا نحو إقليم كوردستان بحثاً عن مكان آمن و معيشة جيدة، ونظراً لصعوبة المعيشة في الإقليم اضطررت للعمل في شركات البناء و لدى المقاولين ولكنهم قاموا باستغلالنا وإعطائنا أجور عمل رخيصة بالمقارنة مع العمال الأخرين كالأتراك والايرانيين و الهنود، وحتى العرب، فضلاً عن مكان إقامتنا السيء والظروف المعيشية الصعبة. وأردف محمود بالقول: الشاب الكوردي محاصر بالعمل لسد رمق العائلة و دفع أجور البيوت الغالية و ملحقاته من الماء و الكهرباء وهو محروم من التعليم وإكمال دراسته في جامعات الإقليم بسبب عدم وجود الإمكانيات المادية ، إلا أن البعض تمكنوا من اتمام دراستهم بفضل المنظمات الإنسانية و تسجيلهم في جامعات الإقليم ولكنهم ليسوا بأفضل حال منا فهم أيضاً بحاجة إلى المال و السكن لإتمام دراستهم .
و أختتم محمود بقوله: لذا نحن الشباب الكورد نتوجه عبر موقعكم إلى الرأي العام و الكوردي على وجه الخصوص بوضع حد لهذا الاستغلال الاقتصادي من قبل رجال الأعمال و الوقوف في وجه مثل هذه الممارسات العنصرية بحقنا ، و التقدم بشكوى للجهات المختصة بالتعليم لفتح المجال أمام الشباب للدراسة وتأمين المال و السكن لهم .
تقرير: فرهاد شيخو
مكتب ENKS باقليم كوردستان
خ
التعليقات مغلقة.